الثقافة المصرية.. صوت فلسطين الدائم

الكاتب: د. شفيق التلولي
شكلت الثقافة المصرية رافعة مهمة لدعم القضية الفلسطينية التي تعد ثابتا من ثوابت مصر كونها قضيتها الأولى والمركزية، حيث كان دورها في دعم القضية الفلسطينية وما يزال دورا محوريًا وفاعلًا على مختلف الصعد والمناحي السياسية والإنسانية.
فقد عبرت الثقافة المصرية عن دعمها للقضية الفلسطينية بمكوناتها المختلفة من الأدب والفن، الفكر والإعلام، التربية والتعليم وغيرها من فواعل الثقافة التي تسهم في بناء خطاب داعم للقضية الفلسطينية ومساند للشعب الفلسطيني بمكوناته ونخبه الثقافية.
لا يخفى دور الأدباء المصريين على اختلاف الأجناس الأدبية بما كتبوا عن فلسطين كرمز من رموز المقاومة وواحة من واحات الحرية، حيث تجسد ذلك من خلال الأعمال الأدبية المصرية سواء الرواية أو القصة أوالشعر والمسرح وغير ذلك من الفنون الأدبية التي تناولت فلسطين وقضيتها وعبرت عن هويتها العربية وإرثها وتراثها المادي والمعنوي فعكست الحضارة الفلسطينية العريقة وثقافتها العميقة المكينة والمتينة.
كذلك عبرت الفنون التعبيرية المصرية من سينما ومسرح وغناء ودراما حين تناولت القضية الفلسطينية في أعمال سينمائية ومسرحية وغنائية خالدة رسخت في العقل والقلب والوجدان العربي والمصري والفلسطيني الجمعي من خلال الأفلام المؤثرة والمسرحيات المعبرة والأغاني الهادفة والملتزمة عكست مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته للخلاص والانعتاق من نير الاحتلال.
فيما مثل الفن التشكيلي دورًا حيوًيا في إظهار الصورة الأسطورية للشعب الفلسطيني من خلال الرمز والتلميح والتعبير الصريح فعكست ريشة الفتان المصرية هوية الشعب الفلسطيني وكشفتت زيف وتضليل رواية النقيض من خلال ما عبرت عنه في تناولها للثقافة الفلسطينية من عادات وتقاليد ومآثر تاريخية وعريقة وصلت إلى أذهان البشرية قاطبة فهي اللغة البصرية التي تعكس المشهدية الفلسطينية بتجلياتها التي يفهمها العالم على اختلاف لغاته شأنه في ذلك شأن الموسيقى التي تعكس كذلك الصورة السمعية العامة التي تصل إلى آذان الإنسان حيثما وجد.
أما على مستوى النشر والتوزيع واللقاءات والمؤتمرات والمعارض، فقد عملت الماكنة المصرية التربوية والتعليمية والإعلامية ودور النشر والكتب من خلال الفعل الثقافي الموجه على تعريف المصريين والعرب بما أنتج كتاب وفناني فلسطين واهتمت دور النشر ومنصات الإعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة بترويج أعمالهم من خلال مشاركتها في معارض الكتاب الدولية وأهمها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أفرد جناحا خاصا بفلسطين شهد إقبالا كبيرا فضلا عن المناهج التعليمية المصرية التي لم تغب عن النشء القضية الفلسطينية جذورها وتاريخا حاضرها ومستقبلها فأسهمت بذلك في نشر الوعي وخلق رأي عام مساند لفلسطين وشعبها وقضيته العادلة، بينما أخذ الإعلام المصري دوره الطليعي في كشف الحقيقة ونقل الصورة التي وصلت أصقاع الدنيا وشكلت رأي عام عالمي ينحاز للقضية الفلسطينية وبالتالي نقل السردية الفلسطينية الحقيقية وعمقها وعرى زيف وتضليل الإعلام الإسرائيلي الذي حاول تسويق أكاذيب الدعاية الإسرائيلية فضلا عن دور المؤسسة الإعلامية المصرية في نقل الثقافة الفلسطينية إلى العالم عبر الإعلام الثقافي الهادف والموجه الذي قدم ما أنتجه الفلسطيني حضاريا وثقافيا ماديا ومعنويا ودورا بارزا وطليعيا في أنسنة الثقافة.
قدمت مصر ومازالت منذ النكبة وحتى الآن دورا ثقافيا كبيرا في دعم ومساندة فلسطين وصقل هويتها وتفكيك رواية النقيض الزائفة وتقديم الرواية الفلسطينية الحقة.