حكاية حلم: أتمنى أن أصبح أباً!!
نابلس - راية:
سامر عودة-
كلما ابتسم الصباح معلناً بداية يوم جديد، يغض النظر عن نضال فلا يراه، هكذا هي الحال مذ بدأ الرجل الأربعيني يلاحق حلمه بأن يصبح أباً بعدما حرمته الطبيعة من ذلك..وعلى الرغم من كثرة البدايات في حياة نضال إلا أنه مازال بانتظار بداية من نوع مختلف "حلمي بسيط فلا اريد المال ولا العقار، لا اريد سوى طفل فلسطيني اكفله واهتم برعايته ويصبح ابنا لي".
نضال خليل(47 عاما)، من سكان مخيم العين في نابلس، يعمل في امن جامعة النجاح الوطنية، مصاب بعقم لا يمكنه من الإنجاب، منحه الله قلبا صافيا جميلا، ابتسامته تستقبل طلاب الجامعة في كل صباح وتحيته تودعهم في عصر كل يوم.
منذ فترة طويلة وهو يحاول احتضان طفل يمكنه من اطلاق بدايته التي يحب: سماع كلمة"بابا"، لكن...
يتحدث نضال عن تجربة مريرة وطويلة "في عام 1999 قدمت طلبي الاول لحضانة طفل اتخذه سند لي افرح به واشتري له الهدايا والالعاب، وقمت بتجديد الطلب في عام 2007 لعدم حصولي على الموافقة، ومرة أخرى واجهت ذاتي وتحديت نفسي وقدمت طلبا آخر عام 2015 لكن المساعي ليست بالتمني لغاية الان".
منذ عام 1999 ولغاية عام 2007 لم يحصل نضال على رد، لا ايجابا ولا سلبا، لطلبه المعلق، لكن الرد الصاعق وصل عام2015، رد أغلق باب الأمل في وجه نضال وزوجته وأمه "رفضوني لعدم امتلاك السكن الملائم ولا المستوى التعليمي الماسب"
ويتابع بحسرة "حرمني الله من نعمة الاطفال، احمده واشكره لعل في حكمه نفع وخير لي، لكن ما الذنب الذي اقترفته لكي يمنعوني من الحصول على طفل اتبناه وادرسه واشتري له افضل الملابس واجود الأطعمة وادخله احسن الجامعات وادخل به الجنة، طفل يدخل الفرحة والسرور لبيتنا ويرسم الابتسامة على وجه أمه و جدته المسنة".
يمتلك نضال منزلا جديدا مكون من ثلاث غرف وحمام ومطبخ، بيت يسكن به برفقة امه وزجته، ولديه على حد وصفه إمكانية إعالة أكثر من طفل، " تزوجت بعمر مبكر، فلولا إرادة الله لرزقت بعشر اطفال، ارعاهم وامنحهم حياة ملائمة لهم".
تغير لونه وبدأت كلماته بالارتجاف وعيناه غرقت بالدموع لا بل غابت انفاسه للحظات، فواقع الصدمة لا يزال يرافقه حتى الآن بسبب عدم معقولية أسباب الرفض والتلاعب بمشاعره بشكل متواصل، " تواصلت معي منذ أيام وزارة الشؤون، ومنحوني وعد إعادة النظر بطلي، لكن هذا الاتصال ليس مفاجئا بالنسبة لي، فقبل عامين حصلت ضجة على موضوعي وتواصلوا معي لإنهاء الموضوع لكن دون جدوى".
تعرضت زوجته خلال هذه الفترة لحالة نفسية صعبة، نقلت على اثرها اكثر من مرة للمشفى لخطورة حالتها، خاصة عندما وجد في عام2015 طفلا ملقى على حافة شوارع إحدى قرى نابلس، حين سارع نضال لتبني الطفل لكن لم يحصل على مراده هذه المرة ايضا، وطالب نضال الجهات المسؤولة بتلبية طلبه الطبيعي ومنحه حقه الشرعي،" ارجو منهم الالتفات لي والشعور بما أمر به من ظروف قاسية لغياب الطفل عني".
ومن ناحيتها أكدت مديرة التنمية الاجتماعية في نابلس، على لسان مديرها عزت ملوح، على خطوات احتضان الأطفال قائلا:" هناك لجنة خاصة مكونة من عدد من الوزارات يرأسها وزير التنمية الاجتماعية لدراسة طلبات الاحتضان المقدمة لدينا في كل عام، لانة يوجد لدينا كم هائل من الطلبات المقدمة سنويا مع وجود عدد قليل من الأطفال، وهي الجهة المخولة بمنح الطفل لأحد العائلات في حالة استكمال الشروط الخاصة بذلك".
ويؤكد ملوح على المتابعة الدورية الشهرية لأسرة الطفل المحتضن بعد استلامه، من قبل مرشدة مختصة، والتي تقدم تقرير شهري عن حالة الطفل والأسرة التي ضمته، وفي حال مخالفة أي شرط من شروط الاحتضان يتم إعادة الطفل فورا".
وأنهى ملوح يعتبر مستوى دخل الأسرة ووضعها الاقتصادي الجيد، ومستوى التعليم والمسكن الملائم من أهم الشروط التي تخول العائلة احتضان أي طفل، وعن طريقة الحصول على الاطفال،" نحصل على الأطفال من خلال حدوث حالة يتم أو التقاط طفل من أحد الأزقة والطرقات".