"النظرة الإسرائيلية ليست إيجابية"
الإعلام العبري يكشف سر اهتمام قطر بالوضع الفلسطيني خاصة في غزة
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم السبت، عن السبب الذي أدى لظهور قطر كلاعب أساسي على الساحة الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة .
وقال الجنرال الإسرائيلي ميخال ميليشتاين في مقال له بالصحيفة، إن "التقييم الإسرائيلي للسياسة القطرية في المنطقة في غاية السلبية، لكن هذه الإمارة الخليجية هي الوحيدة القادرة على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة والسلطة".
وأضاف أن "جولة التصعيد الأخيرة في غزة أظهرت عددا من المواقف والأدوار لعدد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين، حماس والجهاد الإسلامي محليا، ومصر وإسرائيل إقليميا، والأمم المتحدة ومبعوثها دوليا، فقد ظهرت قطر كلاعب وحيد استطاع أن يخرج من هذه الجولة بكثير من الدور والجدوى".
وأكد ميليشتاين، أن "الدوحة أنهت هذه الجولة التصعيدية الخطيرة من خلال شيك قيمته 480 مليون دولار للضفة وقطاع غزة، وقطر بذلك تعلن أنها ليست معنية فقط باستقرار القطاع فقط، وإنما السلطة الفلسطينية أيضا، التي تعيش في الشهور الأخيرة أزمة مالية خانقة بسبب تقليصات إسرائيل لأموال المقاصة".
وأوضح ميليشتاين، أن "النظرة الإسرائيلية إلى قطر ليست إيجابية، فالدولة متعاطفة مع الإخوان المسلمين، وقادة حماس يقيمون فيها، ويشعرون بأريحية بتنظيم فعالياتهم تحت رعايتها، وأمراء الدولة يرتبطون بعلاقات وثيقة مع قادة حماس داخل قطاع غزة وخارجه".
وأشار إلى أن "المبعوثين القطريين يتجولون بين غزة وتل أبيب لنقل الرسائل بين حماس وإسرائيل، لمنع اندلاع مواجهة عسكرية طاحنة، كما حصل في الجرف الصامد في صيف 2014".
وأوضح أن "السياسة القطرية في الأراضي الفلسطينية، تكبح جماح ذهاب الأمور إلى حالة من المعركة الواسعة، في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعانيها الحكومتان القائمتان في الضفة وقطاع غزة".
وأكد أن "مصر فهمت متأخرة تعقيد دور قطر، فوافقت أخيرا على السماح بأن يكون لها مساهمة أساسية في الوضع القائم داخل غزة رغم العداء المستحكم بينهما، كما سعت قطر من خلال مساهمتها المتواصلة في الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، إلى الإثبات أن لديها القدرة والإمكانية على أداء دور وتأثير ونفوذ إقليمي في المنطقة، رغما عن خصومها الذين يحاصرونها، ويحاولون فرض عزلة عليها، وعلى رأسهم السعودية".
وأضاف أن "قطر نجحت في العثور على موطئ قدم لها في الولايات المتحدة منذ اندلاع أزمة الخليج في صيف 2017، وفي هذه الحالة بإمكان القطريين أن يبلغوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لديهم القدرة على إنقاذ السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه الضغط عليها".
ولفت الجنرال الاسرائيلي إلى أن "السياسة الإسرائيلية تجاه الدور القطري في الساحة الفلسطينية تأخذ مديين: القريب من خلال استغلاله لمنع نشوب مواجهة عسكرية وشيكة في غزة، والبعيد في المفاضلة الإسرائيلية بين تشجيع النفوذ القطري في الساحة الفلسطينية من جهة".