الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:45 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حلّ الدولتين… بلا دولة فلسطينية، وضرورة رفض مشروع القرار الأمريكي بتعديلاته الزائفة

الكاتب: مروان اِميل طوباسي

لاحقا لما أشرت له في مقالي ليوم أمس بعنوان "غزة بين مشروعين ، واشنطن تعيد الصياغة وموسكو تعيد الحسابات " .
فانه من الواضح بأن الإدارة الأميركية  تتعامل مع القضية الوطنية الفلسطينية بمنطق إدارة الأزمة ، لا معالجة جذورها وفق سياساتها التاريخية المعادية لحقوق شعبنا . ففي مشروع القرار الأميركي "المعدّل" الذي تنوي تقديمه لمجلس الأمن الدولي خلال الايام القادمة ، تُقدم غزة كملف إنساني ، أمني وأستثماري منفصل ببعد استعماري ، وتُختزل القضية الوطنية إلى “برنامج إعادة إعمار وترتيبات أمنية”، بينما يتم تجاهل الأحتلال بوصفه أصل المأساة وبالتالي أستحقاق الإستقلال الوطني الفلسطيني ، الذي ترفضه العقلية الأمريكية والإسرائيلية الرسمية كجوهر لفكرهم الإستعماري الاستيطاني بالأساس .

ورغم "التعديلات المعلنة" والتي تهدف الى محاولات أمتصاص الغضب الناتج عن التحولات بالرأي العام بالولايات المتحدة وكذلك عن الآثار المترتبة على عزلة أسرائيل دوليا ومحاولة استرضاء المحور العربي . الا ان جوهر المشروع الامريكي بقي كما هو ، تثبيت وصاية دولية على غزة بإشراف أمريكي واعادة تموضع لقوات الأحتلال في غزة المقسمة وإعادة تشكيل مستقبلها خارج الإرادة الوطنية الفلسطينية . واما العبارات المدرجة حول “مسار نحو حل الدولتين وحق تقرير المصير” ، فهي ليست أكثر من "وعدٍ بمسار كوعودها السرابية السابقة" , لا تتعدى تجميل لغوي بلا التزامات أو آليات ، بل وتتعارض مع نصوص القرارات الأممية والقانون الدولي ، وإلى ما اشار له بوتين امس حول ضرورة تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ، بما في ذلك القرار الاستشاري الأخير الصادر عن أعلى محكمة في الأمم المتحدة والذي قضى بعدم شرعية الاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية .

 أن مشروع القرار الأميركي "المُعدّل" يستثني اي دور رسمي فلسطيني ،  ويُمكن واشنطن من فتح قنوات متقدمة للتعامل مباشر مع حركة حماس لاحقا للقاءات قد تمت سابقا ، بما في ذلك نقاش الاتفاقات المعلنة حول "نزع السلاح" ، وتكريس دور إداري–أمني لها داخل غزة من خلال ما سيتمخض عن لقاء الحية مع المندوب الامريكي ويتكوف ، ما يسهل عملياً فصل القطاع عن المشروع الوطني الجامع وحق اقامة وتجسيد الدولة الفلسطينية على كافة الأراضي المحتلة وفق حدود ما قبل ٤ حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس ، بل ويخدم الرؤية الأمريكية الأسرائيلية حول ضرورة أستمرار الانقسام الفلسطيني وتغذيته .

بهذه الطريقة ، يتحول شعار “حل الدولتين” إلى عنوان بلا دولة فلسطينية ، ويتحول تقرير المصير إلى عبارة فارغة من المضمون في اطار ما يسمى "مسار الى" . إن القبول بالمشروع الأميركي ، بصيغتيه الأصلية أو "المعدّلة" التي أعلن عنا ، يعني عمليا منح واشنطن تفويضا بفرض ترتيبات طويلة الأمد في غزة ، وجر العرب إلى منح غطاء سياسي لعملية تُفرغ القضية الوطنية من مضمونها التحرري .

في مواجهة هذا الانحراف ، يظهر الخيار العربي الواضح ، بضرورة رفض المشروع الأميركي اعتماداً على رفضه فلسطينياً أولاً ، ومن ثم دعم المشروع الروسي والتعديلات الصينية والجزائرية ، كأدوات ضغط توازن مواقف مجلس الأمن وتمنع واشنطن من الأستفراد بصياغة مستقبل غزة والقضية الوطنية التحررية الفلسطينية .

إن التبني الفلسطيني بشكل واضح وجريئ وحازم لخيار الضغط عبر دعم المشروع الروسي بمساندة الصين والجزائر ، وتوسيع دائرة الرفض العربي والإسلامي لمشروع القرار الامريكي حتى المُعدل ، سيجبر واشنطن في نهاية المطاف على تعديل حساباتها كما فعلت بإدخال التعديلات المشار اليها ، والعودة من منطق الإملاء إلى منطق التفاوض الجاد ، والقبول بمسار سياسي يحترم الحقوق الوطنية الفلسطينية ولا يتحوّل إلى أداة لفرض عودة الوصاية الأستعمارية بوجه جديد.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...