خبير إيراني يستبعد لـ"رايـة" اندلاع مواجهة شاملة بين طهران وتل أبيب

تسود أجواء من التوتر الشديد بين إسرائيل وإيران منذ قرابة اسبوعين، في أعقاب الضربة الإسرائيلية الجوية لقاعدة التيفور العسكرية في سوريا، والتي أدت إلى مقتل 7 عسكريين إيرانيين بنينهم ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني. 

وبينما تشير تقديرات مراقبين إلى احتمالية نشوب مواجهة بين الطرفين، استبعد الخبير الإيراني علي نوري زادة أن تندلع مواجهة شاملة بين طهران وتل ابيب، مرجحاً أن تكتفي إيران بالتهديد الخطابي أو الرد بشكل محدود. 

وقال زادة في حديثه لـ"رايــة": "بالنسبة لإيران، فالضربة الاسرائيلية كانت موجعة جدا وكان لها تأثيرات بشأن هيبة النظام الإيراني وقدرته على الرد على اسرائيل، في وقت يردد ليلا ونهار بانه قادر على محو اسرائيل".

وأعرب زادة عن اعتقاده بأن ايران في الوقت الحاضر ستكتفي بالرد خطابيا، لكنه لم يستبعد قيام وحدة من الحرس الثوري بتوجيه ضربة محدودة لإسرائيل.

وأرجع عدم إقدام طهران على رد قوي إلى عدم استعدادها للحرب ومعرفتها جيدا بالقدرات الجوي الإسرائيلية.

وحول كيفية تعامل إسرائيل مع الرد الإيراني في حال وقوعه، قال زادة إن "تل ابيب قادرة على استيعاب ضربة محدودة جدا من قبل ايران، وهي الأخرى لا تريد الدخول في حرب شاملة مع ايران في الوقت الحاضر". 

وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني صرح بما يقطع الشك حول مسألى الرد الإيراني قائلا: إسرائيل دخلت بمواجهة مباشرة مع إيران، وما قبل ضربة التيفور لن يكون كما بعدها. 

يرى زادة إنه حتى في حال إقدام إسرائيل على توجيخ ضربة لحزب الله فإن طهران لن تتدخل.

وكانت تقارير عبرية نقلت عن مصادر عسكرية رفيعة في جيش الاحتلال، قولها إن الرد الإيراني حتمي، وإنهم يستعدون لذلك. وتوقعت المصادر عدة سيناريوهات للرد الإيراني من بينها قصف إسرائيل بصورايخ إيرانية أو تنفيذ هجوم عبر طائرة بدون طيار. 

وتستحوذ الاوضاع المتوترة على اهتمام الصحافة الأمريكية التي توقعت نشوب حرب شاملة "تغير شكل المنطقة".

وكتب محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة التايمز روجر بويز، أن الصراع السري بين إيران وإسرائيل بات الآن مفتوحا وعلنيا، ولا أحد يعرف أين سينتهي ما يسميه صراع "الجبابرة" في الشرق الأوسط.

ويسترجع بويز أحداث المواجهات المباشرة بين الجانبين في سوريا، ومن بينها إسقاط طائرة إيرانية مسلحة من دون طيار فوق إسرائيل في فبراير الماضي، وتحرك إسرائيل لضرب قاعدة إيرانية لتسيير طائرات من دون طيار "وقتل قائدها وضباطها في التاسع من الشهر الجاري قبيل أيام من الضربات الجوية الغربية على منشآت الأسد الكيمياوية".

ويضيف أن حربا خاصة تكشفت مع ما لا يقل عن 100 ضربة على قوافل أسلحة إيرانية، لم يعلن عنها، وزرع فايروسات في أنظمة كومبيوتر البرنامج النووي الإيراني وعمليات اغتيال لعلماء ذرة، وباتت معروفة بعد رفع الستارة عن الحرب السورية.

وينقل الكاتب عن الباحث البرتغالي الخبير في مجال الجغرافيا السياسية، برونو ماكايس، حديثه عن احتفال جنرال صيني بالتدخل الروسي في أوكرانيا في عام 2014، قائلا إنه أعطى الصين عشر سنوات إضافية للتهيؤ لمواجهتها الكونية مع الولايات المتحدة، حيث تحولت روسيا إلى العدو رقم واحد للولايات المتحدة وتنفست الصين الصعداء.

ويرى بويز أن شيئا مماثلا حدث في سوريا أعطى إسرائيل وقتا إضافيا وحول الانتباه إلى الأسد، مخفيا اللحظة التي عليها فيها أن تحوّل حربها السرية مع طهران إلى مواجهة ضارية مكشوفة.

ويخلص بويز إلى أن هذه الفسحة قد انتهت الآن، وباتت كل من إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة، ولكن لا أحد يعلم كيف ستدار؟.