خاص | الاستيطان الرعوي.. سلاح إحلالي خطير يهدد الأراضي الفلسطينية
في عام 2023 الماضي، ابتكر الاحتلال شكل جديد من الاستيطان يطلق عليه "الاستيطان الرعوي" للاستيلاء السريع على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية بالضفة والسيطرة عليها وعلى كل ما تحويه من موارد طبيعية ومائية.
جورج كرزم الباحث في الحقل البيئي والتنموي ورئيس تحرير مجلة آفاق البيئة والتنمية، قال إنه بالسنوات الأخيرة شملت الهجمات الاستيطانية عمليات هدم وتدمير وحرق ممتلكات ومنازل وسيارات وغيرها، إذ استغل الاحتلال الحرب والمذابح بغزة.
وأضاف كرزم في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الهجمات شملت مصادرات الاراضي الفلسطينية وهدم المنازل والمنشآت، حتى في بعض القرى المستوطنين ألقوا منشورات تدعو الفلسطينيين للرحيل والهجرة إلى الأردن قبل فوات الاوان.
وأكد أن "الاستيطان الرعوي" تعاظم خلال آخر 10 سنوات تقريبا، وتكثف أكثر منذ أكتوبر 2023، إذ ابتكر الاحتلال هذا الشكل من الاستيطان حتى يسرّع عملية الاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة من الأراضي الفلسطينية والسيطرة عليها.
وأوضح كرزم أن الحديث يدور عن مئات الآف من الدونمات تمت السيطرة عليها وعلى كل ما تحويه من موارد طبيعية ومائية، لافتا إلى أن مجمل المساحات التي سيطر عليها الاحتلال هي أراضي فلسطينية خاصة.
ولفت إلى أن هجمات المستوطنين تنفذها اساسا تنظيمات وميليشيات منظمة ومسلحة نشأت بدعم حكومي اسرائيلي خلال عشرات السنين الماضية، ولها هياكل تنظيمية ومرجعيات سياسية ودينية وحزبية وتشمل عدد كبير من المتطرفين.
واعتبر كرزم أن المفارقة المأساوية المثيرة أن الواقع الاقتصادي والزراعي الاستعماري الحالي في الضفة والقطاع هو فعلا تكرار ومشابه إلى حد كبير للواقع الذي كان سائدا في فلسطين التاريخية قبل النكبة عام 1948.