خاص | لماذا يبالغ الاحتلال في حجم العمل العسكري شمال الضفة؟
قال مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري، إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي واضح تماما؛ إذ ان هناك مخطط متواصل للضم التدريجي والتهجير وتمهيدا لعملية كبرى تتعلق بضم قانوني يمكن أن تحدث بالأشهر القادمة.
وأضاف المصري في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن ما يجري في مخيمات الضفة الغربية لا يتناسب مع حجم المقاومة، وهناك مبالغة كبيرة جدا فيما يجري، ولا يستدعي الامر دخول الدبابات، وهي عملية استعراضية بكل معنى الكلمة.
وأوضح أن الدبابات عادة ما تدخل في بداية العملية وليس بعد المشاة والدوريات، مما يدل على أن الأمر يستهدف الصدمة والترويع أولا، وثانيا تنفيذ مخططات كبيرة، وثالثا اقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن هناك خطر وقادرين على إحباطه.
وتابع المصري: "على الفلسطينيين أن يتعاملوا مع ما يجري بكل جدية واهتمام، وأن ما يتوقع أن يجري هو الضم، لأنهم أعلنوا ان عام 2025 هو عام فرض السيادة على الضفة الغربية، وهذه هو المخطط والأهداف وهي فكرة لبرنامج الحكومة".
وأشار إلى أن ما يجري في جنين والمخيمات للتغطية لما يتم الإعداد له وهو ضم مناطق سي ومناطق المستوطنات والتي يمكن ان تكون الاهداف في البداية، وفي النهاية يمكن أن يصل الأمر إلى كل الضفة الغربية.
وبيّن المصري أن هناك ما يسمى بـ "الضم الزاحف والقضم المتدرج" ولكن يتبقى الضم القانوني وإعلانها جزء من إسرائيل، وهذا ما يجري التحضير له "لن يضموا جنين الآن ولكن يمكن أن يضموا مناطق سي ومن مناطق المستوطنات والأغوار".
وشدد على أن المخيمات هي رمز القضية الفلسطينية وتجسيدا لحق العودة وهي قواعد وخلايا للنضال والمقاومة ومركزا لكثافة سكانية، وهي قريبة من مواقع استيطانية أو من إسرائيل، وهي اعتبارات تفسر لماذا جنين وطولكرم وغيرها.
واعتبر المصري أن هناك ضوء اخضري أمريكي لإسرائيلي لتنفيذ الضم ولكن ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية هي ما يمكن المراهنة عليها، وإذا كانت إجراءات تتناسب مع حجم الخطر فيمكن وقتها إيقاف خطة الضم.