الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:35 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:52 PM
العشاء 6:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص

شاهد.. رحلات غوص واستكشاف وصيد في أعماق بحر غزة

رحلات غوص في اعماق بحر غزة

غزة- رايـة: سامح أبو دية-

بشكل شبه يومي، يحمل الشاب رامي مقداد المعدات والأدوات الخاصة بالغوص ومسدس الصيد البحري؛ متجها الى أعماق بحر غزة، لممارسة رياضة الغوص الحر وصيد الأسماك بـ "الحربة" أو المسدس البحري.

رامي (32 عاما) بدأ ممارسة تلك الرياضة عن طريق الصدفة قبل 11 عاما، ثم تحولت الى رياضة يعتاش منها، حيث أصبح يعتمد عليها كمصدر رزق أساسي عبر صيد الأسماك بالرمح.

في البداية، كان رامي يهوى صيد الأسماك بالصنارة العادية، وفي احدى الأيام شاهد بعض الاشخاص يمارسون الغوص، يقول: "أحببت أن أطور من نفسي وأغوص الى أعماق البحر لمشاهدة الأسماك، ومعرفة لماذا يصعب صيد السمك بالصنارة".

مشاهدة الكمية الكبيرة من الاسماك داخل أعماق البحر في رحلته الاستكشافية الأولى، دفع مقداد الى استجلاب مسدس الصيد المعروف بـ "الهاربون" وتطوير نفسه عبر اقتناء معدات الغوص المختلفة.

بين الصخور، وعلى عمق 7 أمتار تقريبا، كان يغوص مقداد ويصطاد أنواع مختلفة من الأسماك ذات الحجم الكبير، ويشير الى أن مشكلة ضخ المياه العادمة الى البحر دفعته الى الغوص بعمق أكبر يصل الى 18 مترا في الاماكن الصخرية التي تعيش بينها الأسماك.

وعن آلية الغوص الحر (دون استخدام الاكسجين)، يشير الغواص رامي الى استخدامه "معادلة الضغط" التي تعلمها ذاتيا من خلال الانترنت والممارسة الشخصية.

يضيف: "أي خلل أثناء الغوص يمكن أن يؤذي الشخص، مثل انفجار الاذن أو أذية الجيوب الأنفية، وذلك بسبب الضغط"، في اشارة الى صعوبة الغوص وضرورة احترافه.

وتدرّج مقداد في صيد الأسماك يدويا في عمق البحر الى أن أتقنها عبر الممارسة، وباتت كل ضربة من مسدسه البحري لا تخطئ أبدا، حيث يصطاد يوميا من 3 - 7 كيلوجرام تقريبا.

كما أنه يستطيع الآن البقاء داخل أعماق البحر مدة أكثر من 2:30 دقيقة، غير أنه يحتاج الى وقت أقل بكثير لصيد السمكة (دقيقة أو دقيقة ونصف كحد أقصى).

ولم تلقى تلك الرياضة الدولية اهتماما رسميا حتى الآن، رغم ممارستها من قِبل مئات الغواصين الهواة في قطاع غزة.

وتمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي ادخال معدات الغوص الى قطاع غزة، معتبرة أنها تستخدم لأغراض عسكرية، وهو ما يشكل تحديا للغواصين الهواة، حيث اضطروا الى جلبها من الخارج بصعوبة "مع مسافرين من الاقارب والأصدقاء"، أو صيانة معدات قديمة واعادة استخدامها.

وفي ظل هذا المنع، والحاجة الماسة للغواصين في اقتناء معدات هامة، تمكن الشاب رامي وبعض أصدقائه من تصنيع المسدس البحري الخشبي بطريقة يدوية، بعد أن تعلموا صناعته عبر مشاهدة مقاطع مصورة.

وشكّل مقداد فريقا من الغواصين الهواة "احتراف السباحة والغوص الحر في قطاع غزة"، وهو فريق يعتمد على مجهود شخصي، في ظل انعدام الدعم الرسمي، وعدم تبني فكرتهم أو تقديم الدعم.

ويمارس هواية الغوص الحر في قطاع غزة حوالي 1000 شخص، فيما يعتمد عليها كمهنة عدد أقل (قرابة 400 الى 600 شخص).

وتقف بحرية الاحتلال سدا أمام الغواصين؛ كونه يسمح للصيادين بالإبحار لمسافة تقل عن 6 أميال بحرية فقط، يقول مقداد: "اضطررنا لتجنب الدخول إلى مسافات طويلة، تفاديا للاعتقال أو الاستهداف".

ويقوم رامي بتصوير اللقطات المثيرة خلال رحلاته داخل الأعماق، ثم ينشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تمكن من جذب الانتباه من خلال تلك اللقطات المثيرة لأعماق البحار بجوار الأسماك الملونة والصخور.

كما قام الفريق بفتح المجال لعامة الناس خاصة المغامرين منهم، للغوص والتصوير أسفل الماء، ويشير مقداد الى أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب على الرحلات البحرية، بالإضافة الى أنه يقوم ايضا بعمل دورات تدريبية مختلفة.

كما يطمح هؤلاء الهواة الى تأسيس اتحاد لرياض الغوص، يقول مقداد: "بسبب الانقسام الذي اثر على جميع مناحي الحياة، فقد واجهنا صعوبة في اعتمادنا من قبل وزارة الشباب الرياضة، لذا عدنا الى ممارسة الغطس والصيد كمهنة".

ويخطط مقداد للغوص الى أعماق جديدة في بحر غزة قريبا، متمنيا أن يتم تبنى فكرته بشكل رسمي معنويا وماديا، وتأسيس اتحاد خاص بالغوص الحر والصيد بالحربة، من أجل المشاركة في بطولات دولية وتمثيل فلسطين بالخارج، في ظل تنظيم بطولة دولية سنوية لها.

 

 
Loading...