طفل من غزة مديرا لشرطة نابلس
"الثامنة صباحاً يوم آذاري مشرق وصلت دورية شرطة لمستشفى النجاح الجامعي في نابلس ماذا هناك يا ترى؟ سأل أحد الممرضين في المستشفى، أجابه الضابط اتصل بنا طفل من غزة قدم لتلقي العلاج في هذا المستشفى وكان لديه امنية ان يصبح شرطياً".
محمد عبد النبي طفل من غزة مصاب بالسرطان قدم للمستشفى لتلقي العلاج وكانت امنيته أن يصبح شرطياً تواصل المختصون بالمستشفى مع الشرطة ولبت نداءه فوراً وقبل مغادرته نابلس متجهاً لغزة كان قد ارتدى بزته العسكرية ذات البنطال الكحلي والقميص السماوي وتوج رأسه بشعار النسر على جبينه.
ابن الحادية عشرة التي آلمته الحياة بمرض عضال لم تقضِّ على أحلامه ولم تنجح في كبح رغبته ان يرتدي بزة الشرطة قائلاً: "القوانين قوانين" عندما أجاب على سؤال الطبيب المشرف على حالته سائلاً: لو رأيتني اليوم مخالف لقانون المرور؟ هل ستسامحني. فكرر الإجابة "القوانين على الجميع".
ربما الجملة الأخيرة في تطبيق قانون عادل على جميع الناس دون استثناء لأحد او محاباة لصديق او مراءةٍ لقوي ضد ضعيف هي التي اختلجت حبه للشرطة والعمل بها معبراُ عن سعادته عندما جلس خلف مكتب مدير شرطة محافظة نابلس مصدراً أمره بالقيام بعمل جولة داخل المديرية وفي المدينة سيقوم هو بالإشراف عليها بشكل مباشر.
لا يمكننا سؤال محمد عن مدى سعادته وسروره بهذه التجربة كانت عيناه تتحدثان بذلك وحركاته العفوية التي عبرت عنها بالابتسامات والعبرات كانت تصرخ بكل من يشاهده عن سعادة عميقة من تجربة لمدة يوم واحد وربما لمدة بضع ساعات.
قال محمد في آخر "حديث له سأحمل هذه السعادة معي الى غزة لأخوتي وجيراني تجربتي الرائعة رائدة لم أكن أتوقع ان تهتم بي الشرطة لهذا الحد وان تلبي رغبتي بكل هذه السعادة".