الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:43 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:20 PM
المغرب 4:45 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأشقاء الاربعة ولقاء بعد 20 عاماً

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

متقابلون كل واحد منهم على مقعده، وقد تغيرت ملامح الوجوه كليا، يتبادل الاشقاء الاربعة الابتسامات والضحكات، في جلسة تبدو عادية، داخل غرفة من الاسمنت. 

لكن تلك الجلسة لم تكن عادية أبدا، إنها أول لقاء يجمعهم منذ عشرين عاما. 

الاشقاء الاربعة أكرم وأيمن وعبد الرحمن وشادي الريخاوي، اعتقلتهم اسرائيل من غزة على فترات متفاوتة، حالت دون ان يلتقي أحدهم بالاخر، لا داخل السجون ولا خارجها. 

إنها قصة عائلة الريخاوي التي بدأت منذ اعتقال الشقيقين مروان وعدلي في انتفاضة الحجارة عام 1988 وقبيل الإفراج عنهما، تعرض والدهما لرصاصة إسرائيلية أدت لاستشهاده تاركا ورائه 13 من الأبناء.

بعد ذلك التاريخ بفترة اطلق سراح مروان، عاش حريته لعام واحد فقط ثم قتله جنود الاحتلال بمواجهة على ارض غزة.

كان فقدان العائلة للوالد واحد الابناء بمثابة شارة انطلاق رحلة الوجع. في مارس 1993 أقدم الاحتلال على اعتقال ابن العائلة أيمن وحكم عليه بالسجن 11 عاما، رفقة شقيقه عبد الرحمن الذي حكم بالسجن 8 أعوام.

قضى ايمن وعبد الرحمن فترات حكمهما وخرج الاول عام 2000 والثاني في 2003، ليأتي الدور بعدها على الشقيقين شادي وأكرم اللذين اعتقلا عام 2004، وحكم على شادي بالسجن الفعلي 13 عاما.

وخلال فترة اعتقال الشقيقين أكرم وشادي، استهدفت دبابة اسرائيلية شقيقهم الأصغر معتز مع مجموعة من المقاومين قرب حدود رفح، فاستشهد دون أن يتمكن الاشقاء من رؤية بعضهم البعض، وعلى بعد بضع سنوات من الحرية توفت أم الابناء المنكوبين خلال الحرب على غزة عام 2012.

تبدو دراما لمسلسل، لكنها حقيقة مرّة فرضتها اسرائيل على العائلة. 

قضى الاشقاء الاربعة 45 عاما من أعمارهم في السجون الاسرائيلية، وبتحرر شادي أخيرا في الرابع من نيسان 2017 إكتمل المشهد على فرحة قصيرة، وفجيعة فقد الام والاب والشقيق الاصغر.

"بتحرر شادي اكتمل المشهد، اليوم نحنُ سُعداء بهذا اللقاء الذي طال انتظاره، ولكن رحيل الوالدين ما يزال يوجعنا ويؤلمنا"، يقول المحرر أكرم. 

وكذلك الحال مع ايمن وعبد الرحمن، الفتيين اللذين اعتقلا بعمر 16، و17 عاما، اذ منعت اسرائيل زيارة والدتهما الى سجنهما طيلة اخر 4 سنوات قبل وفاتها. 

يقول أيمن: "في السجن تعمد الاحتلال ابعادنا عن بعضنا، واخفاء اي معلومة عن مصير كل فينا (..) عشنا فترة اعتقال بقلق واشتياق وحرمان، انها أصعب المواقف التي يمر بها الاسرى وخاصة الاشقاء داخل السجن".

واليوم تجمعهم غرفة واحدة وكأنهم يلتقوا لاول مرة في حياتهم، ملامح ايمن وعبد الرحمن تغيرت كثيرا، كانا فتية أما الان فهم على مشارف الاربعين من العمر.

ولأجل الزيارة التي حرمت الام منها طيلة اخر 4 سنوات في حياتها، يضرب في اليوم قرابة 1600 اسير فلسطيني للسماح بالزيارات بانتظام وزيادة عددها إضافة الى مطالب اخرى بظروف اسر انسانية متعلقة بالعلاج الطبي والمحاكمة والتصوير مع الأهل. 

وكان المحرر أكرم الريخاوي خاض اضرابا عن الطعام لمدة 104 أيام، تمكن من خلاله اتمام صفقة افراج بعد مضي 9 سنوات في السجون الاسرائيلية، حيث كان محكوما 12 عاما.

ودعا الريخاوي الاسرى المضربين الى الاستمرار في اضرابهم والاصرار في خطواتهم لتلبية مطالبهم العادلة والمشروعة.

وفي غمرة حيدث الاشقاء قال شادي الشقيق الأصغر: "لقاء اخوتي في منزل واحد، بعد 20 عاما، لا يساويه شيئا في الدنيا.. كم كُنت أتمنى هذه اللحظات".

 

Loading...