الهجوم على البطالة

أخيرا..  قررت الحكومة سياسة الهجوم على البطالة وأسبابها، بالذهاب نحو الجامعات التي لازالت تدرس شبابنا بنظم وبرامج تعليمية تنتمي للماضي، ماضي لا يناسب المستقبل في المواد التعليمية النظرية أو التي تشبع منها سوق العمل.

مهم جدا قرار الحكومة اعتماد إغلاق 120 برنامج تعليمي لم تعد تلبي احتياجات سوق العمل، واعتماد 60 برنامجاً تكاملياً وتقنياً ودراسات عليا جديدة بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل وتعزيز البحث العلمي.

القرار السابق يحتاج ورشات عمل متواصلة لتصميم البرامج واختبار فعاليتها والأهم طرق تنفيذها وتدريب الكوادر العلمية القادرة على تحقيقها لواقع يناسب التطور العلمي والتسارع التكنولوجي في العالم.

عصب التعليم المستقبلي المناسب لاحتياجات سوق العمل، يتمثل في التعليم التقني أو التدريب التقني القادر على الابتكار والتحديث والاختراع، لأن الجري وراء الآلة فقط عملية متواصلة تحتاج إلى شراكة في الصناعة والإبداع في الزراعة والطاقة الشمسية والاستخدام الأمثل للمياه.

اعتماد برامج جديدة في التعليم الجامعي والتقني أو المزاوجة بينهما ليس قرار يرتبط بتوقيت، بل عملية تجديد وتحديث متواصلة تبحث عن الأفضل وتقوم بعملية اعداد مناسبة لمجتمعنا وجامعتنا ومعاهدنا، ثم رقابة شديدة في التنفيذ، وعملية تقويم متواصلة وتقييم حقيقي لتطوير الإيجابيات ودرء السلبيات في الفكرة أو التنفيذ.

يجب اجراء مراجعة لقوائم الخريجين الجدد أو الطلبة الحاليين في 120 برنامج تعليمي تم إغلاقها وفق القرار، وبحث سبل تهيئتهم من جديد حتى لا يكونوا من الماضي ويتحمل المجتمع أعباء أنهم جاؤوا في فترة انتقالية بين زمنين وقرارين.