ترامب راعي بقر الامس واليوم وربما الغد

الكاتب: د. محمد عودة

ترامب يكرر شخصية اليانكي راعي البقر في تعامله مع سكان البلاد الأصليين والذي وثقته أفلام هوليودية كثيرة ففي مشهد من أحد أفلام رعاة البقر يظهر ثلاثة اشخاص النائب الامريكي المدعو كرين وممثل عن القبائل التالية الاباتشي، الشروكي، أوننداجو، أبو رجينال من الهنود الحمر، وكان عددهم يفوق 90 مليون ويدعى (دورانت) والمترجم يبدأ المترجم الحديث مخاطبا دورانت بالقول بأن حكومة الولايات المتحدة ممثلة بالسيد النائب (Crane) تعرض عليك قطعة أرض لتتملكها، فيجيب صاحب الأرض إن كل هذه الأرض لنا فيرد النائب كرين لا إنها ليست لك إنها ملك حكومة الولايات المتحدة الامريكية، فيسال دورانت وهل اشتريتموها؟ ام قايضتموها بتجارة ما، أجبني كيف تملكتموها؟ فيتمتم النائب كرين بانللسيد دورانت وجهة نظر ثم يردف قائلا سنعطيك كل ما تريد إن قبلت العيش في محمية نعطيها لك، رد دورانت أننا لا نحتاج اي شيء منكم، لكن كرين واصل الحديث قائلا بامكانك الاعتماد على حكومتك لتعتني بك، فاجاب دورانت حكومتك ليست حكومتي وهذا وطني وانت لا تنتمي اليه.

أما كرين الجديد (دونالد ترامب) فلم يكتفي بأرض الهنود الحمر بل ذهب بعيدا ليطالب بضم اراضي الهنود البيض (لدنماركيين والكنديين) ومرة اخرى يقول كرين أنه يريد ضم أراضي المايا والكايبو وبقية قبائل المكسيك حتى خليج المكسيك يريده امريكيا، يريد شراء نيكاراغوا السيطرة على بنما والاستحواذ على مقدرات غالبية دول العالم.

كما عبر عن رغبته في امتلاك قطاع غزة لكن خاليا من سكانه (ناسيا ان سكان فلسطين صمدوا على مدى مئة عام ولم ولن يتحولوا الى هنود القرن الحادي والعشرون) ومن أجل ذلك يريد أن يفرض هيمنته على كل الدول العربية ليجبرها على القبول بسكان فلسطين لجوءاً ابديا حتى يتمكن من توسيع اسرائيل الصغيرة يا حرام. ثم لامريكا حصة كبيرة من اموال دول البترول.

يريد كرين العصر الاستحواذ على المعادن النادرة في كل من اوكرانيا وروسيا الاتحادية، يطمح كذلك للاستحواذ على مناجم افريقيا من المعادن النادرة والثمينة.

في مقابل كل ما سلف فقد بدأ حربا شعواء يقودها لوبي الامركة على لوبي العولمة (سافرد مقالا في القريب للحديث عن كليهما)، ومن اجل الانتصار في معركة الداخل الامريكي فقد قلم اظافر لوبي العولمة عبر الغاء اهم ادوات حربها الناعمة وهي مؤسسة اليو اس ايد، كما ان صرح في عديد المناسبات بأنه سيستعيد الجنود الامريكيين المتواجدين في شتى بقاع الارض مما سيحرم لوبي العولمة من ادواته حروبه الخشنة.

ان التناقض بين المرغوب والممكن تحكمها عدة عوامل، اهمها على الاطلاق الوضع الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية فحرب الادارة الجديدة على كل النظم في امريكا ستكون في مصلحة شعوب العالم، حيث انكفاءه نحو الداخل وانشغاله بترميم الوضه الامريكي ضمن نظرية الامركة سيخفف بعض الشيء من السطوة الامريكية على شعوب العالم، ثم ان تقليم اظافر الجيش الناعم سيحرم ترامب وماسك من عصا غليظه استخدمت على مدى عقود ضد دول العالم خاصة العالم الثالث.

في خلاصة المشهد فانه من الواضح ان العالم اليوم وغدا لا يمت الى عالم ما بعد الحرب العالمية الاولى بشيء. هناك تحولات في منطق ادارة العالم ستنتج عالما أكثر تعددية وربما أكثر عدلا واستقرارا.

في الختام رسالة الى الاستعمار العالمي وبالاساس امريكا وربيبتها اسرائيل، إن كنتم تريدون البقاء ضمن المنظمومة الجديدة فان عليكم التخلي عن عنجهيتكم واطماعكم، شعوب ودول العالم لن ترحمكم، سيني الفلسطينيون دولتهم شئتم ام ابيتم وستبني شعوب العالم نظاما جديدا سيحاسبكم على ما فعل كرين بهنود امريكا الشمالية وطموحاتكم للفعل نفسه مع هنود اوروبا واسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.