المنظمات الأهلية ترصد تأثير كورونا على الصحة النفسية في قطاع غزة
أصدرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم ورقة حقائق حول الآثار النفسية لفيروس كورونا على سكان قطاع غزة، وخاصة من تعرض ولا يزال إلى تجربة الحجر الصحي والتي تمثلت بالضغط النفسي والقلق والاكتئاب، وأن هناك ضرورة لإيجاد آليات للرقابة وتقييم التدخلات النفسية والاجتماعية المقدمة ومعرفة في أي مستوى يتم تقديمها حسب هرم التدخلات النفسية التي اعتمدتها اللجنة الدولية IASC.
وأوضحت الورقة التي قام بإعدادها برنامج غزة للصحة النفسية ضمن مشروع “توجهات منظمات المجتمع المدني الفلسطينية لمواجهة التحديات المستقبلية”، بالشراكة مع مؤسسة “فريدرش إيبرت” الألمانية، كيف أثرت الجائحة سلباً على المستفيدين حيث زادت نسبة القلق بسبب الخوف من العدوى، وزاد القلق لديهم نتيجة تأثر العلاقات الاجتماعية وانقطاع التواصل بين أفراد الأسرة وبين أفراد المجتمع، وأدت الجائحة إلى تغير نمط حياة المستفيدين من خلال زيادة الأنشطة المتعلقة بالنظافة والتعقيم بشكل مبالغ فيه، وزاد القلق والتوتر لديهم نتيجة متابعة الأخبار المتعلقة بالجائحة بشكل مستمر.
ونوهت الورقة إلى معاناة معظم المحجورين وأهاليهم من التنمر والوصمة، ويفتقد البعض داخل مراكز الحجر لمعايير الحماية وينتج عن ذلك آثار اجتماعية ونفسية مثل العزلة و العدوانية والاكتئاب.
وتطرقت إلى أهم الخدمات التي تقدمها المؤسسات العاملة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي والصحة النفسية في قطاع غزة للمحجورين والمتضررين، من هذه الخدمات: أنشطة التوعية والتثقيف للمحجورين وذويهم والمجتمع ككل، الإرشاد النفسي الهاتفي المجاني، الإسعاف النفسي الأولي للمحجورين وذويهم، استشارات نفسية للمحجورين وذويهم وتقديم الدعم النفسي من خلال التواصل عن بعد مع المحجورين وذويهم، استشارات فردية حول الرعاية الذاتية، وإدارة الضغوط، وطرق حل المشكلات، وآليات الحماية من العنف الناتج عن جائحة كورونا.
وأشارت الورقة إلى المسح السريع عبر الإنترنت الذي قام به برنامج غزة للصحة النفسية واستخدم استبانة الكترونية أرسلت إلى 15 مؤسسة نشطة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي، ومن خلالها تم تلخيص أهم الآثار النفسية التي تم رصدها، فقد أثرت بشكل عام جائحة كورونا على مستوى الصحة النفسية للجميع في قطاع غزة، وقد أثرت بشكل خاص على الرفاه النفسي للمستفيدين، حيث ان الرفاه النفسي مرتبط بشكل كبير بالصحة الجسدية وهي جزء لا يتجزأ منه، فعند انتشار وباء يهدد الصحة العامة يخاف الناس على صحتهم وصحة ذويهم ويزداد مستوى القلق من إصابتهم بالمرض، ويعزز الحجر الصحي أحد أكثر الأعراض التي يعاني منها المرضى وهو العزلة الاجتماعية وقيود الحركة والعودة إلى الروتين المرضي الغير صحي الذي يؤثر بشكل كبير على انتكاسة المريض وبالتالي عدم تحسنه
وأشارت الورقة إلى أهم التحديات التي تواجهها المؤسسات العاملة في مجال الدعم النفس-اجتماعي ومن بينها تحديات تتعلق بالمحجورين وتتمثل في صعوبة الوصول للمحجورين في مراكز الحجر، ووجود عدد كبير للمحجورين وأسرهم وتحديات في الوصول لبيوتهم، وتعدد احتياجات المحجورين وصعوبة الاستجابة لها خصوصا الاحتياجات اللوجستية، والتحديات تتعلق بعمليات التنسيق والتدخل ومنها ضعف التنسيق بين الجهات الرسمية المشرفة على مراكز الحجر، وعدم التنسيق الجيد والتكاملية في تقديم الخدمات المختلفة من قبل المؤسسات، وقلة وضعف التمويل لدى المؤسسات للاستجابة الفورية، وضعف الموارد البشرية واللوجستية وحداثة التجربة واحجام بعض المهنيين من العمل في الحجر.
وأوصت الورقة بضرورة مشاركة مزيد من المؤسسات في القرارات الحكومية الخاصة بأنظمة الحماية والوقاية، وتقوية الجهود التنسيقية بين المؤسسات المختلفة وتوزيع المهام ضمن خطة طوارئ نفسية متفق عليها، وتوحيد الخدمات المقدمة للجمهور من المؤسسات بشكل منظم ومتخصص يفيد في سرعة الإنجاز وتغطية جميع الفئات وتوفير الوقت والجهد وعدم تدخل المؤسسات مع نفس الحالات، وضرورة تشكيل لجنة وطنية تضم المؤسسات الرسمية والغير رسمية لإدارة الأزمة والإشراف على مرحلة التعافي مع خطة واضحة يشارك فيها الجميع، وضرورة التأكد من وصول العائلات لخدمات الانترنت لمساعدة المختصين في توصيل الخدمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للعائلات.