تبرئة غالبية المتهمين في قضية التأشيرات الذهبية في البرتغال
برأ القضاء البرتغالي غالبية المتهمين في ختام محاكمة طويلة تتعلق بمنح "تأشيرات ذهبية" إلى مستثمرين أجانب أثرياء وهي ممارسات مثيرة للجدل لكنها منتشرة في الاتحاد الأوروبي.
وقد برأت محكمة لشبونة ميغيل ماسيدو وزير الداخلية السابق الذي اضطر للاستقالة عند تكشف الفضيحة في تشرين الثاني/نوفمبر، من تهمتي الإخلال بالواجب واستغلال النفوذ.
وقال محاميه الفريدو كاستانييرا نيفيس "التبرئة هي النتيجة المنطقية لغياب الأدلة لدعم اتهام لا أساس له".
وبرأت المحكمة كذلك المدير السابق لشرطة الحدود مانويل جارميلا بالوس الذي كان يدير بحسب الادعاء شبكة من موظفين كبار ووسطاء عقاريين استفادوا من منح إجازات إقامة لمستثمرين أجانب تدعى "تأشيرات ذهبية".
ومن أصل 17 متهما، حكم على إثنين فقط بالسجن مع وقف التنفيذ وعلى مواطنين صينيين إثنين بغرامات.
وأعربت النائبة الأوروبية الاشتراكية البرتغالية أنا غوميش لوكالة فرانس برس عن خيبة أملها بالاحكام الصادرة مشددة على أنها لم تفاجأ إذ أن النيابة العامة ألمحت إلى ضعف الادعاء في مرافعتها.
وأضافت أوكد مجددا أن التأشيرات الذهبية هي مصدر فساد لأنها تغذي شبكة من الوسطاء بشكل منحرف وغير أخلاقي.
ومنذ نهاية العام 2012، عندما كانت البرتغال تتلقى مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وتبحث عن رؤوس أموال أجنبية، منحت هذه الدولة "إجازات إقامة لغرض الاستثمار" إلى أشخاص مستعدين لدفع ما لا يقل عن 500 ألف يورو في مقابل شراء عقار واستثمار مليون كحد أدنى أو استحداث عشر وظائف.
وحتى نهاية تشرين الثاني 2018 أصدرت السلطات البرتغالية 3800 إقامة إلى مستثمرين و11600 أخرى لأفراد عائلاتهم في مقابل مبلغ إجمالي قدره 4,15 مليارات يورو استثمر جزء كبير منها في القطاع العقاري.
ومع أكثر من أربعة آلاف إجازة، يشكل الصينيون المجموعة الأكبر من هؤلاء المستثمرين، متقدمين على البرازيليين.
إلا أن البرتغال ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي تمنح "تأشيرات ذهبية" وبينها من هو أسخى منها حتى.
ففي تقرير نشرته منظمتا "ترانسبارينسي انترناشونال" ("الشفافية الدولية") و"غلوبال ويتنس" غير الحكوميتين في تشرين الأول تبين أن أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي النمسا وبلغاريا وقبرص ومالطا، تصل إلى حد منح الجنسية إلى مستثمرين أجانب، و12 منها تمنحهم إجازات إقامة خاصة. وتقدم بلغاريا وقبرص ومالطا الاثنين.