الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:36 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:52 PM
العشاء 6:08 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الكلاسيكو في غزة.. فرصة نادرة !

 

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

يحل لقاء الكلاسيكو الاسباني بين الفرقين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة؛ ضيفا على شاشات العرض والتلفاز في قطاع غزة مرتين في كل عام "على الأقل"، ينتظره الغزيون بشغف وشوق كبيرين، تنسيهم أزماتهم غير المنتهية منذ 11 عاما، وتضفي عليهم مظاهر السعادة ولو مؤقتا.

كل مقهى من مقاهي قطاع غزة يبدأ الاستعداد مبكرا لاستقبال مئات المشجعين من كلا الفريقين.

ويدفع هذا اليوم المميز، حسان عليان صاحب مقهى "كنعان" بغزة، لاستقطاب المزيد من العاملين، اضافة لجلب المزيد من المقاعد ومضاعفة المشتريات الخاصة بطلبات الزبائن المشجعين، مؤكداً أن الاقبال على مشاهدة لقاءات "اللعبة شعبية" يزداد في كل عام.

يبدأ عليان الاستعداد قبل اللقاء بـ 6 ساعات على الأقل، ويحرص على تقديم أفضل خدمة للمشجعين الذين يتفاعلون مع أجواء المباراة التي يعرضها عبر شاشات كبيرة، مؤكدا أن المقهى يستقبل ما بين 300 – 500 مشجع في لقاء الكلاسيكو وحده، وهو أقصى قدرة لاستيعاب الزبائن لديه.

ولا يخفي حسان قيمة ليلة "كلاسيكو الأرض" مقارنة بباقي الليالي الكروية من حيث العائد المادي الذي يعتبر من أكثر أيام العام دخلاً مالياً، حيث يكون الاقبال شديداً قد يصل الى اغلاق المقهى خوفا من التكدس.

ويرى صاحب المقهى أن أجواء المباريات الكروية وخاصة "الكلاسيكو" تضفي قدراً كبيراً من السعادة على قلوب أهل القطاع المحاصر رغم الأزمات المتعاقبة، يقول: "ساعتين ينتظرها كبار السن والشبان والأطفال؛ من العام حتى الآخر، ليتمكن من اسعاد نفسه والتمتع ببعض الوقت، ويتجاهل الشعب الحصار والأزمات".

كما أن أزمة الكهرباء مرتبطة بعدد الجمهور والزبائن القادمين الى المقاهي، فقطع الكهرباء يزيد أعداد الوافدين الى المقاهي وبالتالي يزيد الدخل، والعكس صحيح.

عصام حمودة، أحد مشجعي فريق برشلونة منذ 20 عاما، يحرص على الحضور مبكرا رفقة أبنائه (محمد وبكر)، لمناصرة وتشجيع فريقه في مباراة العام "كلاسيكو الأرض"، فضلا عن حرصه على تغيير أجواء البؤس والحزن والكآبة بالخروج لأجواء تختلف تماما، علها تُضعه وأبنائه في سعادة ومتعة.
وكلاسيكو اليوم يعتبر مميزا للغاية لدى المشجعين ويختلف عن اللقاءات السابقة كونه سيحدد هوية البطل بشكل كبير لذلك يحمل لقب "كلاسيكو الحسم".

وعن الارتفاع الملحوظ في أعداد الغزيين المتابعين للملاحم الكروية مثل ملحمة "الكلاسيكو"، يقول: "ازداد أعداد الناس المتابعين لكرة القدم، وذلك نظرا لحالة الفراغ والملل وقلة العمل واغلاق المعابر وقلة الحركة"، معتبرا أن متابعة الغزيين لكرة القدم العالمية وخاصة الاسبانية هو "هروب من الواقع".

ويشير حمودة الى أن انخفاض تكلفة الجلسة الواحدة في المباراة، اضافة الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل؛ غالبا ما يكون دافع للقدوم الى المقهى والاستمتاع، حيث تبلغ تذكرة الشخص الواحد حوالي 3-5 شواكل فقط وتشمل مشروب ساخن على الأقل، فضلا عن خدمات الانترنت.

سامح ياغي (35 عاما) تعوّد منذ 4 سنوات على متابعة وتشجيع فريقه ريال مدريد رفقة أصدقائه من داخل المقهى، لما فيها من متعة وأجواء جميلة تختلف عن المشاهدة من داخل البيت، اضافة الى الهروب من الواقع السيء الذي يعيشه الشبان في غزة، دون الحاجة لمصاريف كبيرة.

ويرى الشاب ياغي ان أعداد المتابعين والمشجعين لفرق برشلونة وريال مدريد، شهد ارتفاعا لافتا بعد الحرب الأخيرة على غزة عام 2014، مرجعا السبب الى ازدياد الأوضاع المعيشية سوءً، ويعلّق قائلا: "قبل الحرب كانت الأمور أكثر راحة والعمل متوفر بشكل أكبر، وبالتالي لا داعي للناس لمتابعة كرة القدم والتعصب، الفراغ الموجود دفع الناس للبحث عن ملؤه".

الاعلامي الرياضي إيهاب أبو دياب، يقول إن مباراة الكلاسيكو تحظى بمتابعة جماهيرية جارفة في أوساط الغزيين سواءً المحبين لكرة القدم أو غيرهم من الهواة، ما جعل أعدادهم تفوق بكثير متابعي الدوري المحلي بغزة.

وأوضح أبو دياب أن جميع فئات المُجتمع من أطفالٍ وشبانٍ وشيوخ، تبدأ بالتزاحم قبل بداية اللقاء بساعات لحجزٍ مقعدٍ خلف شاشات العرض مباشرةً في أي من المقاهي المنتشرة بالقطاع، في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

وفي نهاية الكلاسيكو، تبدأ الهتافات "بارسا بارسا، أو مدريد مدريد"، هتافات صاخبة لابد وأن تسمعها اذا كنت تتجول في ليلة الكلاسيكو الاسباني، ولساعات تختفي كل الهموم والآلام في بيوت وشوارع قطاع غزة، حتى ربما تسمع صوت المفرقعات والألعاب النارية والتلويح بالأعلام؛ تعبيرا عن السعادة والفرح بفوز أحد الفريقين.

Loading...