مسؤول اسرائيلي سابق: صفقة القرن ستؤدي لحالة فوضى
قال شمعون شاباس المدير العام السابق لديوان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إن "صفقة ترامب" هي خطوة أحادية الجانب، ستؤدي بــ إسرائيل إلى حالة من الفوضى والتيه، ورغم أنها اقتبست كثيرا من أفكار اسحق رابين لعام 1995، لكنها شطبت منها الفلسطينيين والدول العربية، وقد حصل بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب على التصفيق الحار لدى إعلانها، رغم الخطر الأمني المحدق بـ إسرائيل بسببها، وظهرا كما لو أنهما حققا نصرا أكبر من أي وقت مضى".
وأضاف شاباس، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن عددا من الرؤساء العرب كان يتوقع أن يشاركوا في حفل إعلان الصفقة، لكنهم غابوا؛ لأن الصفقة جاءت من فوق رؤوسهم، وبعد صدور ردود الفعل العربية عليها، فقد بدا أنهم لم يشاركوا بصياغتها النهائية، ولذلك فإن التبعات المترتبة عليها ستكون صعبة وقاسية.
وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة، تحدث الكثيرون عن أوجه الشبه بين صفقة ترامب 2020 وخطة رابين 1995، التي كان يفترض أن تتحول إلى ترتيبات سلام دائمة مع الفلسطينيين تستمر خمس سنوات، لكن قليلين تحدثوا عن الفروقات في ردود الفعل المتواضعة التي صدرت عقب إعلان خطة رابين، والأجواء الاحتفالية الكبيرة التي رافقت إعلان الصفقة، وفيما وصف رابين بالخائن، لكن نتنياهو حظي بإطلاق الأوصاف الكبيرة عليه.
وأكد أن هذا يعني أن لدينا جملة من الفروقات الجوهرية بين الخطتين، لكنها للأسف ليست لصالحنا نحن الإسرائيليين، أهمها أن صفقة القرن تتضمن تنازلات إسرائيلية في منطقة النقب، ما يعني تقريب الحدود الفلسطينية من منطقة حساسة جدا للأمن الإسرائيلي.
وأوضح أن الفرق الجوهري الحقيقي بين الخطتين يتعلق بتطبيق الصفقة على أرض الواقع، فخطة رابين تم تصميمها بالشراكة مع ممثلي الشعب الفلسطيني والدول العربية، وكان يفترض أن تحظى بموافقة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، أما اليوم فإن المفاوضات الجارية حول صفقة القرن تتم من دون مندوبين فلسطينيين ولا الجيران العرب، حتى تلك التي نعيش معها اتفاقيات سلام.
وأكد أن هناك مخاطر محدقة بهذه العلاقات عقب إعلان الصفقة، وقد حصلت "إسرائيل" على إشارة سريعة من التدهور الذي ينتظرنا بما أعلنه الملك الأردني عبد الله الثاني، حين استعاد سيادته على منطقتي الباقورة والغمر الحدوديتين، وكان يفترض أن تبقيا تحت السيادة الإسرائيلية لو واصل نتنياهو طريق رابين، مع أن تدهور علاقات الأردن و"إسرائيل" ليس مسألة رمزية؛ لأنها كفيلة بالمس بنا من النواحي الأمنية والاستخبارية.
وختم بالقول إنه على الصعيد الفلسطيني تشهد علاقاتنا معهم تدهورا متسارعا مع مرور الوقت، ورغم ذلك فإن الأمور ذاهبة نحو الاشتعال، وأي خطوة أحادية الجانب عقب إعلان صفقة ترامب لانهيار إضافي، مع أن 530 هجوما فلسطينيا مسلحا تم إحباطه العام الماضي بفضل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن تدهورا جديدا في علاقات الجانبين سيؤثر على التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية.
وأكد أن "صفقة ترامب" هي اتفاق بين "إسرائيل" والولايات المتحدة فقط، وليس بين "إسرائيل" والفلسطينيين والدول العربية، ولذلك فإن مثل هذه الصفقات الأحادية كفيلة بأن تؤدي إلى خطوات تدفع بالجميع إلى حالة من التيه والفوضى.