استيراد السُّم... شركات أوروبية تصدّر للدول العربية مبيدات محظورة
خاص - راية
كشف تحقيق استقصائي، بعنوان (استيراد السُّم) أن شركات أوروبية تصدّر للدول العربية مبيدات محظورة في أراضيها.
وتحدث الصحفي فراس الطويل لـ"رايــة" حول هذا التحقيق الذي أعده مع زميله محمود السبكي.
وبحسبه، رغم ما كشفه تحقيق لأريج عام 2020، عن فوضى سوق المبيدات في الضفة، وما تبعه من تقرير رقابي رسمي العام التالي، إلا أن الواقع لم يتغير؛ من انعدام الرقابة، وغياب التوعية. وفي ظل هذا الواقع، ما زالت السلطة الفلسطينية تسمح باستيراد مبيدات محظورة أو مقيدة الاستخدام في الاتحاد الأوروبي.
وثق التحقيق استيراد الضفة 13 نوعاً من المبيدات المحظورة والمقيدة بشدة في الاتحاد الأوروبي، في الفترة بين 2018 و2023، وفق بيانات الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA)، بداعٍ أن "ما هو ممنوع في أوروبا لا يعني حظره محلياً، وما دفع لحظره هناك ليس بالضرورة ينطبق علينا"، وفق وصف الجهات الرسمية في الضفة.
المبيدات المحظورة رسمياً داخل أسواق الاتحاد الأوروبي، منذ بداية القرن الحالي، متاحة بسهولة لصغار وكبار المزارعين -الذين يجهلون آثارها- في أسواق عدة دول بالجنوب العالمي، ومنها فلسطين، من دون إجراءات احترازية من الدول المصدرة أو المستوردة؛ ما يضع علامات استفهام حول أسباب استمرار تصديرها من قبل شركات المبيدات الأوروبية، رغم خطورتها على صحة الإنسان لتسببها في بعض الأمراض الخطيرة.
من بين تلك المبيدات المحظورة في أوروبا وتُروج في الضفة، مبيد "مانكوزيب"، الذي تم منعه محلياً عام 2012، لكنّ اللجنة العلمية الفلسطينية أعادت السماح باستخدامه عام 2017. وتبيعه شركتا "باسيف وسنجنتا" تحت أسماء مختلفة، مثل: "أكروبات"، و"ريدوميل جولد ام زد".
وتُسبب هذه المادة خللاً في الغدد الصماء للبشر، لأنها تغير التوازن الهرموني، وفقاً لتقرير الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، الذي أدى إلى حظرها عام 2020 في أوروبا. وعلى الرغم من الأدلة العلمية المُحذرة من الأضرار التي يسببها "مانكوزيب" في الوظيفة الإنجابية للرجال والنساء، فإنه يباع في أسواق الضفة الغربية كمبيد فطريات ضد آفات محاصيل البطاطا والطماطم.
مرفق حديث الصحفي فراس الطويل لراية: اضغط هنا