حكمت مؤبد وعشرون عاما.. المحررة الخياط تتحدث لراية عن تجربتها النضالية
الأسيرة المحررة نادية الخياط التي أفرج عنها في صفقة تبادل للأسرى في 24 تشرين الثاني 1983 حيث تم خلالها إطلاق سراح وتحرير 4600 أسير فلسطيني ولبناني وسوري، مقابل 6 جنود إسرائيليين.
استمرت المفاوضات مع حركة فتح والثورة الفلسطينية عبر وساطات دولية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والنمسا, حيث شكل الرئيس الشهيد ياسر عرفات لجنة متابعة واتصالات مع الأطراف المعنية في حين كانت دولة الاحتلال قد غيرت لجان المتابعة التابعة لها لأكثر من مرة في محاولة للتعنت والمساومة، وقد تعرضت المفاوضات للشلل أكثر من مرة.
إلا أن حكومة الاحتلال رضخت في النهاية لمطالب حركة فتح بعد أن أدركت أن التلكؤ ليس لصالحها ووافقت على الشروط الفلسطينية في المفاوضات النهائية لعملية تبادل الأسرى.
برنامج "ضيف الراية" مع الزميل خميس ماخو استضاف عبر أثير "راية" الأسيرة المحررة نادية الخياط للحديث عن تجربتها النضالية في سجون الإحتلال والتي قضت فيها 5 سنوات عجاف في سجن الرملة بتهمة القيام بعمليات عسكرية وقتل أربعة جنود إسرائيليين.
نادية الخياط من مواليد العام (1958) وسكان مدينة رام الله، وتحمل درجة البكالوريوس في القانون، وكانت تعمل في وزارة الإقتصاد الوطني وحاليا هي متقاعدة، ولكنها تشغل منصب رئيسة "رابطة نساء أسرن من أجل الحرية".
حكمت الخياط مؤبد وعشرون عاما وأفرج عنها في عملية تبادل أسرى حيث تم إبعاد جميع المفرج عنهم حينها خارج الوطن، وأمضت ثلاثة عشر عاما قسريا في الأردن، وعادت الى أرض الوطن بعد إتفاقيات اوسلو سنة 1996.
نشأت الخياط في بيت ينبض بالوطنية، وقد مر على هذا البيت الكثير من المآسي وتعرض ساكنيه للإعتقال، بدءا من أخيها الأكبر فايز الذي استشهد في معركة "قلعة الشقيف" في لبنان أثناء وجودها في المعتقل -وهي أصعب اللحظات التي مرت بها وهي بالأسر حسب وصفها- مرورا بأختها الكبرى نائلة, وإنتهاءا بكل أفراد العائلة.
تقول الخياط أنها تلقت الحكم الذي صدر بحقها وهي بالزنزانة, وهو مؤبد وعشرون عاما عن طريق جندي إحتلالي قال لها ولخليتها التي اعتقلت معها أن هذه مدة محكوميتهم.
لم تتأثر الخياط ورفقائها بسماعهم مدة الحكم, إلا أنهم واصلوا نقاشهم وضحكاتهم في الزنزانة قبيل مجيء الجندي. تصف الخياط مدى القوة والثبات حيال ذلك ومدى إندهاش الجندي من عدم مبالاتهم من سماعهم مدة الحكم.
وحول عملية الإفراج عنها عام 1983, تقول الخياط: "الاحتلال حرمنا الفرحة بالإفراج، سمعت عن عملية تبادل أسرى لكن الإحتلال لم يخبرهم بشيء حينها".
رفضت الخياط عملية الإبعاد الى الأردن التي كان مخطط لها مسبقا من قبل الإحتلال وعن ذلك تقول: "توجهت لمصر قبيل الإبعاد القصري كمحطة إنتظار قبل الأردن, كانت ايدينا مكبلة وعيوننا معصوبة، ولم اعلم أين انا منذ الساعة الرابعة عصرا من يوم الإفراج وحتى الساعة الثانية عشرة ليلا".
وعن تجربة الاسر، تشير الخياط الى ان أسيرة اعتقلت وهي حامل وقد ولدت داخل سجون الإحتلال، وقد أفرغت نفسها هي وعشرين أسيرة اخريات لكي يكونوا أمهات لهذه الطفلة التي أسموها "ثائرة".
هذه الطفلة الصغيرة مكثت في سجون الإحتلال لمدة عامين قبيل فطام أمها لها وقيام إدارة سجون الإحتلال بأخذها منها للعيش مع أبيها.