إرتفاع عمليات الولادة القيصرية في فلسطين.. الأسباب والمخاطر

خاص- رايــة: فارس كعابنة- 

تشهد حالات الولادة القيصرية زيادة ملحوظة في فلسطين خلال السنوات الأخيرة، وتفاوت بين مشافي القطاع الخاص والحكومي في نسب الزيادة.

بالنظر إلى بعض المعطيات الإحصائية لعامي 2017 و2016 الصادرة عن وزارة الصحة، يمكن استخلاص عدة استنتاجات، أبرزها أن الزيادة في عدد الولادات القيصرية بمشافي القطاع الخاص تشهد زيادة أكبر مما هي في مشافي الحكومة.

كما أن نسبة الولادات القيصرية في مشافي القطاع الخاص أعلى من نسبتها في مشافي الحكومة.

وتظهر أرقام عام 2017، أن مشافي الحكومة في الضفة أجرت 9641 عملية ولادة قيصرية من أصل قرابة 38 ألف حالة ولادة، فيما كانت الأرقام للمشافي في القطاع الخاص: 9313 عملية ولادة قيصرية من أصل قرابة 28 ألف حالة ولادة جرت في هذه المشافي.

وبالمقارنة مع عام 2016، فإن نسبة الولادات القيصرية في مشافي الحكومة بلغت في ذلك العام 24.9%، مقابل 25.8% في 2017.

وفي عام 2011 لم تتعدى عمليات الولادة القيصرية في مشافي الحكومة، قرابة 3 الاف حالة، ما يبين حجم الزيادة عام بعد آخر.

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ارتفاع نسبة الجراحة القيصرية بين حالات الولادة عن 15% يُعد استخداما مفرطا للجراحة.

ويلاحظ من خلال الأرقام أن نسب العمليات القيصرية في مشافي القطاع الخاص عالية جدًا، فمثلا، بلغت النسبة في المشفى الانجيلي في نابلس 59%، و68% في مشفى مسلم برام الله. بينما وصلت أعلى نسب الولادات القيصرية في مشافي الحكومة إلى 35% وكانت في مشفى رفيديا بنابلس.

تحدثت رايــة إلى بعض الحالات، وكانت الردود تشير إلى أن بعض الأطباء يتجهون إلى العملية القيصرية دون وجود داع إليها، لأسباب اعتبروها ربحية وليست طبية. 

وتكلف عملية الولادة القيصرية في المشفى قرابة 5 الاف شيكل، مقابل 2000 شيكل للولادة الطبيعية. وفي القطاع الحكومي تجري عمليات الولادة بتغطية التأمين الصحي الحكومي.

وقال اخصائي الولادة الدكتور جهاد الخطيب لـ"رايـة"، إن الازدياد الملحوظ في العمليات القيصرية يرجع لعدة عوامل، أولها التطور الحديث في مجال التخدير وبالتالي تقليل المشاكل التي قد تحدث في العمليات القيصرية. وعامل أخر يتعلق بمعدل الانجاب إذ كانت الأمهات في الماضي ينجبن عدد أبناء أكبر، فيما اليوم قل العدد وصار بحدود 4-5، وهذا ادى الى تفضيلهن العمليات القيصرية لتجنب الألم.

عامل ثالث رأى فيها الدكتور الخطيب سببًا في زيادة الحالات القيصرية، يتمثل بالتطور الحديث في موضوع التغذية والاكل عالي السعرات الحرارية وبالتالي أدى ذلك لزيادة حجم الأجنة، مما أدى إلى عسر في الولادة الطبيعية.

وأشار الخطيب إلى أن العمليات القيصرية يجب أن تكون قرارًا طبيًا بحتًا، مشيرًا إلى أنه في بعض الحالات يحدث تسرع من الطبيب في اتخاذ قرار اجراء العملية بالإضافة إلى تخوف الأم وعدم إدراكها لخطورة العملية.

من جانبه يرى مدير مركز الهبة للمساعدة على الحمل وأطفال الأنابيب، استشاري الجراحة النسائية والتوليد الدكتور عدوان البرغوثي، إن الزيادة العالمية في عمليات الولادة القيصرية ترجع إلى تقبل موافقة الطبيب اجراء العملية القيصرية بناء على طلب المرأة الحامل، في حين كانت سابقًا تخضع لقرار الطبيب وحده.

وأشار الرغوثي في حديث لـ"رايــة" إلى تدخل العامل القضائي في الطب، كسبب في الزيادة، مفسرًا ذلك بأن فرض قانون الحماية الطبية غير العادل بحق الاطباء جعل الاطباء يتخوفون من الولادة الطبيعية، واستسهال الجراحة القيصرية لتجنب حدوث مضاعفات.

وقال البرغوثي إن الاطباء مختلفون ككل المهن، بعضهم يتعامل بمهنية والبعض الاخر يستعجل اجراء عملية قيصرية، لكن الوضع العام هو أن الغالبية العظمى منهم تعمل ضمن اعتبارات طبية بحتة ومهنية. 

ظاهرة عالمية

ووفقًا لدراسة حديثة، فقد زاد معدل الولادة القيصرية في أنحاء العالم بمقدار الضعف تقريبا في 15 سنة، ليصل إلى مستويات "مثيرة للقلق" في بعض الدول.

ووفقا للدراسة، ارتفع عدد عمليات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة في عام 2000 إلى 29.7 مليون في عام 2015، بحسب التقرير المنشور في دورية "لانسيت" الطبية.

وتحتل جمهورية الدومينيكان المركز الأول من حيث عدد الولادات القيصرية، إذ تصل نسبة استخدام الجراحة في عمليات الولادة إلى 58.1% من إجمالي حالات الولادة.

مخاطر صحية

ويقول الدكتور الخطيب إن العمليات القيصرية لها آثارها السلبية، أبرزها زيادة احتمالية الاصابة بالجلطة، كذلك حدوث النزيف والالتهابات.

ولفت الخطيب إلى أن آثار العملية القيصرية على الأم، لا تظهر على المدى القصير، بقدر ما تظهر عند التقدم في السن، إذ قد ترتبط بمضاعفات أخرى عند الإصابة بالأمراض.