إدريس.. "عملي في الصبا أوصلني لرئاسة غرفة الخليل"
الخليل- رايــة-طه أبو حسين:
عبده إدريس؛ شدّه القدر للعمل في مصنع صابون عندما كان طفلًا في الثانية عشر من عمره تماشيًا مع الثقافة الخليلية التي تشجع العمل منذ الصبا، ثم انخرط في كلية أريحا للشرطة ليصبح ضابطًا ثم تحرر من الوظيفة حتى أضحى رجل أعمال واستقرّ به الحال اليوم رئيسًا لغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل.
مؤخرًا.. جرت إنتخابات غرفة تجارة وصناعة الخليل، والتي أفضت برجل الأعمال عبده إدريس، رئيسًا لها، علمًا أنه كان عضوًا سابقًا في مجلس إدارتها، ولذلك سارعت راية للوقوف على قصة إدريس وبعض محطات حياته المفصلية ورؤيته المستقبلية في قيادة الغرفة.
عبده؛ منذ كان طفلًا لا يتجاوز عمره اثني عشر ربيعًا، عمل في مصنع صابون بعد دوامه المدرسي. "بالثقافة الخليلية، نحب العمل منذ طفولتنا، فعملت بعد المدرسة في مصنع صابون حتى التوجيهي، ثم ذهبت لكلية الشرطة في أريحا، وضمن الفكر الخليلي بقيت أعمل بالتجارة بالتزامن مع وظيفتي بالشرطة".
بعد ثمان سنوات من الخدمة في صفوف الشرطة، وقف إدريس أمام قرار مصيري، فقدم استقالته من جهاز الشرطة وتفرغ للتجارة والعمل الخاص " الراتب لم يكن يكفيني، فالعمل الحكومي يبقى مقيد، والعمل الخاص مفتوح، ولهذا توجهت إليه. كنت أستورد مع أصدقائي من تركيا، وبعدها تطورت وأصبح لي شركة تأمين واليوم لدي شركة من أكبر الشركات التي تبيع التأمين في فلسطين، والسبب الرئيس؛ رضا الله والوالدين".
"العمل في الصغر يعلم الجلد والتحدي، فعملي بالصبا أعطاني القوة والتحمل للوصول الى ما أنا عليه اليوم" قال عبده وهو جالس على كرسي مجلس إحدى أكبر الغرف التجارية الصناعية في فلسطين. "أنا أعمل على نفسي، أتابع وأطلع على كل الأمور وأتواصل مع المجتمع المحلي وعلى المستوى الوطني، وأعمل بجد واجتهاد للحفاظ على أي انجاز وهذا سبب من أسباب وصولي لرئاسة غرفة الخليل".
تابع إدريس أسباب تقلده رئاسة الغرفة "عندي شيء لأخدم بلدي بخبرتي، والتي اكتسبتها على مدار سبع سنوات وأنا عضوا في الغرفة، لأكمل الطريق للمستقبل نحو تنمية اقتصادية". معللًا "كل انسان لها رؤية والمؤسسة تعتمد على رئيس مجلسها، والمجلس السابق اجتهد وعمل ضمن رؤيته وأنا كنت ضمن اطاره، واليوم أنا رئيس المجلس ولدينا رؤية جديدة ومغايرة تحملنا إلى تنمية اقتصادية".
أولى أوليات إدريس وفريقه "نريد تغيير الفكر من فكر دفع رواتب وجباية إلى فكر تنمية اقتصادية وحماية بلد، فالإقتصاد عمود كل دولة، ونحن نريد تنمية اقتصادنا ليكون سياجا وطنيا".
الإقتصاد الخليلي يشكل زمًا واضحًا في منظومة الإقتصاد الوطني، والإنتقال لمفهوم التنمية يعني تغيير بعض السياسات الحكومية، وفي ذلك قال إدريس "سوف نعمل ضمن القانون لتغيير بعض السياسات ولا بد من سماع كلمة الخليل بقطاعها الخاص خاصة أنها مكون رئيسي بالاقتصاد الوطني، ولا يجوز أن تبقى الخليل تتلقى المعلومة تلقيا، فلاحظنا ما حدث بخصوص الضمان، بسبب عدم مشاركة القطاع الخاص باتخاذ القرار بالاجراءات الاقتصادية".
هرم عبده في عملية الترميم تضمن نقاطًا عدة، أبرزها داخلية كما قال "بعض الأقسام بدأت الإهتمام بها، أهمها مركز البحوث والدراسات، فنحن نحتاج لامتلاك المعلومة لأننا بها نمتلك كل شيء، ونعمل على تطوير بعض الاقسام للنهوض بالغرفة أكثر مما سبق لاستكمال المسيرة التنموية".
