عمل النساء الفقيرات بغزة.. ظاهرة تتمدد بين الشقاء والبؤس
خاص- راية: عامر أبو شباب
في ظاهرة جديدة على المجتمع الفلسطيني المحافظ في قطاع غزة، توسعت مشاهد عمل السيدات بالتجارة خاصة في الأسواق الشعبية، ويرجع الكثيرون الظاهرة الى تردي الاوضاع الاقتصادية الى مستويات غير مسبوقة.
احدى السيدات المسنات التي من المفروض أن تكون منعمة براحة آخر العمر، كابدت حاجتها بعرض بعض الملابس للبيع بحثا عن سد رمق الحد الادنى للحياة، تقول: "أولادي لا يعملون وانا أتكفل بنفسي منذ سنوات".
صورة اخرى مثلتها مطلقة منذ أربع سنوات وجدت نفسها مسؤولة عن طفل وأسرة خلفتها المشاكل الاجتماعية لتدفع فاتورة أكبر من قدرتها على مواجهة خشونة الحياة، توضح: "أنا مضطرة للعمل في هذه الايام الصعبة جدا، كي اعيش خاصة أني اتكفل بطفلي وأمي وشقيقتي بعدما تراجعت مساعدة الأونروا، وقطع برنامج الشئون الاجتماعية، لذلك لا حل الا العمل".
تتعدد صور النساء المسنات أو المعيلات لأسرهن فئة ضعيفة تواجه الفقر بالكدح.
سيدة مسنة اختارت العمل والتعب بدلا من مد يد العوز لأي كان، خاصة وان ذوي القربى بلا عمل، والجميع يفر نحو الكدح لتوفير أبسط المتطلبات، وتشرح سبب عملها: "انا نزلت للعمل حتى لا أحتاج أحد، وأعمل أيضا لمساعدة أبناء إبني المتوفي الثمانية ومساعدة زوجته الأرملة".
ظاهرة بحث السيدات والفتيات على عمل جديدة على مجتمع غزة المحافظ، في الوقت الذي يعد فيه البحث عن العمل أقرب للتسول، وفق أحد التجار في سوق الزاوية وسط مدينة غزة الذي قال: "كصاحب محل استقبل يوميا سيدات وفتيات يبحثن عن عمل بشكل متزايد جراء تراجع العمل وارتفاع البطالة وضعف الرواتب".
مشاهد وصور تؤكد أن ظلمة الأزمات عمت، وكرب الحال زاد ليدفع الجميع نحو البحث عن نفسه والركض خلف رغيف يستر الحال، للتغلب على مؤشرات الانهيار الاقتصادي التي تعصف بمجتمع يصحو كل يوم على كارثة او الخوف من مصيبة.
كل التحذيرات المحلية والدولية من غرق غزة في مأزق الفقر والبؤس لم تجد من يسمعها لا بقلبه ولا عقله، فيما تكثر التصريحات الفارغة عن الصمود، لتسع الهوة بين صانع القرار الأصم ومجتمع فقد الثقة في قدرة السياسيين على التغيير أو الرحيل.
