سباق بشري علمي..7 لقاحات تجريبية ضد فيروس كورونا
في ظل زيادة عدد حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا المستجد، تتجه أنظار العالم للتوصل إلى تطوير لقاح لوباء "كوفيد19"، إذ أصبحت مهمة البحث عن لقاح أو علاج فعال لوقف هذه الجائحة، الهم الأكبر للعلماء الذين يسابقون الزمن لإنهاء هذه الفوضى التي سببها الوباء، بحسب ما ذكرته "سكاي نيوز".
وفي السطور التالية، بعض اللقاحات والعلاجات السريرية التجريبية التي تجرى حاليا، من أجل إنقاذ البشر..
تجربة شركة الأدوية Moderna
أول من توصل إلى لقاح يتم فيه إجراء التجارب السريرية على البشر، يعد من نصيب شركة مودرنا للصناعات الدوائية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتكون اللقاح من تخليق أحماض نووية تدعى "RNA" أو "mRNA"، يتم هندستها جينيا في المعامل المخبرية، وظيفتها تكمن في توجيه الخلايا الحية لبناء البروتين داخلها.
وتعكف شركة "مودرنا" على تطوير تلك الأحماض النووية لتحفيز الخلايا على تصنيع بروتينات شبيهة ببروتينات فيروس كورونا المستجد، من أجل أن تمكن تلك الخلايا من تكوين استجابة مناعية في جسم الإنسان.
وتجري الشركة الأمريكية، أولى مراحلها في تجربة اللقاح على البشر، حاليا، حيث من المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من التجارب البشرية خلال فصل الربيع الجاري أو بمجرد بدء فصل الصيف أي مع بداية شهر يوليو المقبل.
تجارب شركتا بيوإنتيك وفايزر
تتعاون شركة "فايزر" للأدوية مع نظيرتها "بيوإنتيك"، الرائدتان في الصناعات الدوائية، لإنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد اعتمادا على تجارب شبيهة بالتجارب التي تجريها شركة "مودرنا"، والتي تتضمن تخليق أحماض نووية تحفز الخلايا في جسم الإنسان على إنتاج بروتينات مشابهة للفيروس.
ومن شأن تلك البروتينات إثارة الاستجابة المناعية لجسم الإنسان ضد فيروس كورونا، ولا تزال تلك التجارب في مراحلها الأولية ولم يتم إخضاع اللقاح للتجارب حتى الآن.
تجربة شركة الأدوية Distributed Bio
كشف الدكتور جيكوب جلانفيل، مالك شركة "ديستربيوتد بيو" للصناعات الدوائية، عن تجربة رائدة للقضاء على فيروس كورونا المستجد عن طريق تخليق الأجسام المضادة، موضحا خلال مقابلة صحفية: "يسرني أن أبلغكم أن فريقي نجح في التوصل لخمسة أجسام مضادة قام العلماء بتحديدها في عام 2002، والتي تمكنت من الاندماج مع فيروس سارس وتحييده وقامت بإيقاف نشاطه بالكامل".
وخلال التجارب المعملية، قام الباحثون بتخليق سلالات لمئات الملايين من الأجسام المضادة ضد فيروس سارس أو المتلازمة التنفسية الحادة، وتمكنوا من عزل عدد من الأجسام المضادة القادرة على قتل فيروس كورونا المستجد.
وتنتظر شركة "ديستربيوتد بيو" للصناعات الدوائية، في الوقت الحالي، الموافقة على إجراء التجارب السريرية على البشر، حيث سيخضع ما بين 400 إلى 600 من المصابين بفيروس كورونا ممن يتلقون العلاج في المستشفيات، فضلا عن قيام العلماء بمراقبة وملاحظة تغير أعراض المرض خلال مدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 أيام.
وإذا سار كل شيء على ما يرام، فمن المتوقع أن يتم التوصل إلى اللقاح في سبتمبر من هذا العام على أقرب تقدير.
التجارب السريرية في جامعة بيتسبرج
طور باحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، لقاحًا جاء بنتائج إيجابية خلال التجارب المعملية على حيوانات التجارب، وأدى إلى تحفيزها على إنتاج ما يكفي من الأجسام المضادة لتحييد عمل الفيروس في الفئران، في غضون أسبوعين.
ويستخدم اللقاح الجديد، المسمى "بيتوكوفاك"، "PittCoVacc"، أجزاء مخلّقة مخبريا من البروتين الخاص بـ"كوفيد 19" والقادرة على تحفيز المناعة داخل جسم المصاب، ويتم إعطاء اللقاح للمصاب بفيروس كورونا بطريقة مبتكرة لزيادة فعالية المادة الدوائية فيه، بحيث توضع رقعة أو ضمادة لاصقة بحجم طرف الإصبع تتكون من 400 إبرة دقيقة على جلد المصاب، وبمجرد وضع الرقعة اللاصقة على الجسم، تذوب هذه الإبر في الجلد، مما يحفز على إنتاج مناعة ضد الفيروس.
ويقول الدكتور لويس فالو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية والمؤلف المشارك في الدراسة، إن هذه الطريقة في إعطاء اللقاح غير مؤلمة، وتبدو نوعا ما مثل استخدام لاصق الفيلكرو "لاصق الأهداب أو الخطاطيف المستخدم بكثرة في الملابس"، والإبر الدقيقة مصنعة بالكامل من السكر، وتحوي أجزاء من البروتين الشوكي المخلق والمستوحى من بنية الفيروسات التاجية عموما مثل "سارس"، وهي شبيهة بمكونات الطبقة الخارجية التي تغلف فيروس كورونا المستجد.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من التجارب السريرية على الإنسان في الأشهر القليلة المقبلة، ولكن يجب على واضعي الدراسة التقدم بطلب للحصول على الموافقة على الأدوية "الاستقصائية" الجديدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
تجارب شركة جونسون آند جونسون الدوائية
دخلت شركة الأدوية العملاقة "جونسون آند جونسون"، في شراكة مع هيئة البحث والتطوير الطبي المتقدمة التابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية من أجل التوصل إلى لقاح لمرض "كوفيد 19"، كاشفة عن امتلاكها لما وصفته بالمرشح الرئيسي للقاح كورونا.
ومن المقرر أن تبدأ الاختبارات السريرية لهذا اللقاح على البشر بحلول سبتمبر القادم، وإذا ما أظهرت البيانات السريرية نتائج إيجابية لفعالية اللقاح بحلول نهاية عام 2020، فقد يصل المنتج الدوائي إلى الأسواق بغضون أقل من عام، على حسب قولهم.
التجارب الممولة من بيل جيتس
ومن جهة أخرى، سيتم إجراء تجربة لقاح يطلق عليه اسم "إينو-4800 (INO-4800)"، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس، إلى جانب تعاون العديد من المنظمات غير الربحية الأخرى مع المؤسسة.
وهذا اللقاح يعتمد في تصنيعه بشكل رئيسي على أحماض نووية، ويتم تطويره عن طريق هندسة بلازميدات أو جزئيات من المادة الوراثية، "دي إن إيه، DNA"، وحقنها في جسم المريض المصاب بفيروس كورونا لتحفيز الجسم على تكوين أجسام مضادة خاصة لقتل الفيروسات المسببة للعدوى.
وفي الغالب، يتم استخدام هذه اللقاحات التي تحتوي على المادة الوراثية "دي إن إيه"، بشكل شائع في الطب البيطري لمكافحة الأمراض الحيوانية، ولم يتم اعتمادها بعد لتجربتها على البشر، وقامت شركة "إنفيو" الطبية، بالفعل بتطوير آلاف الجرعات لدراسات المرحلتين الأولى والثانية من تجربة اللقاح على البشر.
وإذا ما أثبت العقار فعالية في كبح نشاط الفيروس في حال تجربته على البشر، فسيكون بمقدور الشركة إنتاج ما يصل إلى مليون جرعة من اللقاح لتكون جاهزة بحلول نهاية العام.
التجارب الروسية السرية
ومن بين التجارب العلمية أيضا، يعمل مركز فيكتور للفيروسات والتكنولوجيا الحيوية في روسيا، حاليًا، على تطوير لقاح خاص لمكافحة وباء "كوفيد 19"، إذ كشف المركز أن المرحلة الأولى من التجارب السريرية لثلاثة لقاحات ستبدأ في 29 يونيو المقبل، وسيشارك نحو 180 متطوعًا في تلك التجارب السريرية.
وقام العلماء بتطوير العديد من النماذج الأولية للقاح ضد "كوفيد 19"، في مجمع مختبرات سري للغاية يقع في منطقة كولتسوفو خارج مدينة نوفوسيبيرسك في سيبيريا، وبدأ العلماء الروس بالفعل في اختبار اللقاحات على الفئران والأرانب، قبل أن يشرعوا في تجربة لقاحهم على البشر.