الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 11:26 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إغتيال القائد القسامي مازن فقها

أسرار معركة سرية خطيرة .. وما خفي أعظم

 أسرار معركة سرية خطيرة .. وما خفي أعظم

غزة-راية:

 – عامر ابو شباب

مازالت قضية اغتيال القائد القسامي، مازن الفقها، تتفاعل بقوة في الشارع الغزي على الرغم من اردحام المشهد في القطاع بالكثير من التفاصيل التي تمس حياة المواطنين اليومية، بدءاً بالحصار المستمر منذ أكثر من اثني عشر عاماً، مروراً بالوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي بات يفرض ظلاله بقسوة على البشر والحجر، وانتهاءاً بالانقسام وإجراءات الرئيس عباس "المؤلمة" ليتوجها الرئيس ترمب بإدراج حماس على قائمة الإرهاب، حتى مع الوثيقة السياسية الجديدة بكل ما حملت من تغيير في فكر حماس واعتدال في نهجها. 

إقرأ أيضاً: قاتل فقها: لم أعترف بتهمة القتل أمام المحكمة

فقد أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن قلقه من عدم اعطاء المتهمين باغتيال الفقها حقهم في الدفاع أو المحاكمة العادلة، واستغرب من الاستعجال غير المبرر في اصدار الحكم من قبل "محكمة الميدان العسكرية"، خلال اسبوع واحد فقط من بدء المحاكمة، عقدت خلالها اربع جلسات فقط، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في العام 2007. 

يذكر أن "محكمة الميدان العسكرية" في غزة، أصدرت الأحد أحكاماً بالإعدام شنقا ورميا بالرصاص على ثلاثة مواطنين بتهمة التخابر مع سلطات الاحتلال والقتل والتدخل في قتل مازن فقهاء، أحد قادة حركة حماس.  

إقرأ أيضاً: القسامي السابق.. قتل فقها و6 من الأمن الوقائي

ورأى المركز أن الاستعانة بـ"محكمة الميدان العسكرية"، هي انتهاك للحق في محاكمة عادلة والحق في التقاضي أمام القاضي الطبيعي.  مؤكدا أن المتهمين لم يعطوا حق الدفاع بشكل حقيقي، مما يثير شكوك حقيقية حول صورية المحاكمة، وأكد المركز رفضه لسياسة المحاكمات السريعة مهما كانت الدوافع والمبررات، محذرا من سيطرة عقلية الانتقام التي تتصدر الرأي العام على الجهاز القضائي.

واستمرت تداعيات عملية اغتيال الشهيد مازن فقها القائد في كتاب القسام، وتواصل الجدل بعد اعترافات العميل أشرف أبو ليلة واثنين أخرين ضمن مجموعة عملاء يبلغ عددهم 45 اعتقلتهم الاجهزة الامنية بغزة خلال حملة أمنية كبيرة تلت عملية الاغتيال. 

ووصف الخبير الأمني العميد السابق موفق حميد أبو ليلة أنه عميل كامل الأوصاف ومطابق لاحتياجات أجهزة المخابرات الاسرائيلية بما يحمل من حقد وتطرف وقدرة على القتل، مشيرا الى أن كل شخص متشدد دينيا أو أخلاقيا أو وطنيا يجب ان يوضع في دائرة الشك، وكذلك الشخص الذي يتنقل للعمل بين الفصائل.

واعتبر العميد حميد في حديث مع "راية" أن العميل أبو ليلة انضم لكتائب القسام وسرايا القدس ولجان المقاومة قبل أن ينخرط في الجماعات السلفية وفي كل مرة يكتشف كل لواء مقاوم أنه مطرود من فصيله السابق، مذكرا أن أبو ليلة نفذ عمليات قتل لأكثر من 10 عناصر في الأجهزة الامنية التابعة للسلطة الوطنية خلال سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 بالقوة المسلحة، فضلا عن قتل المواطن المسيحي رامي عياد. 

وعلق حميد على الفيديو الذي عرضته وزارة الداخلية بغزة لاعترافات أبو ليلة، بالقول أنه نفذ عملية القتل بسهولة بعد تكليف من المخابرات الاسرائيلية، بسبب خبرته السابقة في أعمال القتل، لذلك كان الأجدر على حماس محاسبته عند قتله عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتكليف من المخابرات الاسرائيلية، موضحا أن التجربة الأمنية تؤكد أن العميل قام بكل عمليات القتل السابقة بأمر من ضباط المخابرات الاسرائيلية وليس دفاعا عن حماس، وهذه قضية تكررت مع عميل أخر أعلن عنه سابقا.

 فيديو- غزة: الإعلان عن تفاصيل اغتيال مازن فقها

ورأى حميد ان الاعترافات التي عرضت للمتهمين كانت مجتزئة للأعلام فقط، وأخفت ستة عملاء أخرين على درجة من الخطورة، ولم يعلن عنهم بسبب مواقعهم الحساسة، منوها الى أن ما خفي أعظم في اعترافات شبكة العملاء الذين بلغ عددهم 45 حسب بيان داخلية غزة، ومشيرا إلى أن ما عرض من معلومات كانت ناقصة وغامضة وتحتاج لترابط أكبر في عملية امنية معقدة وليست سهلة كما ظهر من الاعترافات بما جانب الحقيقية.

ورفض العميد السابق الاشاعات التي هولت من عدد العملاء الكبير في حي سكني واحد، لأن ذلك يخالف الحقيقة التي تؤكد ان عدد العملاء للاحتلال صغير جدا، مشيرا الى دور التكنولوجيا المهم من خلال التصوير والارسال المباشر لضباط الاحتلال. 

بدوره قال المختص في القضايا الأمنية محمد أبو هربيد، أن الأجهزة الامنية لجأت الى التجنيد الوهمي بعد الانسحاب من غزة وفي ظل حالة الرفض الشديدة للتعامل مع الاحتلال في المجتمع الفلسطيني.

يشار الى أن العميل أبو ليلة منفذ عملية الاغتيال بحق الشهيد فقها، اعترف أنه عمل لمدة عشر سنوات (2004-2014) مع شخص سلفي يدعى "أبو العبد" كلفه بتشكيل مجموعات سلفية جهادية وأرسل له الأموال، قبل أن يخبره أنه يعمل لصالح المخابرات الاسرائيلية.

واوضح أبو هربيد لـ "راية" أن دوائر التجنيد في أجهزة الامن الاسرائيلية رأت أن العمل معهم مرفوض فلسطينيا، لذلك لجأت للتجنيد الوهمي الذي يهدف لتسهيل الارتباط مع اسرائيل ويأتي عبر مسميات وهمية كشيخ سلفي أو متبرع أو رجل أعمال أو فتاة تعرف، ولا يكشف الضابط المشغل عن هويته الحقيقة إلا بعد توريط الضحية بالمعلومات أو المال او التهديد.

وشدد أن العميل أبو ليلة كان انسان غير سوي خاصة بعدما قبل بالتواصل مع صديق مجهول، خاصة وان اجهزة امن الاحتلال تختار أسماء جذابة تناسب الضحية للارتباط معه، فاذا كان جهاديا يدخل له من هذا الباب، بحيث ينسجم مع تفكيره ضمن ما يسمى في العلوم الأمنية "علم الهندسة الاجتماعية" من خلال اقناع الاخرين بأفكار مرغوبة لديهم.

حذر أبو هربيد المختص في القضايا الأمنية الشباب عدم التعامل مع أي شخص مجهول حتى لو كان التعامل معه سبب لسعادتك أو تحقيق طموحاتك حتى لا يتحولوا إلى أداة استغلال وتشغيل عبر التوريط اليومي وفق طريقة "سلخ الضفدع" وهي عملية تكييف الضحية مع ضابط التشغيل لتوريطه بالكامل واذا حاول فك الارتباط يجد نفسه غير قادر بسبب المعلومات التي قدمها أو الأفعال التي قام بها  وعرضة للابتزاز.

وذكر أبو هربيد مثال حيث تقمص ضابط مخابرات دور متبرع للمقاومة وقدم أموال للمقاومة لإقناع الضحية بانه انسان يدافع عن فلسطين وانشاء علاقة عبر الضحية مع العاملين في صفوف المقاومة والتغلغل بين أفرادها والتعرف على أنشطتهم واحتياجاتهم، كما تقمص ضباط المخابرات الاسرائيلية صفة أسرى للتعرف على معلومات إبان صفقة التبادل "وفاء الأحرار" بين حماس واسرائيل، وكذلك دور موظف في بلدية غزة للحصول عن معلومات بعض العمارات السكنية وسكانها ومداخلها ومخارجها. 

ونوه الى أن المخابرات الاسرائيلية استغلت العلاقة المتوترة بين حركة حماس والجماعات السلفية، والاستفادة من حالة العداء بينهما، مؤكدا أن الاحتلال يستغنى عن عملائه بسرعة لأن "العميل يستخدم مرة واحدة مثل عود الكبريت".

ووصف أن فترة ما بعد اغتيال الشهيد فقها شهد صراع أدمغة وحرب أمنية في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة مكان سكن فقها، حيث خطط ضباط الاحتلال على مدار ثمانية أشهر وهو وقت طويل من أجل تنفيذ عملية مدتها 12 ثانية فقط.

وارجع أبو هربيد مدة التحضير الطويلة الى رغبة أجهزة الامن الاسرائيلية في الوصول للهدف من خلال عملية امنية نظيفة وعدم ترك أي أثر، إلا أن الأجهزة الأمنية في غزة تمكنت بعد 47 يوم من فك شيفرة العملية واعتقال 45 متخابر مع الاحتلال في معادلة لصالح غزة، متوقعا أن تفكر المخابرات الاسرائيلية مرار قبل تنفيذ أي عملية جديدة.

Loading...