ماجيكو الساحر..فضل حياة الليل على اللعب لكبرى الأندية في العالم
"كنا نخاف أن نقلده خشية كسر كاحلنا"، عبارة للنجم الأرجنتيني دييغو ماردونا لخص فيها انبهاره بموهبة كروية لم يشاهد مثلها من قبل، وإعجابه بلاعب "ساحر" طاوعته الكرة كما لم تفعل مع غيره.
خورخي ألبرتو غونزاليس باريلاس، الاسم قد لا يحيلك إلى شيء في ذاكرتك الكروية، ولكن ربطه بلقب "ماجيكو" سيفيدك في رحلة بحث عبر أروقة موقع يوتيوب لاكتشاف مهارات لاعب وصفه كثيرون بأنه سابق لزمانه.
من أزقة سان سلفادور عاصمة بلاده السلفادور إلى قادش بإسبانيا، اختزلت مسيرة لاعب ولد عام 1958، وترعرع في عائلة متواضعة مكونة من ثمانية أطفال.
كان يداعب الكرة خلال حضوره تدريبات لشقيقه، فلفت الأنظار، وفتحت الأبواب أمامه لمسيرة في عالم كرة القدم، بدأت مع نادي أنتيل، ومرت بأندية مختلفة في السلفادور والمكسيك.
طرق أبواب منتخب السلفادور مبكرا وهو لم يتعد 18 عاما، وخاض معه مونديالي 1978 و1982، وفتح تألقه مع المنتخب أبواب العبور نحو الضفة المقابلة من الأطلسي، وانضم إلى نادي قادش الإسباني، وترك بصمة في تاريخ النادي، وصار رمزا للفريق، وهناك نال لقب "ماجيكو" من جماهير الفريق.
قادش كانت الخيار المناسب لشخصية الماجيكو، الذي رفض عروض الأندية الكبرى هربا من التقيد بالتزامات صارمة، تبعده عن شغفه الأول، عالم الليل والسهرات.
لا يخفي الماجيكو ولعه ولا يخجل من خياراته، وقال لموقع الفيفا في 2008 "لم أعتبر نفسي أبدا قدوة. أحب أن أعيش على طريقتي، أعترف بأنني لست قديسا. أحب الخروج ليلا والاحتفال، وحتى والدتي لم تستطع منعي عن ذلك".
غفر المسؤولون عن نادي قادش للماجيكو كل زلاته، ولم يحاولوا منعه عن حياة الليل والسهر، رغم أن ذلك كان يتسبب في عدم استيقاظه قبل الثانية ظهرا وضياع التدريبات في كثير من المرات، كل ذلك كان مسموحا ما دام الإبهار مضمونا في المباراة المقبلة.
سعى مدرب برشلونة سيزار لويس مينوتي للتعاقد معه عام 1978، وتحقيق حلم رؤيته إلى جانب مارادونا في الفريق نفسه، ولكنه تراجع في اللحظات الأخيرة بعد أن اعترف بأنه لن يستطيع تحمل تصرفات النجمين معا.
"المتعة" كانت شعار الماجيكو الذي قال في حوار سابق "كرة القدم ليست وظيفة؛ أنا ألعب فقط من أجل المتعة".
تفنن في استعراض قدراته أمام المدافعين، ولم يسلم من مهاراته الكثير من اللاعبين الذين فقدوا التوازن ولم يقووا على مجاراة خفة حركاته.
مهارات أبهرت مارادونا الذي اعترف في أحد حواراته قائلا "في الأرجنتين، أردنا جميعا القيام بالإيماءات نفسها لكننا لم نستطع ذلك، وكنا سنكسر كاحلنا. لقد كان استثنائيًّا وفريدا. إنه الساحر الحقيقي الوحيد، وواحد من أفضل عشرة لاعبين رأيتهم في حياتي".
وضع الماجيكو حدا لمسيرته عام 2000، وحظي بتكريم خاص في بلاده بإطلاق اسمه على الملعب الوطني، ورغم تقدمه في السن فقد ظهر مؤخرا في مقطع مصور وهو يشارك في تحدي "اللعب بورق الحمام"، الذي اجتاح مواقع التواصل، وأكد أنه يحتفظ بكل مهاراته وفنياته.