جبهة المستوطنين... وروبيو وزامير
الكاتب: رأي المسار
لأول مرةٍ في عهده كوزيرٍ للخارجية الأمريكية، ينتقد السيد روبيو أعمال المستوطنين في الضفة الغربية، ويحذر من أن استمرارها سوف يؤثر سلباً على خطط الرئيس ترمب المتعلقة بغزة والمنطقة.
وبتزامنٍ مع تصريحات روبيو صعّد رئيس الأركان زامير من لهجته تجاه المستوطنين، معتبراً أنهم تجاوزا الخط الأحمر وأن أفعالهم تضر بحركة الجيش ومهماته في حماية المستوطنين ومكافحة "الإرهاب" في الضفة.
السيد روبيو المفترض أنه أحد صنّاع السياسة والقرار في أمريكا، مطلوبٌ ممن يستمع لانتقاده للمستوطنين أن يصدّق بأن أمريكا ليس لديها سوى التنديد والانتقاد، مع أن إشارةً جديّة منه أو من أي موظفٍ في الإدارة تكفي لإنهاء أنشطتهم الإجرامية، أمّا انتقاد رئيس الأركان فيبدو أنه نوعٌ من تصريحاتٍ تُقال للتصدير الخارجي، بينما قواته تواصل حمايتها للمستوطنين ومشاركتها هجماتهم، وتستخدم السلاح والعتاد الحي ضد أي فلسطيني يحاول الدفاع عن نفسه وممتلكاته، وما تزال في الذاكرة رقصة أفرادٍ من "جيش الدفاع" بعد أن أحرق المستوطنون كل ما وقع تحت أيديهم من محالٍ تجاريةٍ ومنازل وسيارات.
السيد زامير هو رئيس أركان جيشٍ سقفه السياسي وزير الدفاع كاتس الذي افتتح عهده بإلغاء اعتقال المستوطنين القتلة، وهذا ليس فقط مجرد حمايةٍ لهم بل وتشجيعٍ على مواصلة أعمالهم، وها نحن نلاحظ أنه في ولاية كاتس لم يبق جزءٌ من الضفة لم يشهد جرائم قتلٍ وحرق، تحت سمع وبصر الجيش وتواطؤٍ سافرٍ بل ومشاركةٍ من جانبه.
تنديد روبيو وانتقاد زامير فيهما شيءٌ يشبه مصائد المغفلين وكأن ما يجري في الضفة هو مجرد أعمال شغبٍ تؤديها قلةٌ من الخارجين على القانون، بينما أصل الداء هو الاحتلال وحكومته بكل مستوياتها وما المستوطنون إلا أدواتٍ ميدانية لها دورٌ في تنفيذ مخططات المستوى السياسي بقيادة الثالوث الاستيطاني نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.
