الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:52 AM
الظهر 11:27 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:41 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حملة الشمال العسكرية محكومةٌ بالفشل السياسي

الكاتب: رأي المسار

بموازاة الحرب على غزة التي دخلت عامها الثالث، ولم تحسم ولم يستقر فيها وقف إطلاق النار، ولم تظهر مقدماتٌ للانتقال إلى المراحل التالية، أشعلت إسرائيل حرباً جديدةً ومتدحرجة على الضفة، بدأت فصلها الراهن بتوجيه فتيان التلال لإرهاب المواطنين الفلسطينيين في الوقت الذي جرّد فيه الجيش حملةً عسكريةً شاركت فيه تشكيلاته الاستخبارية والبرية والجوية على مساحةٍ ضيّقة، ولكنها مكتظةٌ بالمواطنين.

القوة العسكرية الضخمة التي وجّهت نحو شمال الضفة، وبالمقاييس المهنية العسكرية، تتجاوز ما يوصف بالاحتياجات الأمنية أو الإجراءات الوقائية التي تحول دون تكرار السابع من أكتوبر 2023، هي في الواقع عمليةٌ سياسيةٌ مزدوجة الأهداف، فهي من جهة تخاطب الوضع الداخلي الإسرائيلي بتنافساته الحادة، والتي يرى ائتلاف نتنياهو من خلالها فرصةً لتحسين وضعه الانتخابي، وذلك بتوسيع معركة الضفة، بالتشارك العملياتي مع المستوطنين بكافة تشكيلاتهم.

ومن جهة أخرى محاولةٌ لتعميق السيطرة على الضفة خصوصاً بعد أن ارتفعت أصواتٌ دوليةٌ وازنة، ومن خلال قرار مجلس الأمن بفتح مسارٍ سياسيٍ يفضي إلى قيام دولةٍ فلسطينية، حيث الضفة والقدس أرضها الأساسية، بعد أن فشل المشروع الإسرائيلي بفصلها كقضيةٍ ومصير عن غزة.

وفق الخطط السياسية الرئيسية لإسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، فإن الضفة هي أصل الصراع الذي وصفه نتنياهو بالوجودي، وإذا كان وجد ذرائع لتدمير غزة عبر حرب إبادةٍ فإن ذرائعه لتبرير حربٍ على الضفة تبدو واهيةً وغير مقنعة حتى لمن تبقى من دولٍ ما تزال تدعم إسرائيل واحتلالها، فضلاً عن أن العالم بمعظمه إن لم نقل جميعه بمن في ذلك الأمريكيين التزم بحقيقة أن الجغرافيا الفلسطينية واحدةٌ موحدة وعلى أرضها في الضفة وغزة والقدس الشرقية تقوم الدولة.

وحين يتعهد العالم بما في ذلك أمريكا بمنع الضم، وعدم الانجرار وراء ما سعت إليه إسرائيل من تهجيرٍ للفلسطينيين، فذلك يجسّد استحالة نجاح إسرائيل في ابتلاع الضفة، واستنساخ تجربتها المرة في غزة عليها.

إن الحرب على الضفة لم تبدأ هذه الأيام، وكم من حملة عسكرية أكبر وأعنف تمت عليها منذ العام 1967 حتى أيامنا هذه، وحين كان الحصار والإغلاق والقتل والاعتقال يشتد ويتسع لم ينجح كل ذلك في إعاقة نمو الظاهرة الفلسطينية وتكرّس فعلها على الأرض، وتقدمها وحصولها على دعمٍ دوليٍ شامل، نحو حتمية الحرية والاستقلال.

إن توزيع الأدوار بين المستوى السياسي والعسكري والاستيطاني، لم يبدأ كذلك اليوم وإنما بدأ مع وضع أول حجر في أول مستوطنة، ورغم ذلك فالضفة عامرةٌ بأهلها، وتبدو كل يوم عصيّةً على المحتلين ومخططاتهم، وبعيدةً كل البعد عن أن تكون لقمة سائغةً يبتلعها الاحتلال ويفرض الاستسلام عليها.

هذه حقيقةٌ معززةٌ بالوقائع والأرقام وقد أدركها العالم كله وبنى مواقفه الجديدة عليها، ما جعل من رهانات حكومة الاستيطان والحروب الدائمة محكومةً بالفشل السياسي، والفضل الأول والأخير للشعب الفلسطيني، المتشبث بوطنه وحقوقه، دون إنكار دعم الأصدقاء والحلفاء.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...