السيلفي يسبب النرجسية و الإكتئاب و البطالة أيضا
في خطوة ربما تعتبر مفاجأة من الدرجة الاولى اعتبرت منظمة الصحة العالمية , الادمان على التقاط صور السيلفي هو احد الأمراض النفسية , و لم يكن تصنيف الادمان على صور السلفي كمرض نفسي نابع من فراغ , بل ان جميع الدراسات تشير الى الاثار السلبية المترتبة على الادمان على صور السلفي , و هذا العشق المجنون للذات الذي بلا شك سيحول , الشخص الى شخص نرجسي متقوقع حول ذاته بشكل كبير , هذا عوضا عن المحاولات المجنونة من كثير من الشابات و الشباب لالتقاط صور في اماكن خطرة لاثارة اعجاب اقرانهم , و قد يكون ثمن هذه الصورة هو حياة الشخص , لتكون تذكارا من بعده !!
طالع للاهمية : مخاطر صور السلفي
"هوس السيلفي" بات أشبه بالمرض الذي يتغلغل في تفاصيل حياة العديد من أطياف المجتمع، ولعل فئة الشباب هم الأكثر اندفاعاً إلى التقاط هذه الصور لكل تحركاتهم ومناسباتهم، فهم بذلك يوثقون المواقف المختلفة والذكريات الجميلة الرئيسية والثانوية المهمة والهامشية باختصار كل شيء يتم تلخيصه والاحتفاظ به من خلال صورة، ونظراً للانتشار الواسع لهذه الصور قرر العلماء دراسة التأثير المترتب على هذا الهوس بالتقاط صور السيلفي وقاموا بالعديد من الدراسات، ويمكن القول بأن غالب تلك الدراسات أقرت بالتأثير السلبي لالتقاط صور السيلفي على نفسيات ملتقطيها، ولنتعرف تفاصيل هذه الدراسات نتابع السطور التالية…
تمثلت نتائج الدراسة الأولى بوجود رابط ما بين الإفراط في التقاط صور السيلفي والإصابة بالاكتئاب؛ حيث كشفت دراسة عن أن الناس الذين يلتقطون الكثير من الصور لأنفسهم قد يعكس كونهم مصابين بالاكتئاب، وقد يؤدي إلى الإدمان الذي يصعب التخلص منه وخصوصاً عند الربط بعدد مرات التقاط السيلفي، وتفاعل الناس معه على مواقع التواصل الاجتماعي ، فتتكاثر الآثار السلبية عندما ينخفض التفاعل على صور السيلفي عما هو متوقع، وتجدر الإشارة هنا إلى قصة المراهق “داني باومان” الذي حاول الانتحار ويعالج الآن نفسيّاً، لأنه لم يكن راضٍ عن جودة صور السيلفي التي التقطها لنفسه وتفاعل الناس معها، “لقد أخبروني أن جسدي به أخطاء شكلية وليس نموذجيّاً، وهذا أشعرني بالخزي” يقول داني باومان.
بينما تفيد دراسات أخرى بأن التقاط السيلفي له علاقة بمدى تقدير الذات؛ حيث كشفت دراسة بريطانية أجريت على 2071 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم مابين 18 لـ30، أن التقاط صور السيلفي له علاقة بدرجة تقدير النفس لمن يلتقطها، وأفادت الدراسة أن أكثر من نصف الخاضعين للبحث يلتقطون “السيلفي” ما لا يقل عن مرة أسبوعيّاً، و73% ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والأخطر أن 60% ممن يُسألون عن شعورهم عن مظهرهم وعلاقتهم عند التقاط السيلفي ونشره، كانوا يشعرون بدرجة منخفضة من تقدير الذات، في مقابل 13% قالوا أنهم يشعرون بدرجة مرتفعة من تقدير الذات.
إضافةً إلى ما سبق، كشفت دراسة أخرى أن كثرة اتخاذ صور السيلفي ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن تجعلك نرجسيا؛ أي محباً لنفسك وقد يصاحب ذلك التعالي والغرور؛ لأنها غالباً ما تسير جنباً إلى جنب مع التوجس والتركيز على الطريقة التي تنظر بها لنفسك والطريقة التي ينظر بها الآخرون لك، كما أنها يمكنها أن تجعلك كسولاً لأنها تربطك بالنظر ومتابعة الهاتف فقط في الكثير من الأحيان.
أما عن تأثيرها على العلاقات الاجتماعية، فقد أجرت جامعة برمنجهام، وجامعة إدنبره، وجامعة هيريوت وات دراسة مشتركة، نشرها موقع تايم عن علاقة السيلفي بالعلاقات الشخصية بين الأفراد وكيفية تأثيره على الألفة والمودة بينك وبين المقربين منك، على 508 من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بمتوسط أعمار 24 سنة، وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يشاركون باستمرار صوراً لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يميلون عموماً لأن يكون لديهم علاقات شخصية أكثر ضحالة، باعتراف الجميع، وينفر أصدقاؤه المقربون منه، وهذا ربما لن يأتي بمثابة مفاجأة كبيرة للمستخدمين المنتظمين لفيسبوك، وتويتر، و إنستجرام.
من جهةٍ أخرى بينت دراسات حديثه عن وجود علاقة بين السيلفي والاضطراب النفسي عند الرجال؛ و ذلك عندما أجرت “جيسي فوكس” – البروفيسور بجامعة أوهايو الأمريكية – دراسة عن مدى ارتباط صور السيلفي وإجراء تعديلات عليه بالصحة العقلية والاضطراب النفسي (السيكوباتية)، واستعانت “فوكس” في الدراسة بعينة بحث قوامها 800 رجل تتراوح أعمارهم ما بين ـ18 إلى 40 عاماً، وكشفت الدراسة أن الرجال الذي ينشرون الكثير من صور السيلفي على مواقع التواصل الاجتماعي أقرب بأن يكون لديهم مستويات عالية من ” الاضطراب النفسي “، لذلك فالرجال الذين يأخذون صور السيلفي أمام المرآة في صالة “الجيم”، قد يكون لديهم مشكلة ما، ولو كنت تجري تعديلات على الصورة التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي فالأمر قد يكون أكثر خطورة بحسب الدراسة وينم عن أن الرجال الذين يقومون بذلك الأمر قد يكونوا هم في مراحل أعلى من الاعتزاز بالنفس والتعالي وإعطاء الأولوية للمظهر وتقييم الذات بناءً على المظهر والطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك وهو ما يسمى بـ “تشيؤ الذات”.
أما الدراسة الغريبة النتائج فهي التي تتعلق بخسارة الوظيفة بفعل السيلفي؛ حيث نشرت جامعة جورجيا دراسة ربطت فيها بين السيلفي وبين فرص الحصول على وظيفة، وأفادت الدراسة بأن “الناس الذين ينشرون الكثير من صور السيلفي على مواقع التواصل الاجتماعي قد يخسرون الكثير من فرص العمل”، وكشفت عن أن أصحاب الأعمال يرون أن الأشخاص الذين ينشرون الكثير من صور السيلفي لديهم درجات أقل في “التحكم في الذات” مما يؤدي لتقليل فرص هؤلاء الأشخاص في التوظيف والحصول على فرص عمل.
الخلاصة
اكتئاب و قلق و نرجسية و عشق مفرط للذات بشكل مرضي , كل هذا من اثار الادمان على التقاط صور السيلفي , التي اصبحت شديدة الرواج و الانتشار بين فئات الشباب و المراهقين , بل انها تحولت الى هوس لدى البعض لا معنى له على الاطلاق بعد ان اصبحت تؤثر على الشخص و طريقة تفكيره و تصرفه …