تحرك اسرائيلي للإنقضاض على إرث سبسطية
نابلس- رايــة:
سامر عودة-
تشهد بلدة سبسطية الاثرية تحركا اسرائيليا متزايدا لفرض وقائع جديدة على قطعة جبلية اثرية، قد تنتهي فيما بعد بالسيطرة التامة على هذه الاثار التي تعد معلما سياحيا فلسطينيا بارزا.
البلدة التي تقع غرب مدينة نابلس ظلت طيلة السنوات الماضية في مواجهة مع اقتحامات اسرائيلية متكررة، نتج عنها عمليات هدم لبيوت بعض السكان، وطال الهدم ايضا مطاعم مقامة للسياح في المنطقة.
وفي نبذة تعريفية بالبلدة، تقول كتب التاريخ والروايات الموثقة انها عاصرت العديد من الحضارات لما يزيد عن أكثر من 3 آلاف عام، واليوم تقف اسرائيل على تأهب للانقضاض على هذا الارث.
"إنه طمس لأي وجود فلسطيني" يقول معتصم العويوي الذي يعمل في بلدية سبسطية ويتابع امام ناظريه يوميا عملية استهداف اثارها.
وأضاف عليوي، "في الثلاث سنوات الأخيرة زادت اقتحامات جنود الاحتلال والمستوطنين، وفي الاونة الاخيرة اصبحت شبه يومية.
وتصنف اسرائيل المنطقة الاثرية في البلدة من ضمن المناطق المسماة "ج" وهي تلك التي تمنع فيها البناء على الفلسطينيين او أي استصلاح للأرض.
واليوم يتخوف أهل البلدة التي مر عليها حضارات الكنعانيين والرومان واليونان والبيزنطيين، من حرمانهم من أحد أهم ما يجعل قريتهم معلما معروفا على مستوى فلسطين ومقصدا للسائحين الاجانب من مناطق مختلفة حول العالم.
ويقول العويوي ان إسرائيل تدعي أن المناطق الأثرية في سبسطية هي إسرائيلية، بحجة وقوعها ضمن منطقة "ج" لكن "ابحاث للمناطق الأثرية في البلدة اثبتت ان لا وجود تاريخي يهودي فيها"، يضيف العويوي.
ويروي مواطنون من البلدة ان جنود الاحتلال يمنعون السكان من الخروج من منازلهم خلال عملية الاقتحام التي ترافق المستوطنين القادمين للمنطقة الاثرية.
الطبيب في البلدة نزار كايد "60 عاما" يقول إن الاقتحامات العديدة اضفت أجواء عسكرية على المنطقة الاثرية وارهبت السائحين وقللت من عددهم، الامر الذي دفع بتراجع المحلات التجارية في البلدة.
وفي مقابل الخطة الاسرائيلية التي يبدو انها تتضح أكثر مع مرور الوقت، يحاول الفلسطينيون التشبث بالبلدة الأثرية بأي وسيلة.
ويقول العويوي ان لديهم خطة لتقديم الدعم للمزارعين لتعزيز صمودهم وثباتهم في أرضهم، وإعمار البلدة وتطويرها وبالأخص المناطق الأثرية، وافتتاح متحف سبسطية الأثري الذي يعرف الناس بتاريخ البلدة، إضافة لعقد ندوات ثقافية لشباب البلدة والزائرين لتوعيتهم بحملة الاحتلال.
