الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:14 AM
الظهر 12:28 PM
العصر 3:50 PM
المغرب 6:26 PM
العشاء 7:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نبض الحياة: ملامح خطة على النار

الكاتب: عمر حلمي الغول

مدارس وفرق الغرب الامبريالي وامتداداته الاستعمارية بكل منهاجها وتبايناتها تتسم بالتخطيط والاعداد المسبق لخططها لتحقيق أهدافها، وتضع لها مجموعة من السيناريوهات المختلفة لتفادي أية ارباكات، في حال تعثر السيناريو (أ)، يكون السيناريو (ب) وحتى (ج) جاهز لمواصلة الخطة، ليس هذا فحسب، بل إنها تتمتع بالديناميكية والحيوية لتعديل خططها في حال بروز تطورات غير محسوبة أو طارئة نتيجة تحولات جيوسياسية أو أمنية، مع التأكيد على نقطة هامة، تضع في حسابها أن خططها قد تفشل، وتنقلب رأسا على عقب، لاعتبارات ذاتية وموضوعية، فتلغي الخطط الفاشلة وتنتقل لخطط جديدة.

وكون إسرائيل جزء من المنظومة الغربية، فإنها تعتمد ذات المنهجية بالتكامل مع سادتها في الغرب. لا سيما وان الأهداف بالمحصلة واحدة، حتى لو برزت تباينات هنا وهناك بين الاجتهادات المختلفة، ونموذج الإبادة الجماعية على الشعب العربي الفلسطيني الذي بدأ تنفيذه بعد 7 تشرين اول / أكتوبر 2023 في قطاع غزة وعموم الوطن، ليس استثناءً ولا يخرج عن المبدأ الناظم لفلسفة ومنهجية خطط الغرب، ولا أضيف جديدا، إذا أعدت التأكيد على هدف المشروع الصهيوني الكولونيالي التاريخي المستند الى شعار وهدف الحركة الصهيونية المركزي "ارض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، الذي يصب في مصلحة الغرب الامبريالي الاستراتيجية الجيوسياسية والاقتصادية واللاهوتية.

وعلى مدار عقود الصراع الطويلة تغيرت الخطط وسيناريوهاتها مرات عدة بسبب فشلها، وتجربة العامين الماضيين من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني شهدت الانتقال المتعدد من سيناريو لآخر: من السيوف الحديدية الى القيامة والمحرقة، وجدعون 1 وجدعون 2، وسقطت إدارة أميركية ديمقراطية وتولت إدارة جمهورية أخرى، وتغيرت السيناريوهات لتحقيق الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الاوسع والأخطر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق الهدف الصهيو أميركي، ولكنها جميعا اصطدمت بتمسك الشعب الفلسطيني بترابه الوطني، رغم الكارثة والفاجعة الأعظم عليه، مما دفعهم للانتقال لخطة جديدة، ليست وليدة الامس، وانما وضعت ملامحها مع بداية الحرب القذرة التي جرى تحديثها في سياق دوامة الإبادة الوحشية.

واثناء لقاء الرئيس دونالد ترمب مع الزعماء والوزراء العرب والمسلمين في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي 23 أيلول / سبتمبر على هامش انعقاد الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عرضها عليهم، وتتكون من 21 نقطة، قام موقع "أكسيوس" بنشر نقاطها الرئيسية الأربعاء الماضي: إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ومقابلهم من أسرى الحرية الفلسطينيين؛ انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة بالكامل؛ خطة لليوم التالي للحرب، تتضمن آلية حكم في غزة بدون حماس؛ تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين، بالإضافة الى جنود من دول عربية وإسلامية؛ تمويل عربي واسلامي للإدارة الجديدة في غزة ولإعادة اعمار القطاع؛ مشاركة محدودة من السلطة الفلسطينية؛ وغيرها من النقاط.

وأشارت مصادر عليمة الى ان الرئيس الأميركي وافق على عدة شروط طرحها القادة العرب لدعم خطته، منها: عدم ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية أو غزة؛ لن تحتل إسرائيل أجزاء من غزة؛ لن تبني إسرائيل مستوطنات في غزة، ستتوقف إسرائيل عن تقويض الوضع الراهن في المسجد الأقصى؛ زيادة المساعدات الإنسانية بمشتقاتها كافة فورا.

وعلى إثر انفضاض الاجتماع مع الرئيس ال47، قال احد المسؤولين، خرجنا بآمال كبيرة، ولأول مرة نشعر ان هناك خطة جدية على الطاولة، وأكد المسؤول ان الرئيس ترمب يريد ان تنتهي الحرب، والتقدم بما يخدم مصالح المنطقة. وفي السياق صرح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يوم الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة "متفائلة، بل واثقة من اننا سنتمكن خلال الأيام القادمة من الإعلان عن شكل ما من الإنفراجة" بالحرب في غزة، وفق موقع "رويترز" وهذا ما أكده مباشرة فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي في لقاء مع إحدى القنوات الفضائية الأميركية، كما أشار الرئيس رجب طيب اردوغان الرئيس التركي، بأنه ساهم في وضع بعض اللمسات على خطة صانع القرار في واشنطن. بالمثل أفاد أكثر من مسؤول عربي حضر الاجتماع، عن دعم القادة العرب والمسلمين للمبادئ الأميركية، والتزموا بالمشاركة في خطة ما بعد الحرب، وغادروا الاجتماع "متفائلين للغاية".

لكن رغم "التفاؤل" العربي والإسلامي، مازال هناك اللاعب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقيه الرئيس دونالد ترمب يوم الاثنين القادم 29 سبتمبر الحالي لمناقشة الخطة في البيت الأبيض لكسب دعمه، وكان اتصل (ترمب) مع رئيس وزراء إسرائيل يوم الأربعاء الماضي وطرح عليه الأفكار التي تضمنتها خطته، كما التقاه كل من ويتكوف وكوشنير صهر ترمب لذات الغرض في ذات اليوم في مقر اقامته في نيويورك، كما ان المسؤولين الإسرائيليين أشاروا الى ان نتنياهو ملم بالمبادئ الأميركية، ومع ذلك لم ترشح أية معلومات محددة بشأن موقفه من المبادئ الأميركية. غير ان صاحب القول الفصل هو الرئيس الأميركي، رغم تأكيد ترمب في مؤتمر صحفي انه لن يسمح بضم الضفة الغربية حتى لو حصل تضاد في المواقف مع نتنياهو، تبقى الخطة الموضوعة على النار تغلي حتى الان دون ان تتحدد معالمها بشكل نهائي، فضلا عن أن بعض المسؤولين العرب، قالوا انها بحاجة الى المزيد من الصقل، مما يتطلب الانتظار لحين تبلورها بشكل نهائي، ونقف على الغث من السمين فيها. لكن اعتقد أن الرئيس الأميركي بدا مقتنعا بخطته، وقد يدفع بها الى النور بعد اللقاء مع نتنياهو، وان غدِ لناظره قريب.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...