حكايا: صنف جديد من الألعاب.. للأذكياء فقط!

مجدولين  زكارنة - 

تحلّق عدد من الأطفال حول قسم ألعاب الذكاء التي يشرف عليها "يونس" وبدا الحماس على ملامحهم البريئة لتجربة الالعاب اما يونس فكانت سعة صدره منفذ الأطفال الوحيد لتجربة كل لعبة على حدة.

اما الأطفال فكانت استفساراتهم تنهال على يونس في محاولة منهم للتّباري على فهم اللعبة وحلها بشكل سريع في جو تنافسي جميل.

يونس " 35 عاما" عاد الى فلسطين ليبدأ مسيرة جديدة من العمل برفقة أخيه في استيراد وبيع ألعاب الذكاء الخاصة بالاشخاص من عمر 0 - 100 عام بعد ان استَلهمَ هذه الفكرة من أطفاله.

يقول يونس:" عندما ازور أطفالي في المدرسة في الولايات المتحدة حيثما كنت أسكن كنت اراهم يلعبون العاب الذكاء الذهني في الصف وصرت انجذب الى مشاركتهم ومن هنا اردت ان انقل تجربة تلك الالعاب الى الأطفال في فلسطين عندما عدت هنا خاصة في ظل سيطرة الألعاب الالكترونية على الجيل الجديد من الأطفال الذين حرموا انفسهم دون ان يشعروا من لذة الألعاب الجماعية والذهنية".

بدا يونس سعيدا وهو يعرض علينا تجربة احدى الالعاب التي تسمى "بينجو" الشبيهة باللعبة الشهيرة "اكس أو" وبعد 10 دقائق من التركيز والانتباه انتصر يونس وقال:" هذه اللعبة تعتمد على التركيز والمتابعة انتبهوا في المرة القادمة" .

يقول يونس كلما بعت قطعة ألعاب ازدادت سعادتي درجه فهذه الألعاب رأيتها  تدرس في المناهج الامريكية  وأردت  ان أسوّقها في فلسطين  لما لها فائدة كبيرة على عقول وشخصية الطفل منذ الاشهر الاولى لولادته وايضا لأطفال التوحد وفرط الحركة و قلة التركيز المنتشرين في فلسطين دون رعاية جادة، هذه الألعاب تساعد في ضبط النفس والتعود على الهدوء وتقوي من سرعة البديهة لدى الطفل وتزيد من تركيزه".

يقوم يونس بالبحث عن الألعاب الجديدة التي تتصدر الأسوق الاوروبية والامريكية ويدرسها ويقدر ما اذا كانت مناسبة للأطفال في فلسطين ويستوردها واحيانا يستلزم الأمر تعريبها لتتلائم مع طبيعة اللغة.

ويونس حاصل على بكالوريوس في الكيمياء الصناعية وبرفقة أخيه الحاصل على ماستر في الفيزياء  قررا أن يفتحا مركزا لبيع هذه الالعاب في فلسطين ولم يكن الامر في بدايته سهلا عليهم ولكنهم أصروا على اكمال الطريق وطرحوا على السوق الفلسطيني أصنافا عالمية من العاب الذكاء الذهني وبعد فترة اصبح تقبل المجتمع والأسر لهذه الالعاب يزداد شيئا فشيئا فامتد عمل الأخوان واصبح لديهم خمسة من الفروع في نابلس ورام الله والداخل المحتل وبيت لحم والخليل ويقول يونس :"أفضل سوق لهذه الالعاب هو الداخل ورام الله تليه نابلس".

يحاول يونس من خلال جلب هذه الالعاب الى فلسطين ابعاد الاطفال عن الاجهزة  الالكترونية وتحويل اهتماماتهم الى العاب الذكاء الذهني والمنطق التي تستهدف العقل وتنمي مدارك الصغار والكبار .

اكثر من 500 صنف من ألعاب الذكاء لدى يونس الذي يحاول عرضها خلال معرض اقامته بلدية البيرة في ساحة مركز ثقافي البيرة بمدينة رام الله.

"بازل" أحرف واشكال هندسة وصور فواكه وحيوانات وظلال اضافة الى الأرقام والعاب التفكير والتركيز والحساب وبأسماء  متعددة لدى يونس.

ويقول يونس  :"بمجرد ان جرّب الطفل اللعبة معي أشعر بانه استفاد وانجذب الى امتلاك واحدة منها وادعو الأمهات والآباء الى تشجيع اطفالهم على مثل هذه الالعاب ولا ريب ان جرب الطفل لعبة متقدمة فمع المحاولات المتكررة سيفهمها ويتمكن من حلها والاستمتاع بها بنفس الوقت".

يشعر يونس بالسعادة والرضا عندما يعود أحد زبائنه لشراء  لعبة أخرى ويعطيه انطباعا حسنا عن سابقتها.

اما عن الأسعار فهي مقبولة وتتراوح من 10 – 50 شيكل للقطعة الواحدة كما يقول يونس.

تتوافر على كل لعبة يبيعها يونس المرحلة العمرية الملائمة لاستخدامها مرفقة بدليل استرشادي لشرح كيفية بدء اللعبة للتسهيل على المستخدم.

من قلب مدينة رام الله التي تعج بالحداثة والبشر الذين لا تفارق اجهزتهم الإلكترونية أيديهم صغار و كبارا يحاول يونس خلق جيل جديد من الاطفال الأذكياء بعيدا على الأزرار الإلكترونية وتطبيقات الإنترنت التي اخفت معاني الطفولة واللعب المفيد .