مدمنو المخدرات .. ارقام مفزعة وعقوبة شبه غائبة

خاص- حسين ابو عواد:

تشهد ظاهرة المخدرات في فلسطين سواء زراعتها او ترويجها أو تعاطيها ارتفاعا ملحوظا في الأونة الاخيرة وسط حالة من التذمر في اوساط المواطنين جراء تنامي هذه "الظاهرة"، وضعف القدرة على ردع المتورطين بها والذين غالبا ما يعودون لممارسة نشاطهم بعد الافراج عنهم.

مدير عام جمعية الصديق الطيب لرعاية وتأهيل المدمنين على المخدرات والكحول، ماجد علوش بين في حديث لـ"رايـة" انه بحسب اخر الاحصائيات الصادرة بهذا الخصوص فان أكثر من 26.500 شخص مدمنون على المخدرات في الضفة وغزة والقدس، من ضمن 80 الف متعاطي للمخدرات. 

وأشار إلى ان هذه الأرقام في ارتفاع كبير عن الاحصائية السابقة التي اشارت الى وجود 18 الف مدمن من ضمن 60 الف متعاطي. 

وارجع علوش هذا الارتفاع الى عوامل عدة ترتبط بالاوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة اضافة الى اجراءات الاحتلال التي تعرقل محاسبة وملاحقة تجار المخدرات من حملة الهوية الزرقاء، كما ان سهولة زراعتها ورخص ثمن بعضها ساهم في ارتفاع نسبة متعاطي المخدرات.

وكشف مدير جمعية الصديق عن نوع جديد من المخدرات ينتشر بسرعة في الضفة منذ خمس سنوات يدعى بـ"الهايدرو"، وهو مخدر رخيص الثمن يسهل توفره كما يؤدي الى الهلوسة وفقدان السيطرة على الذات واللجوء الى العنف. 

ومن الناحية القانونية والردع، اوضح علوش ان المادة 18 من القانون الجديد الصادر عام 2015، شملت على عقوبات رادعه بحق متعاطي المخدرات وتجاره، ولكن تطبيقه لم يتم بالشكل الصحيح. 

وتابع: القانون الجديد يعتبر المتعاطي والمدمن مريض ويجب علاجه على نفقة الدولة وهذا فقط في حال تم ضبطه لمرة واحدة بحيث لا يرفع بحقه ملف جنائي، اما في حال تم القاء القبض عليه مرة ثانية فالعقوبة تعود الى تقدير القاضي وتتراوح ما بين سنة الى ثلاث سنوات. 

وفيما يتعلق بتجار المخدرات، اشار مدير جمعية الصديق الى ان القانون الجديد حدد عقوبات بحقهم تصل الى السجن المؤبد مع الاشغال الشاقة او المؤقتة ولكن الاحكام الصادرة في تلك الحالات قليلة والسبب يعود الى اجراءات سلطات الاحتلال التي توفر الحماية لهؤلاء التجار خاصة من حملة الهوية الزرقاء والاسرائيلية بحيث تمنع على السلطة ملاحقتهم ومعاقبتهم. 

كما وعزا علوش قلة الاحكام الرادعة الى ان بعض القضاة الذين ليس لديهم الاطلاع الكافي على بنود القانون الجديد لعام 2015 بخصوص مكافحة المخدرات.

من جانبه قال مدير اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات الدكتور ناصر الطريفي لـ"راية"، ان ارقام متعاطي المخدرات في فلسطين مفزعه وفي تصاعد إذ أن آلافا من الغزيين يدمنون على المواد المخدرة الكيميائية، بينما تشهد الضفة حالات متزايدة على الإدمان على الهيروين بشكل لافت. 

واشار الطريفي الى ان اعدادا كبيرة من متعاطي الهروين في الضفة يتعالجون في المراكز ذات الاختصاص من بينهم فتيات وبين ان معظم ضبطيات المخدرات تتم في مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية يصعب على السلطة الوصول اليها في المقابل تعمل سلطات الاحتلال على توفير الحماية لهم.