وظفت أكثر من 100 مهندس فلسطيني
الشركة العملاقة "إنفيديا" تفتتح مقرا لها في فلسطين
افتتحت الشركة التكنولوجية العملاقة العالمية إنفيديا مقرّا لها في مدينة روابي وفرعين في نابلس والخليل، ووظفت الشركة حتى الآن أكثر من 100 مهندس ومهندسة فلسطينيين في مجالات مختلفة منها هندسة الكمبيوتر والكهرباء، والهندسة الصناعية، وغيرها من التخصصات.
وتعد شركة "إنفيديا" الأمريكية واحدة من كبرى الشركات العالمية في تصنيع الرقاقات والمعالجات واللوحات الرقمية فائقة السرعة، بالإضافة إلى بطاقات العرض المرئي ومجموعات الشرائح لأجهزة الحاسوب وأنظمة ألعاب الفيديو، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولدى الشركة أكثر من 18,000 موظف يعملون في نحو 50 فرعاً حول العالم، ويتم تداول أسهمها في السوق الأمريكي بقيمة تفوق 300 مليار دولار أمريكي.
وأعربت انات زوك نائب الرئيس لشؤون الموارد البشرية في شركة إنفيديا العالمية المسؤولة عن المنطقة، عن سعادتها بهذه الخطوة، قائلة: "هذه خطوة تاريخية للموظفين الفلسطينيين الذين انضموا إلى عائلة إنفيديا، وسيستمتعون بفرصة العمل مع واحدة من أفضل الشركات التي تقدم مزايا كبيرة لموظفيها، كما سيتم فتح الباب أمامهم للتعرف على صناعة التكنولوجيا الفائقة".
من ناحيته، أعرب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني د. اسحق سدر عن سعادته بافتتاح شركة عالمية عملاقة مقرا لها في فلسطين، والذي يأتي ضمن استراتيجية ورؤية الحكومة الثامنة عشر بتوجيهات من فخامة الرئيس محمود عباس لتعزيز وخلق اقتصاد رقمي فلسطيني واعد قادر على استيعاب واستغلال طاقات الشباب الفلسطيني في المجال التكنولوجي، لا سيما وأنها تدعم تصدير التكنولوجيا الفلسطينية، وتشجع من استقطاب الشركات العالمية لتحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر، كما وتخلق فرص عمل للشباب وتعزز من مهاراتهم، مهنئا روابي على استقطابها للشركات العالمية والعمل في السوق الفلسطينية.
بدوره، عبر بشار المصري عن فخره واعتزازه بأن تصبح فلسطين محط أنظار الشركات العالمية، وتحديداً شركات تكنولوجيا المعلومات، قائلا: "هذا انجاز كبير وصلنا له بعد مسيرة طويلة عملنا عليها خلال السنوات الماضية، وهنأ العاملين في شركة عسل لتكنولوجيا المعلومات بإدارة مراد طهبوب على عملهم الدؤوب وانجازاتهم الجبارة".
وأضاف المصري "وضعنا اليوم فلسطين على خارطة التكنولوجيا العالمية، وباتت مكاناً مثالياً للإستكشاف والإبتكار والمعرفة المتجدّدة، فلدينا الكثير من الخبرات الفلسطينية في قطاع التكنولوجيا والبرمجيات وغيرها من القطاعات، ما جعلنا نصدّر الخدمات البرمجية بكفاءة عالية إلى شركات عالمية وثقت بطاقاتنا وإبداعاتنا".
وشدد المصري على أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، قائلاً: "اليوم شركة إنفيديا العملاقة، وغداً العديد من الشركات العالمية التي ستعمل من فلسطين، بموظفين وخبرات فلسطينية بامتياز، هذا كله يعني خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، التي تؤمّن لشبابنا وشاباتنا العيش بكرامة".
وأشار إلى "أن وجود شركات تكنولوجية عالمية يعني بقاء مواردنا البشرية وعقولنا النيرة داخل البلد، إضاقة إلى أن وجود الشركات العالمية ومشاركة خبراتها وامكانياتها مع موظفيها الفلسطينيين سيجلب الكثير من الفرص للابتكار وخلق شركات ناشئة يمكنها المنافسة عالميا وجذب استثمارات أجنبية".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا) المهندس إبراهيم جفال إن هذا الحدث الهام هو يوم مشهود في مسيرة تطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين ويعكس تماما رؤيتنا وطموحنا بأن تقوم الشركات العالمية بافتتاح فروع لها في فلسطين ايماناً بقدرات خريجينا وخريجاتنا في علوم هندسة الحاسوب والبرمجة والفروع الأخرى. وأضاف أن هذا الحدث الكبير يعزز الثقة والأمل لدى شركاتنا ولدى شبابنا بأننا موجودون على خارطة التكنولوجيا العالمية وتقدم جفال بجزيل الشكر لإدارة شركة "إنفيديا" على هذه الخطوة الهامة والتي ستشجع شركات عالمية أخرى للحذو حذوها، كما شكر مدينة روابي على هذه الجهود المباركة والمثمرة، ونحن في بيتا نرحب بشركة "إنفيديا فرع فلسطين" بأن تكون عضوا فاعلا في الاتحاد ومستعدون لتقديم كافة التسهيلات لإنجاح هذه الخطوة.
من ناحيته، أعرب المهندس ناصر الحج ياسين (36 عاما) من قرية دير استيا بمحافظة سلفيت عن فخره بوجوده ضمن عائلة إنفيديا كموظف في هذه الشركة العالمية، هذه فرصة مميزة حظيت بها، وهي التجربة الأولى من هذا النوع في فلسطين.
وأضاف أن شركة إنفيديا العالمية قدمت لكل الموظفين في فلسطين كافة المزايا التي يتمتع بها موظفي الشركة حول العالم، كما فتحت الشركة المجال أمام موظفيها أولوية شراء الأسهم وبسعر أقل من سعر تداولها في السوق ضمن سياسة تحفيز الموظفين. كما أنه أصبح أمامنا خبرات واسعة من شركة عالمية، نتعلم منها ما لم يكن موجودا هنا من قبل، كما أعتقد أن وجود شركة عالمية مختصة في التكنولجيا فإنها تفتح المجال أمام المنافسة القوية في هذا القطاع، وبإمكان العاملين في هذه القطاع الآن أكثر من أي وقت العمل لإثبات أنفسهم والوصول إلى شركات عالمية.