مساهمة بنصف مليون دولار لتأسيس صندوق لعلاج أطفال فلسطين بمركز الحسين للسرطان
من أجل لفت الانتباه إلى الحالات الإنسانية للأطفال مرضى السرطان ومنح الأمل لهم؛ قدم رجل الأعمال الفلسطيني السيد زاهي خوري، رئيس مجلس إدارة مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية، تبرّعاً بقيمة نصف مليون دولار، وذلك كمساهمة في تأسيس صندوق خير التابع لمؤسسة الحسين للسرطان والهادف إلى علاج مرضى السرطان الأطفال من أبناء العائلات العفيفة من الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان في الأردن، علماً أن الأطفال مرضى السرطان يشكلون ما نسبته 7.8% من مجموع معدلات السرطان المسجلة في فلسطين، وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وحول مبادرته لدعم صندوق خير قال خوري "من المهم أن ندرك أهمية الإسراع في مساعدة أطفال فلسطين مرضى السرطان خاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من تلقي العلاج في الوطن لظروف معينة، وذلك على الرغم من التطوّر الكبير الملموس على صعيد جودة الرعاية الصحية في فلسطين وفي مجال علاج السرطان، ونحن نثمّن دور وجهود وزارة الصحة الفلسطينية في إحداث هذا التقدم في القطاع الصحي، إلا أن بعض الحالات المستعصية والنادرة قد تتطلب العلاج في الخارج، مما يشكل عبئاً على ذوي الطفل مريض السرطان من أجل تغطية تكاليف العلاج والتنقل والإقامة، لذا فإنه من الضروري الالتفات إلى مساندة أولئك الأطفال لاسيما أن أمامهم فرص أكبر للشفاء بالمقارنة مع مرضى السرطان البالغين، ونأمل أن نساعدهم عبر منحهم الأمل بالشفاء التام، كونهم جيل المستقبل ومن حقهم علينا وعلى كافة الفاعلين من مؤسسات وأفراد أن نساهم في دعمهم ليتمكنوا من مواجهة تحديات العصر ورسم مستقبلهم الأجمل".
وعبّر خوري عن اعتزازه بتقديم هذا التبرع للمساهمة في تلقي أولئك الأطفال العلاج اللازم وإنقاذهم ليعودوا إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية بإذن الله تعالى، مشيداً بالمكانة المرموقة لمركز الحسين للسرطان في مجال علاج السرطان على مستوى الشرق الأوسط، حيث يتبنّى المركز أحدث ما توصل إليه العلم من سبل الرعاية الشمولية لعلاج ورعاية المرضى الأطفال والكبار المصابين بجميع أنواع السرطان.
وأكد خوري أنه بادر إلى هذه المساهمة في صندوق خير بالتنسيق مع مستشفى "سانت جود لبحوث الأطفال" والمتخصص في أمراض سرطان الأطفال في أمريكا، والذي يساهم في دعم مركز الحسين للسرطان، حيث قام خوري بزيارة مركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية عمّان، واطلع على حالات الأطفال مرضى السرطان القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة لاسيما الذين لا يستطيع ذووهم التكفل بتغطية تكاليف الإقامة والمصاريف الأخرى في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.
واعتبر خوري مساهمته في صندوق خير بمثابة رسالة توعية حول أهمية الالتفات إلى دعم أطفال فلسطين المصابين بمرض السرطان والذين تعذّر علاجهم في فلسطين على الرغم من التطور الملموس في القطاع الصحي الفلسطيني، وذلك إما بسبب اكتظاظ المشافي أو بسبب عدم توفر العلاج المناسب لحالات السرطان النادرة، مما يشكّل عبئاً مادياً ثقيلاً على ذوي الأطفال المرضى من حيث تغطية نفقات علاجهم وإقامتهم وغيرها من المصاريف خارج فلسطين، وكذلك يشكّل عبئاً معنوياً على وزارة الصحة الفلسطينية. متمنيّاً أن تتمكن المشافي الفلسطينية في المستقبل القريب من توطين العلاج المتكامل لكافة أنواع سرطان الأطفال لاسيما الأنواع النادرة، ليتمكّن كافة مرضى السرطان الأطفال من تلقي العلاج على أرض الوطن دون الاضطرار إلى السفر للخارج.
وأردف خوري "هنالك العديد من أطفال فلسطين المصابين بالسرطان ممّن يتلقون العلاج الكامل في مركز الحسين للسرطان، وأتمنى أن تساهم هذه المبادرة في لفت انتباه الخيّرين من أبناء فلسطين ومن رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص وغيرها للاهتمام بأطفالنا الذين يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، والمبادرة إلى المساهمة في صندوق خير والذي أُسس خصيصاً لدعم هذه الشريحة من أطفال فلسطين مرضى السرطان، راجين الله أن يمنّ عليهم بالشفاء التام والعاجل".
وحول هذا التبرع، قالت السيدة نسرين قطامش، مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان: "نثمن الدور الإنساني الذي يؤديه السيد زاهي خوري في توفير فرصة العلاج لأشقائنا الفلسطينيين، للتخفيف من معاناتهم بحصولهم على العلاج في المركز الذي يعتبر الوجهة الأولى لمرضى السرطان في الشرق الأوسط".
تهدف صنايق الخير التابعة لمؤسسة الحسين للسرطان إلى مساعدة مرضى السرطان الأقل حظاً من الأطفال والكبار ممن ليست لديهم الامكانات المادية وأثقلت كاهلهم تكاليف العلاج الباهظة ولا تغطي تكاليف علاجهم أية جهة أخرى، حيث تشمل تغطيات صندوق الخير كلاً من تكاليف العلاج، والإقامة في فنادق قريبة من المركز بهدف تسهيل وصول المرضى الذين يسكنون في أماكن بعيدة وتتطلب حالاتهم مراجعة المركز يومياً، بالإضافة إلى تقديم وجبات غذائية أو توفير كوبونات المواصلات.