خاص| أوضاع الجرحى والمصابين من غزة إلى مصر وما دور سفارة فلسطين؟
خاص - راية
تحدث سفير فلسطين في القاهرة دياب اللوح، عن أوضاع الجرحى والمصابين من غزة إلى مصر، ودور السفارة الفلسطينية في متابعة احتياجاتهم، بالإضافة إلى ملفات أخرى تهم الفلسطينيين.
واستهل السفير اللوح حديثه لـ"رايــة" حول مشاركة فلسطين في المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى، الذي يحمل عنوان (نزاهة الصحة في المنطقة العربية)، ويعقد برعاية وحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن المؤتمر يجري بمشاركة أطراف عربية وغير عربية، إلى جانب فلسطين ممثلة بوزير الصحة د. ماجد أبو رمضان الذي سيلقي كلمة، نظرا للظروف التي تمر بها بلادنا.
ووفق السفير اللوح، تخصيص كلمة لفلسطين في هذا المؤتمر، لفتة كريمة من وزارة الصحة والجهات المصرية المسؤولة التي لم تتوان في تقديم الرعاية الصحية لأبناء شعبنا في قطاع غزة خصوصا الجرحى والمرضى الذين وصلوا خلال حرب الإبادة المستمرة.
ويبحث المؤتمر، المخاطر والحلول وأدوار الأطراف المعنية للتخفيف من حدة المعاناة وتوفير بيئة صحية مناسبة وملائمة للشعوب في المنطقة.
وقال السفير اللوح: "نحن في أحوج ما نكون لمثل هذه النزاهة الصحية خاصة أننا شعب منكوب في منطقة منكوبة، وتعرضنا لحرب إبادة والمنظومة الصحية الفلسطينية في غزة تم تدميرها بشكل كامل، وأيضا تتعرض للتدمير والأضرار في الضفة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل".
جرحى ومرضى غزة
وذكر السفير اللوح أنه منذ تاريخ 7 أكتوبر 2023 حتى 6 مايو 2024 وصل من قطاع غزة إلى مصر 103 آلاف مواطن فلسطيني، بالإضافة إلى عدد كان ينتظر العودة للقطاع قبل الحرب، و13 ألف طالب جامعي يدرسون في المعاهد والجامعات المصرية.
وقال: "تقريبا نتحدث عن حوالي 100 ألف مواطن من غزة، يتواجدون في مصر، بينهم 10 آلاف جريح ومريض، منهم 1000 مريض سرطان من بين 11 ألف مريض سرطان بالقطاع".
وأوضح أن جميع المرضى والجرحى أدخلوا إلى المستشفيات الحكومية المصرية برعاية وزارة الصحة في مصر ومتابعة من سفارة فلسطين بالقاهرة.
وأشار إلى أن غالبية هؤلاء أخرجوا من المستشفيات المصرية بعد انتهاء علاجهم، مستطردا: "بسبب عدم مقدرتهم على توفير سكن خاص لهم، السفارة بالتعاون مع الدولة المصرية في شمال سيناء والقاهرة ومحافظات أخرى، تم توفير سكن لهم".
وبين أنه مثلا في محافظة شمال سيناء، تم توفير سكن لهم في عمارات السبيل، ويوجد فيها حاليا 400 مواطن فلسطيني، بالإضافة إلى مناطق أخرى في الشيخ زويد والعريش وبير العبد.
وأفاد السفير اللوح بان وزارة التضامن الاجتماعي المصرية فتحت كل مراكزها في المحافظات، واستوعبت ألف جريح ومرافق ومريض فلسطيني.
وبحسب السفير الفلسطيني، لا يزال في المستشفيات المصرية حوالي 1600 جريح ومريض وحوالي 2500 مرافق، أنهوا علاجهم بشكل كبير لكن بفعل عدم وجود مكان لهم، قررت وزارة الصحة في مصر إبقاءهم داخل المستشفيات لحين توفير سكن مناسب لهم خارجها.
شكوى مواطن
وردّ السفير اللوح، على شكوى مواطن يعيش في غزة بشأن زوجته وأطفاله المصابين في مصر، مشددا على تقديره لحرية الرأي والتعبير وأنه من حق أي مواطن أن يبدي رأيه تجاه أية مسألة.
وحول ذلك، قال إن مقدم الشكوى هو المواطن سامر محمود علي النجار، موجود في غزة وزوجته وأبناءه في مساكن السبيل، حيث تعيش كل أسرة في شقة مستقلة وتحظى برعاية من المحافظة والهلال الأحمر المصري.
وذكر السفير الفلسطيني أنه تحدث مع المواطن مقدم الشكوى عدة مرات، حيث يطلب نوع من أنواع الحليب، لكنه أبلغه أنه غير متوفر في المستودعات الصحية والطبية كافة الموجودة في مصر، إلا أن هناك نوع آخر بديل، فرفضه لأنه "قد يشكل خطرا على صحة بناته". كما قال للسفير الذي أبدى استعداده لدفع ثمن الحليب حال توفر أو تم جلبه من الخارج.
وبشأن مساكن السبيل، قال: "نحن كسفارة بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات الخيرية قمنا بتوفير الفرش المناسب لهذه العمارات، وتقديم مساعدات مالية أكثر من مرة، فيما يقدم الهلال الأحمر المصري ثلاث وجبات بشكل منتظم لمن يعيش في هذه العمارات".
ووفق السفير اللوح، المحافظة بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، وزعت مبلغ 7 آلاف جنيه على كل مواطن في هذه العمارات، بالإضافة إلى ما وزعته المؤسسات والجمعيات الخيرية بمعرفة وتحت إشراف السفارة الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذا النظام متبع في كل المستشفيات، حيث تم أكثر من مرة زيارة الجرحى والمرضى من مؤسسات وجمعيات خيرية وتقديم مساعدات مالية، آخرها برنامج تقدمت به مؤسسة خيرية بإشراف من السفارة وقامت بتوزيع مبلغ 200 دولار لكل جريح ومرضى.
وشدد أنه "يقف على رأس أولويات عمل السفارة، متابعة شؤون وأوضاع المرضى ومرافقيهم داخل المستشفيات"، موجها الشكر للدولة المصرية، خاصة وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي والهلال الأحمر وبنك الغذاء وكل الجهات المصرية التي ساهمت في إغاثة وتقديم المساعدة لشعبنا.
رسوم جوازات السفر
كما عقب على شكوى ذات المواطن بشأن "عدم شمول أسرته بقرار الرئيس بالإعفاء من رسوم جوازات السفر"، موضحا أن هذه العائلة لا يمكنها استرداد الرسوم كما 30 ألف مواطن آخرين، دفعوا قبل صدور هذا القرار.
ووفق السفير اللوح، خرج من غزة أكثر من 100 ألف مواطن، نصفهم فقدوا جوازات سفرهم وخرجوا من غزة عبر معبر رفح بوثائق سفر مؤقتة أصدرتها السفارة بموافقة وطلب الدولة المصرية، عليها ختم السفارة ومعبر رفح، كي يدخل المواطن الفلسطيني بشكل شرعي وقانوني.
وحتى الخميس الماضي، قامت السفارة باستبدال هذه الوثائق وإصدار 30 ألف جواز سفر من بين 50 ألف وثيقة، وذلك عبر وزارة الداخلية الفلسطينية في رام الله.
أما الجرحى والمرضى الذين دخلوا المستشفيات المصرية، معهم بطاقة بيضاء عليها ختم الدخول وكل أوراقهم الثبوتية موجودة مع إدارات المستشفيات، حيث طلبت الدولة المصرية من السفارة عمل جوازات سفر للجرحى والمرضى داخل المستشفيات، فشلكت السفارة فرقا تجوب المشافي لاستلام طلبات الجوازات وأخذ البيانات الموجودة لدى إدارات المستشفيات. بحسب السفير اللوح.
وأوضح أنه تقديرا من السفارة للوضع الصعب الذي يعيشه الجرحى والمرضى ومرافقيهم داخل المستشفيات، كتبت للرئيس عباس في الرابع عشر من أغسطس، خلال زيارته الرسمية إلى تركيا، وبعد عودته صادق على الكتاب وأصدر تعليماته لوزارة الداخلية الفلسطينية لإعفاء الجرحى والمرضى ومرافقيهم داخل المستشفيات من رسوم جوازات السفر.
وفي ما يتعلق بعائلة المواطن "النجار"، فهي أنهت علاجها والقرار الصادر لا يشملهم، حيث بين السفير اللوح أنهم تقدموا بطلب 6 جوازات سفر بتاريخ 8 أغسطس وقاموا بدفع الرسوم، فيما وصلت جوازات السفر يوم الخميس الماضي وتم نشرها على صفحة الوزارة الرسمية.
وأكد أنه لا يمكن استرداد رسوم جوازات السفر لأنه يتم توريدها إلى وزارة الداخلية الفلسطينية، إذ لا يمكن أن يصدر أية جواز حال لم ترسل الرسوم.
وقال إن عائلة المواطن "النجار" من بين 30 ألف مواطن، لا يمكن أن نعيد رسوم جوازات السفر إلا بقرار من وزارة الداخلية، مضيفا: "أنا كسفير لا أملك السلطة ولا القرار باسترداد الرسوم لأي مواطن فلسطيني".
وتبلغ رسوم جواز السفر بالنظام والقانون 65 دولارا، تتقاضاها السفارة وفق النظام القديم بـ1950 جنيها، وتحولها إلى وزارة الداخلية الفلسطينية، وهي تساوي الآن 40 دولارًا فقط، ما يعني أنه يتم إعفاء كل مواطن بقيمة 25 دولارا عن رسوم كل جواز سفر. وفق السفير الفلسطيني بالقاهرة.
جهود السفارة مستمرة
وأفاد السفير اللوح، باستمرار جهود السفارة الفلسطينية في القاهرة للتخفيف عن أبناء شعبنا الفلسطينية بالتعاون مع كل الجهات الشقيقة والصديقة.
وأشار إلى وجود قرار من الرئيس عباس لا يزال ساري المفعول، بناء على التماس سابق من السفارة بإعفاء كل أبناء شعبنا في مصر بنسبة 50% من إجمالي الرسوم القنصلية، موضحا أنه ينطبق أيضا على أبناء شعبنا في سوريا ولبنان.
وذكر أن هناك حوالي 4 - 5 آلاف مواطن داخل المستشفيات حاليا، وتم جمع 2000 طلب وتم إرسالها للداخلية برام الله، وحتى الآن لم تصدر جوازات السفر بسبب كثافة الطلبات.
وكشف أن وزارة الداخلية وفرت وحدات بيومتري لدى السفارة، الامر الذي يسرع عملية إصدار جواز السفر، بالإضافة إلى توفر وحدتين وثالثة في القنصلية العامة لدولة فلسطين بالإسكندرية، ويجري العمل على وحدة أخرى من أجل إرسال المعاملة عبر النظام البيومتري بالانترنت مباشرة، بالتالي يصدر جواز السفر في رام الله ويرسل للسفارة ويتم تسليمه للمواطن فورا.
وزارة الداخلية مشكورة وفرت وحدات بيومتري بالسفارة ما يسرع اصدار الجواز. لدينا وحدتين ووحدة في القنصلية العامة لدولة فل في الاسكندرية وجاري العمل على وحدة احرى من اجل ارسال المعامةل عبر النظام البيومتري بالانترنت مباشرة بسرعة ويصدر الجواز في رام الله ويرسل لنا ونسلمهللمواطكن بشكل فوري
وشدد على أن السفارة تراعي ما يمر به أبناء شعبنا، وتتصرف مع أي مواطن غير مقتدر يصل إلى مصر.
وفي ختام حديثه لراية، قال السفير دياب اللوح: "أي مواطن فلسطيني يعتقد أو يشعر أنه لحق به أي ظلم أو إجحاف أو تقصبر من السفارة في القاهرة بالإمكان رفع هذه الشكوى للخارجية في رام الله وهي ترفعها لهيئة مكافحة السفاد أو النيابة العامة وتحقق فيها، ولا أحد فوق القانون من السفير حتى أية موظف، ونحن ملتزمون بتعليمات القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بكل الأمور، فالمسألة ليست خدمات فقط إنما لدينا مهام سياسية ودبلوماسية وعمل وحراك نقوم به لخدمة شعبما وقضيتنا في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها".