فيديو- رهط: مداهمات واعتقالات وهدم منازل
نقلا عن موقع عرب 48- دمت جرافات وآليات السلطات الإسرائيلية 6 منازل مأهولة وعدد من المعرشات بذريعة البناء دون ترخيص، في مدينة رهط بمنطقة النقب، وذلك بحماية قوات معززة من الشرطة صباح اليوم، الأربعاء.
وقال شهود عيان لـ"عرب 48" إن الشرطة اقتحمت حي العتايقة في رهط، واعتقلت عضو التجمع الوطني الديمقراطي وعضو بلدية رهط، الحاج سليمان العتايقة، وابنيه محمد وغسان العتايقة، وآخرين، قبيل تنفيذ جرائم هدم المنازل.
وأكدوا أن قوات الهدم أجبرت الأهالي من عائلة العتايقة على إخلاء 6 منازل قبيل هدمها وتشريد أصحابها.
وقامت الشرطة باقتحام حي العتايقة في رهط عدة مرات، في الآونة الأخيرة، بهدف الضغط وتهديد الأهالي ودفعهم لإخلاء منازلهم وأرضهم. كما نفذت اعتقالات وتحقيقات مع عدة أشخاص من عائلة العتايقة خلال الأشهر الماضية.
وقال النائب طلب أبو عرار الذي تواجد لدى عائلة العتايقة في رهط، إن "ما رأيناه من هدم واعتقال، واستعمال العنف من قبل الشرطة لهو أمر مستهجن، فرغم محاولاتنا من الصباح لمنع الهدم إلا أن مدير سلطة تدمير عرب النقب، العنصري يائير معيان، رفض رفضا قاطعا، وبذلك تبين أن زيادة وتيرة هدم البيوت في هذه الأيام كمثل التي شهدناها اليوم لدى عائلة العتايقة جنوبي رهط، هدفها استعمال اليمين المتطرف للدعاية الانتخابية لجني الصوت اليهودي المتطرف".
وأضاف أن "زيادة وتيرة هدم البيوت والتي فاقت 8 آلاف بيت خلال السنوات الخمس الأخيرة، بإيعاز من سلطة تدمير البدو ورئيسها، لخدمة اليمين المتطرف وحزب 'البيت اليهودي' المتطرف، هدفها رفع أسهمهم في الانتخابات، لذا علينا أن نتوحد ضد اليمين المتطرف من أجل نيل حقوقنا والعيش بأمان".
- تضييق الخناق
وتواصل السلطات الإسرائيلية ممارساتها بالتضييق على البلدات العربية حيث تعرقل توسعها وتضع العقبات أمام المصادقة على الخرائط الهيكلية، وتعيق استصدار المواطنين العرب تراخيص لبناء المنازل وغيرها، غير آبهة بمعاناتهم وأوضاعهم الصعبة.
وتنفذ السلطات مخططها هدم القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، وتشريد سكانها سعيا منها لمصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد النقب وبناء بلدات استيطانية جديدة بالنقب.
- تكثيف الهدم
وتزداد معاناة المواطنين العرب في البلاد عموما وفي منطقة النقب على وجه الخصوص، يوما بعد يوم، بفعل سياسة السلطات الإسرائيلية وهدمها المنازل، وهي تهدف إلى تضييق الخناق على المواطنين والاستيلاء على الأراضي دون أي مراعاة لظروفهم والأزمة السكنية الخانقة ونقص قسائم الأرض المعدة للبناء في البلدات العربية.
وبحسب الإحصائيات، فإنه منذ مطلع العام 2016 وحتى أواخر العام 2017 فقط هدمت السلطات 2.200 مبنى، حسب معطيات وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، إلى جانب أعداد كبيرة من المنازل العربية في العام الماضي 2018 ولغاية اليوم.
وبالإضافة إلى التصاعد في جرائم الهدم التي تنفذها السلطات، فقد بينت المعطيات الأخيرة زيادة ملحوظة وخطيرة في ظاهرة الهدم الذاتي من قبل المواطنين، حيث تهدد السلطات بفرض غرامات وتكاليف باهظة، مقابل تنفيذها الهدم، على السكان العرب لدفعهم إلى هدم منازلهم بأيديهم، تفاديا لأعباء مادية باهظة.
- 240 ألف فلسطيني بالنقب
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف "اسرائيل" بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران وغيرها.