تقرير إسرائيلي: فوز بايدن قد يضرّ بالعلاقات الأميركية- المصرية
توقع تقرير إسرائيلي أن تبقى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة جيدة، في حال فوز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. لكن التقرير اعتبر أن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، من شأنه أن يعيد "الأجواء الباردة التي سادت بينهما" خلال ولاية الرئيس السابق، باراك أوباما.
ولفت التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الثلاثاء، إلى أن إدارة أوباما لم تدعُ رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى زيارة البيت الأبيض، كونه صعد إلى الحكم من خلال انقلاب ضد الرئيس السابق، محمد مرسي، الذي انتخب في انتخابات ديمقراطية.
واعتبر التقرير أنه "في حال انتخاب بايدن، فإنه سيعود على الأرجح أفراد الطاقم المقرب من أوباما إلى أداء مناصب أساسية في الإدارة، وبينهم أولئك الذين شجعوا خطا متشددا" تجاه نظام السيسي. واستند التقرير في تقديره بهذا الصدد إلى مقال نشره بايدن في مجلة "فورين بوليسي"، وتعهد فيه بتبني سياسة خارجية تستند إلى حقوق الإنسان ودفع الديمقراطية".
وأضاف التقرير أنه "خلافا لترامب، الذي لم يمارس ضغوطا على مصر وحلفاء آخرين في موضوع حقوق الإنسان، صرح بايدن بأنه لن يتعاون مع أنظمة لا تحترم معايير غربية. وفيما تقرب ترامب من حكام سلطويين، بينهم فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، ووصف السيسي بـ’الديكتاتور الأحب عليّ’"، ندد بايدن، في تموز/يوليو الماضي، باعتقال ناشطين حقوقيين في مصر وحذر من أنه بعد انتخابه "لن يكون هناك شيكات مفتوحة لـ’الديكتاتور المحبوب’ على ترامب".
ووفقا للتقرير، فإن تصريحات بايدن تعكس الخط السائد في أوساط الحزب الديمقراطي. وأشارت تقارير لمعهد "بروكينغس" إلى أن العلاقات مع مصر لا تخدم المصلحة الأميركية وأن أداء نظام السيسي يصعد انعدام الاستقرار في مصر والمنطقة، وأوصت باشتراط إصلاحات أو توجيه المساعدات العسكرية، بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، إلى أهداف مدنية.
وطالب 40 عضوا في الكونغرس، غالبيتهم من الحزب الديمقراطي، وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بالربط بين العلاقات الأمنية والثنائية مع مصر بتحسين وضع حقوق الإنسان. كما طالب 56 عضوا في الكونغرس السيسي، برسالة بعثوه إليه، بإطلاق سراح أسرى سياسيين.
وتابع التقرير أن الموضوع الإيراني يمكن أن يسيء العلاقات الأميركية – المصرية. فقد عبر بايدن، كنائب للرئيس أوباما، عن تأييده للاتفاق النووي مع إيران، وهو يتعهد الآن باستئنافه إذا حرصت إيران على تنفيذ شروط الاتفاق. "ورغم أن مصر أقل قلقا من حليفاتها الخليجيات حيال القضية الإيرانية، إلا أنها ترى بإيران مصدر تهديد للاستقرار والنظام الإقليميين، وتخشى من سيناريو تحالف قوى بين إيران وأذرعها وبين الإسلاميين السنة في تركيا وقطر والإخوان المسلمين".
وتوقع التقرير أن يكون رد الفعل المصري على فوز بايدن بممارسة ضغوط إقليمية على الولايات المتحدة كي "ألا تعزز الإسلام السياسي وإيران"، وأن يعمل نظام السيسي على "رفع قيمة مصر بنظر الولايات المتحدة"، مثل أن "واشنطن بحاجة إلى القاهرة ليس أقل من حاجة القاهرة إلى واشنطن" وأن مصر تحافظ على "السلام الإقليمي" و"تحارب الإرهاب"، وتهديد مصر بالتقرب من خصوم الولايات المتحدة وفي مقدمتهم روسيا والصين، واتخاذ خطوات لخفض الضغوط الأميركية على مصر في موضوع حقوق الإنسان.
واعتبر التقرير أن فوز بايدن سيضع أمام العلاقات الإسرائيلية – المصرية "فرصا إلى جانب مخاطر". ومن ناحية الفرص، "فإن توتر العلاقات الأميركية – المصرية قد يدفع مصر للتوجه إلى مساعدة إسرائيل، مثلما حدث خلال ولاية أوباما. وهذا السيناريو مشروط بأن يكون لإسرائيل تأثير كاف على إدارة بايدن".
من الجهة الأخرى، من ناحية المخاطر، فإن "وضع إسرائيل سيسوء إذا طرأ تباعد كبير بين مصر والولايات المتحدة. ولإسرائيل مصلحة في استمرار العلاقات الإستراتيجية بين القاهرة وواشنطن. وإذا اقتضت الحاجة، بإمكان إسرائيل مساعدة مصر بدفع مفهوم أن تقاربا مصريا روسيا أو صينيا لن يكون بالضرورة على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة، ودفع واشنطن إلى الحرص على أن جهودها لدفع الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في مصر لن يقود إلى تعزيز قوة الإخوان المسلمين".