الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 11:26 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"خذلتنا الوكالة وخذلناها"

مشعشع لراية: الأونروا خذلت وتخلت عن اللاجئين وعامليها ودورها بغزة

خاص - راية

أكد الخبير في شؤون الأونروا سامي مشعشع، أن وكالة الغوث "الأونروا" خذلت وتخلت عن اللاجئين وعن عامليها الفلسطينيين وعن مراكزها ومقراتها ودروها في قطاع غزة.

وتحدث مشعشع لـ"رايــة" حول ذلك، وذلك عقب مقال كتبه بعنوان (عام مضى: تقييم عام حول أداء وكالة الغوث الدولية/الأونروا في غزة. ما لها وما عليها؟).

فيما يلي نص مقال الخبير سامي مشعشع:

لجم كثير منا ألسنتهم عن تقييم موضوعي لأداء الأونروا في غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي كي لا تحيد الأنظار عن هول مذبحة الكيان على القطاع وأهله. هذا الامتناع، الان وقد اقتربت المذبحة على عامها الأول، لم يساعد بصراحة وحرمنا وحرم الوكالة إظهار نقاط الضعف والتراجع في الموقف والأداء في ذات اللحظة بهدف تصويبه ان أمكن وتعزيز الجوانب الإيجابية كذلك من عملها خلال هذا العام العصيب. وبخجل كبير أقول ان هذا التجنب لم يفيد فشلال الدم طال الأطفال والكبار والدمار المهول لم يتوقف ويوجعنا صبحا ومساء.

ضعف المتابعة الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية والشعبية لأداء الأونروا كان فاضحا ومثيرا للإحباط إذ جاء دعمنا لها دعما معنوياً باحسن الأحوال وجاء خجلا ومترددا في أدائه الديبلوماسي والسياسي دفاعا عن الأونروا أمام أشرس هجمة علىها منذ نشأتها قبل ٧٥ عاما. مقتط تقييمية عامة.

١-الوكالة خذلت وتخلت عن اللاجئين وعن عامليها الفلسطينيين وعن مراكزها ومقراتها ودروها المفوضة به وتخلت عن التزامها الأخلاقي إذ انسحبت مبكرا وبدون تخطيط وبشكل متسرع معيب من شمال غزة في بدايات المجزرة على غزة  وبدون مقاومة لضغوط الكيان بالإخلاء وبدون اعتراض صارم وبدون تحضيرات وإخطارات وتعزيزات للاجئين الذين التجئوا لمقرات النزوح داخل منشات الأونروا وبدون أي آليات حماية للموظفين الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة بعد انسحاب العاملين الأجانب و "كبار" الموظفين الفلسطينيين إلى جنوب غزة أو إلى القاهرة! لقد تم استباحة أعداد كبيرة من النازحين وموظفي الأونروا في شمالي غزة في ذروة الهجوم البربري عليها — تركوا لوحدهم ولم ينفعهم لا العلم الأزرق ولا قلق أمين الأمم المتحدة ولا ادانة المفوض العام! لا تغفروا لنا يا أهلّ غزة فلم نقف نحن، اهلكم خارج غزة، رقباء على أداء الاونروا في هذه الجزئيّة الخطيرة. لا جهاتنا الرسمية ولا الشعبية ولا المدنية ولا مؤسسات حقوق الإنسان خاصتنا ولا اتحاد العاملين العرب في الاونروا قاموا بأدوارهم. لم نحاسب، لم نتابع، لم نحقق ولا ما يحزنون.

٢-مزاعم الكيان الكاذبة والتي ثبت عدم صدقيتها بحق ١٩ موظف فلسطيني في غزة اتهموا زورا بأنهم ساندوا قوى المقاومة اضرت كثيرا بالوكالة ماليا وسياسيا بالرغم من تبرئة العاملين وقد أوضحنا تفاصيل هذه النقطة في مقالات ومقابلات إعلامية بالسابق فلا حاجة للإسهاب. قرار المفوض العام في حينه بطرد عدد من المتهمين زوراً وإيقاف اخرين عن العمل وقبل أي تحقيق بالادعاءات المفبركة بحقهم شكل سقطة كبيرة للمفوض وخرقا فاضحا لأنظمة الأمم المتحدة وقوانينها ومصداقيتها. تبريره انه قام بهذه الخطوة غير القانونية حفاظا على استمرارية عمل الاونروا مردود عليه وتسرعه وسقطته فتحت شهية الكيان لمهاجمة الأونروا بشراسة أكبر وجرم زملاءه وأضفي شرعية على اتهامات الكيان بحقهم ولم يمنع هذا عديد الدول في حينه من تجميد وتعليق مساعداتها المالية للمؤسسة.

٣-موقف الوكالة الضعيف هذا قابله موقفا أضعف من الأمين العام للأمم المتحدة والذي هرول لفتح تحقيق داخلي بذات التهم الباطلة، والانكي تشكيل لجنة مستقلة من خارج المؤسسة الدولية برئاسة وزيرة خارجية فرنسا السابقة للنظر بذات الاتهامات والبناء عليها والخروج بثمانية عشر توصية برسم التفيذ مضعفة ومكبلة للوكالة. قرار تحمس له المفوض وأيده. قرار سمح للدول المتنفذة التدخل الواضح في عمل الأونروا. ظاهر عمل هذه اللجنة "المستقلة" كان النظر بالاتهامات ضد العاملين وتفرعنت اللجنة وراجعت آليات عمل الأونروا وانظمتها وحياديتها وكيف تتمكن من تكميم افواه عامليها العرب وكيف تحجم وتضعف دور نقابة العاملين العرب بالأونروا وكيف تشرك مؤسسات دولية أخرى في عمل الأونروا خارقة لتفويض الأونروا بقرار إنشائها. لقد نجحت هذه اللجنة في كل ذلك. لم نقف نحن الفلسطينيين أمام عمل هذه اللجنة ولم نفقه مخاطر مهامها لا بل وان البعض بارك عمل اللجنة! وكل ذلك فصلناه في مقالات ومقالات صحفية بالسابق فلا داعي أيضا للإسهاب.

٤-حتى اللحظة ٢٢٠ موظف فلسطيني عملوا مع الاونرواوعوايلهم استشهدوا في غزة وكثيروهم مسحت سجلاتهم من السجل المدني بالكامل. أكثر من ١٩٠ منشأة أونروا أوت النازحين هدمت واستشهد أعداد كبيرة من المدنيين داخلها وكثير منها حولت لمراكز عسكرية ومقار تحقيق وتعذيب. بح صوتنا وقرعنا مليون خزان مطالبين الأونروا اولاً والأمم المتحدة ثانيا ومنظمة التحرير ثالثًا ومؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية رابعا واتحاد العاملين العرب في الأونروا خامسا بتشكيل لجان تحقيق محلية ودولية لتحميل سلطة الكيان المسؤلية ومحاسبتهم وتعويض الأونروا والعاملين ليس من اجل المال، بل كجزء من الجهد القانوني والسياسي والديبلوملسي والأخلاقي والإعلامي لفضح الاحتلال وكبائره المرتكبة في غزة. كفلسطيني عملت لعقود ثلاث مع الأونروا وضمن الصف الأول لم اشعر بخذلان كخذلان الاونروا وقيادتها للأهل في شمال غزة ولموظفيها الذين اتهموا زورا وطردوا والأعزاء الذين استشهدوا وللدمار الذي أصاب منشات الأونروا ومراكز الايواء بسبق الإصرار والترصد.

٥-بجملة مكثفة: ركن أساسي من تفويض الأونروا هو توفير الحماية للاجئين. المختصر المفيد ان الأونروا والمؤسسة الام فشلت فشلا ذريعا في هذا المقام.

٦-وكذلك بتكثيف شديد فان الجهد والعمل الإعلامي للأونروا خلال السنة الماضية كان دون المستوى واتخذ موقف دفاعي ضد الهجوم على الأونروا من الكيان وخط دفاعي تبريري ضد ملاحظاتنا على أداء المؤسسة في غزة. العمل الإعلامي وقع في فخ الروتينية مجمعا لأرقام واحصائيات وتفسير المفسر دون تأطير للمحتوى استنادا للمعلومات والمعطيات والإثباتات بيد الأونروا. لم يكن هناك خطة عمل استراتيجية ومتكاملة. شخصيا من الصعب على الوصول لهذه القناعة وأنا عملت لسنوات طوال كناطق رسمي للأونروا ومديرا عاما للتواصل ومشرفا على مكاتبها الإعلامية.

٧-رغم المآخذ على أداء المفوض من الناحية العملياتية (وهنا نلحظ تعاقب أربعة مدراء عاميين على عمل الوكالة خلال عام واحد مما خلق بلبلة في إدارة القيادة العليا لإقليم غزة) إلا ان المفوض العام والذي اعلن عنه الكيان شخصية غير مرغوب بها ومنع من دخول فلسطين المحتلة ورزخ تحت رهيبة (حتى ان بلده سويسرا لم تسانده وامتنعت عن إرجاع كامل دعمها المالي للاونروا) إلا انه ممثلا عن الأمين العام كمفوض عام جاءت خطاباته ومواقفه العلنية وتصريحاته الصحفية جيدة وجهوده في تامين، او محاولة تامين، موارد مالية لاستمرار عمل الوكالة بعد انسحاب وتراجع دعم بعض الدول تحسب له.

٨- وجب الإشارة سريعا هنا إلى الفشل الكامل والمحزن لأداء وعمل اتحاد العاملين العرب في الأونروا والذي يمثل ٣٠ ألف موظف وموظفة. فشل الاتحاد فشلا مدويا في الدفاع عن عامليه وعن تمثيله الجريء لهم. لقد كمم الاتحاد فمه وخذل أعضائه ولم يسعى جاهدا في الدفاع عن الزملاء المتهمين زورا ولم يسعى لتشكيل لجان تحقيق نصرة لأعضائه الشهداء. لا بل ان قيادة الاتحاد في الأقاليم الخمسة ومقرات الرئاسة انشغلوا بخلافاتهم الداخلية البائسة حول الموقع والمكاسب والتي استغلتها إدارة الاونروا لطرد ريس اتحاد العاملين في الضفة الغربية وعدد من زملاءه في قيادة الاتحاد وحرمانهم من اعطائهم مدخراتهم عقابا لهم على إضراب مشروع وقانوني قبل سنتين انتهى باتفاقية مع الإدارة والتي أدارت لها ظهرها وطردتهم دون أي حراك من اتحاد العاملين. نعم لهذا المستوى من البوس وصل عمل  الاتحاد، اتحاداً لعب أدوار نقابية ووطنية مميزة عبر عقود والتي تلاشت في يومنا هذا.

هناك مفاصل أخرى للنقاش ولكن مهم التاكيد بعد سنة من المذبحة ان الهجمة على الأونروا تبقى هجمة شرسة ومنظمة ومتدحرجة وان جهود طردها من القدس، ومنعها من العمل في غزة، وتحجيمها في الضفة ومحاولات توطين اللاجئين في الاردن وسوريا ولبنان عبر تغيير دور الأونروا في هذه الأقاليم مستمر ومتواصل. لقد حاولت الأونروا الدفاع عن دورها وتفويضها ونجحت قليلا ولم تنجح كثيرا، ولكن الركن الأساسي هنا أننا، نحن أصحاب الحق والبلد، وبالرغم من كل مآخذنا على الوكالة، لم نلتف حولها ولم ندافع عنها لما تمثله لنا ودفاعا بالأساس عن حق عودتنا.

خذلتنا الوكالة وخذلناها.

Loading...