أحمد الحاج حسن...عندما يكون التميز عنوان المسيرة

صُنف ضمن أكثر 50 شخصية مالية مؤثرة في الشرق الأوسط لعام 2016، وقاد البنك الوطني ليحل في المرتبة الثالثة كأقوى لاعب في السوق الفلسطيني بعد أن كان في المرتبة  13، برأس مال يعد ثاني أكبر رأس مال لبنك فلسطيني، نتعرف خلال حلقة ضيف ال"راية" على الأستاذ أحمد الحاج حسن، المدير العام للبنك الوطني، والإنجازات التي حققها خاصة بعد استلامه منصب إدارة البنك الوطني.

حصل على شهادتين جامعيتين في مجال المالية والمحاسبة في كل من الأردن وبريطانيا بعد تخرجه من الجامعة، عاد في عام 2002 والتحق بالجامعة العربية الأمريكية ليعمل مدرسا ثم محاضرا للإدارة المالية لمدة عامين، بعدها انتقل للعمل في سلطة النقد الفلسطينية، وعمل فيها 5 سنوات، بدأ في دائرة الرقابة ثم أصبح مدير دائرة الاستثمار، ثم انتقل كمدير عام للرقابة على الأوراق المالية في هيئة سوق رأس المال، لينتهي به المطاف أخيرا مديرا عاما للبنك الوطني منذ نهاية عام 2010 وحتى وقتنا الحالي.

صُنّف البنك خلال عهده كأسرع بنك نمو بالشرق الأوسط عام 2014، حيث حقق نموا ضاعف حجمه أكثر من عشرين مرة، وهو ليس نموا مألوفا بالعادة في المصارف على حد تعبير الحاج حسن، ويكشف بأن السر في ذلك هو مراعاة مصالح الجميع في أي عملية اندماج واستحواذ ينفذها البنك، وهي إحدى الطرق التي انتهجها البنك لتحقيق هذا الإنجاز، بالإضافة لدراسة السوق بشكل أفضل والسعي لكسب ثقة الناس وإعطائهم منتجات تناسب احتياجاتهم.

ويساهم البنك في المسؤولية الاجتماعية، ولكن بطريقة تختلف عن المؤسسات الأخرى التي تقيم مشاريع في ظاهرها تراعي المسؤولية المجتمعية وفي باطنها تهدف للتسويق والعلاقات العامة على حد قول الحاج حسن، فهم يقومون بخدمة بلدهم من خلال ممارسة عملهم، ومن الأمثلة على ذلك محطة الطاقة الشمسية التي استثمروا فيها بأريحا، فهو إضافة إلى أنه مشروع مربح ويحقق عوائد مالية للبنك، ويغطي احتياجاته من الكهرباء، يعمل أيضا على من الجهد الاستقلال اقتصاديا عن إسرائيل، والحفاظ على البيئة الفلسطينية.

أما المشروع الأكبر الذي يفخر به الحاج حسن خلال مسيرته في إدارة البنك الوطني، هو افتتاح فرع للبنك في القدس، ليكون أول بنك يفتتح فرع له داخل الجدار، وهو ما أخذ منهم جهد 3 سنوات رغم المخاطر العالية والاجراءات التعقيدية، وهذا دفع شركات أخرى لفتح فروع لها في نفس المنطقة.

وتتميز القروض التي يقدمها البنك وفقا للحاج حسن أنها قروض بدون فوائد، كما ويمنح البنك سنويا قروضا بقيمة مليون دولار، وهو ما وفر أكثر من 500 فرصة عمل.

وأنجز البنك العديد من المشاريع في مجال التحول الرقمي، ويعرف الحاج حسن التحول الرقمي بأنه عملية تمكين عملاء البنك من السيطرة على حساباتهم وأموالهم 24 ساعة وطوال أيام بالأسبوع من أي مكان موجودين فيه، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة وبالأخص فيما يتعلق بالمحافظة على الأمان والسرية في هذه المجالات، وهو ما دفع البنك للاستثمار في أحد أحدث الأنظمة المصرفية في العالم، كما قام البنك الوطني باستحداث نظام جديد هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، يُطلق عليه اسم "مركز الخدمات الرقمي" يقوم من خلاله موظفو البنك بالرد على استفسارات العملاء عبر وسائل التواصل المختلفة، والتفاعل معهم بالصور والفيديو وغيره.

ختاما، يتطلع الحاج حسن للوصول إلى مراحل متقدمة في مجال التحول الرقمي، ويوضح بأن البنك وضع خطة للتحول الرقمي يركز فيها على 3 أمور، وهي أساليب التواصل مع العملاء، وأتمتة العمليات داخليا، وتحليل البيانات، أي تطوير نماذج ذكاء صناعي لاتخاذ قرارات، وهو أمر متطور جدا وقلة من البنوك متقدمة في هذا المجال.