معبر رفح بوابة الألم
فلسطينيون يروون رحلة العذاب من القاهرة الى معبر رفح
راية: خاص
طالما كان معبر رفح بين غزة ومصر بوابة الأمل والألم، أمل بان ينعتق الفلسطينيون من شروط الاحتلال الأمنية للسفر من معبر بيت حانون، والسفر نحو العالم المفتوح، وعنوان للألم لأسباب فلسطينية أولا وعاشرا على معبر رفح جراء صعوبة التنقل منذ حدوث الانقسام فقد كان معبر رفح قبل ذلك بوابة مفتوحة طوال الوقت.
مئات الفلسطينيين، اطلقوا الجمعة، دعوة لتسهيل تنقلهم عبر معبر رفح بعد الرحلة الشاقة، خاصة عقب وصولهم الى بوابة المعبر المغلق بسبب أيام الاجازة الأسبوعية الجمعة والسبت مما يضطر تلك العائلات للانتظار في ظروف صعبة حتى صباح يوم الاحد وبذلك تكون رحلة الساعات المحدودة بلغت ستة أيام من المشقة.
كما يعاني مئات المواطنين المتجهين الى غزة من احتجاز في العراء بمنطقة المعدية منذ أيام في ظل وضع مأساوي لا إنساني، وأفاد بعض العالقين هناك أن من بينهم عائدون من رحلة علاج بالخارج، إضافة إلى أطفال ونساء وكبار في السن، فيما تسمح السلطات المصرية بمرور نحو 30 سيارة يوميًا فقط.
وقالت سفارة فلسطين بالقاهرة الجمعة انها بدأت بتوزيع وجبات الطعام والمياه على المواطنين العالقين على بوابة منفذ رفح البري في الجانب المصري، وجاء ذلك بعد أن أوعز الرئيس محمود عباس بسرعة تقديم المساعدات العاجلة، واتخاذ التدابير اللازمة للتيسير على المواطنين الفلسطينيين العالقين .
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول العالقين الجمعة الى بوابة المعبر, في حين أن السلطات المصرية قد أعلنت عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن المعبر "مغلق الجمعة والسبت، على أن يتم فتحه غدا الأحد طبقاً للشروط المعتادة، ويعاد إغلاقه اعتباراً من يوم الاثنين الموافق 20/8/2018، حتى السبت 25/8/2018 بمناسبة عيد الأضحى المبارك".
وقال فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم حركة حماس في تغريدة له على حسابه في موقع فيس بوك: "توقع شعبنا في ظل هذا الحضور الفصائلي الكبير في القاهرة أن تنتهي عذابات المسافرين الغزيين في الجانب المصري".
وأضاف برهوم: "لا يزال أكثر من ألف عالق من النساء والأطفال والمرضى في العراء منذ أكثر من 5 أيام بلا طعام ولا ماء، جلهم من الأطفال والنساء والمرضى والمصابين مما يستدعي تدخلا عاجلا لإنهاء مأساتهم".
وأكد برهوم على ضرورة ضمان سفر كريم آمن لأبناء غزة، وتدخل عاجل من كل المتواجدين في القاهرة ومن السفارة الفلسطينية، مشددا على أهمية "الإستجابة الفورية لصرخات ونداءات هؤلاء وإنهاء مأساتهم فورا وضمان تنقل وسفر آمن حر وكريم لأهلنا في القطاع".
وكتب مدير مركز الميزان لحقوق الانسان عصام يونس تحت عنوان: الرحلة للبر الآخر، "عُدت فجر الخميس إلى غزة بعد رحلة أقل ما توصف بأنها رحلة عذاب ومهانة، حيث انطلقنا ليلة السبت-فجر الاحد الماضي، شاهدت في ليلتين وثلاثة أيام عذابات الناس على معدية الفردان في طابور من السيارات".
وأضاف يونس على حسابه في فيسبوك: "شاهدت مندوب السفارة الذي لم يكن أبدا بمستوى المسئولية ولا تعليق أكثر، شاهدت سيدة تفت قطعة خبز بين ابهامها وسبابتها لتطعمها لأبيها المقعد المريض، لم أستطع أن أمنع دمعة سقطت من عيني وشاهدت سيدات في عمر زوجتى وصبايا في عمر ابنتي يبحثن عما يَستُرهنَّ لقضاء حاجتهن تحت شجرة منزوية وشاهدت رُضَّعا يتلوون ويبكون من قيظ صيف الإسماعيلية وشاهدت الكثير".
وتابع: "نحن شعب عزيز كريم والشعب المصري شعب عظيم وكريم ولا يليق هذا المشهد لا بِنا ولا بمصر، أتفهم كل بواعث القلق وكل موجبات الأمن القومي المصري وأنحاز الى جيش مصر العربي العظيم في معركته المقدسة ضد الارهاب والحفاظ على وحدة التراب المصري، ولكن ذلك كله لا يشكل سببا لهذا المشهد المؤذي والمهين. آلمني ما شاهدت ولن أتحدث عن تجربتي الشخصية كناجٍ من السرطان وأُجريت له عملية جراحية كبرى، ويحتاج الى عناية خاصة، فأحبابي وزملائي ممن قاسموني معاناة تلك الايام كانوا نعم الرجال. سأكتب يوما في الرحلة للبر الآخر".
ووجه د. يحيى الشمالي عبر صفحته رسالة للقادة الفلسطينيين مطالبا يوضع حد لمعاناة الفلسطينيين على معبر رفح قائلا: إلى قيادات الشعب الفلسطيني الفاشلة، لو أنكم تمتلكون ذرة من الضمير والكرامة لما قبلتم بما يتعرض له أبناء شعبكم في قطاع غزة من إذلال وقهر على معبر رفح وأثناء السفر عبر الأراضي المصرية"، على حد تعبيره.
وقال الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم أن "مئات الفلسطينيين العالقين، تحت الشمس الحارقة، ينتظرون في الطريق، امام معبر رفح المصري، لا طعام، لا شراب، لا حمامات. ولم يتم السماح لهم بالدخول عبر معبر رفح حتى يوم الأحد القادم للوصول لغزة".
رحلة عدة ساعات من القاهرة الى معبر رفح في مسافة لا تزيد عن 450 كليو مترـ أصبحت اليوم رحلة ثلاثة أو أربعة أيام في طرق شبه صحراوية تخلو من أماكن الراحة، وتزداد أعباء الرحلة بداية من مدينة الاسماعيلية وعبور قناة السويس باستخدام المعديات جراء اغلاق كوبري السلام لأسباب أمنية، مما يضطر المسافرين مصريين وفلسطينيين لانتظار طابور طويل قد يستمر أياما لاجتياز القناة، واستكمال الطريق نحو مدينة العريش.
ومن العريش حتى معبر رفح (45كم)، تستمر رحلة معاناة أكبر بسبب عشرات الحواجز العسكرية، التي أقيمت ضمن العملية العسكرية الواسعة (سيناء 2018) لمواجهة الارهاب الذي حاول إقامة امارة ارهابية في الخاصرة المصرية.