في يوم الطفل الفلسطيني: أطفال شابت طفولتهم قبل أن يكبروا!
رام الله-راية:
أنس إسماعيل-
كبروا قبل أوانهم بأوان، وبقوة العنف والحرمان، شاخت طفولتهم..
عن أطفال فلسطين، وفي يومهم الخاص الذي يصادف اليوم، نتحدث، وتتحدث الأرقام والإحصائيات التي عكست واقعاً مظلماً وظالماً تربعت دولة الاحتلال بجيشها المدجج ومستوطنيها وسياساتها على قمة عرشه.
فمع بداية هذا العام، جاهرت إسرائيل دون مواربة، بسياستها الجديدة ضد الأطفال والقصّر والتي شملت اعتقال عشرات الأطفال في مختلف المحافظات بما فيها محافظة القدس المحتلة.
وخلال العام المنصرم تعرض العديد منهم لاعتداءات متكررة واستهداف مباشر، نتيجة القصف الإسرائيلي وإطلاق النيران عليهم، والاعتقالات المستمرة بحقهم.
وتقوم قوات الاحتلال سنويا باعتقال أكثر من 700 طفل في كافة محافظات الوطن، والتهم الموجهة لهم الاخلال بالنظام العام والقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين.
وتأتي هذه المناسبة في ظل تصعيد غير مسبوق بحق الأطفال، الذين يعانون يوميا من عذابات الاحتلال ، خاصة الأطفال المتوجهين إلى مدارسهم، على الحواجز العسكرية، المقامة على مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 200 طفل لا يزالوان يقبعون فب المعتقلات الإسرائيلية "بظروف مستحيلة لا تناسب إنسانيتهم ولا طفولتهم" في إشارة لحجم التعذيب والإهانة والخطر الذي يرافق عملية الاعتقال هذه إضافة إلى تعمد إدارة سجون الاحتلال لحبس هؤلاء الأطفال مع المعتقلين الأمنيين والمتحرشين.
وتعرض التقارير لحقائق مخيفة تفيد بأن 95% من الأطفال الأسرى تعرضوا للتعذيب والاعتداء خلال اعتقالهم، الذي يتم عادة في الفترة ما بين منتصف الليل والخامسة صباحا، على يد جنود مدججين بالسلاح، ويتم على الفور عصب أعينهم وربط أيديهم بالبلاستيك، بالإضافة إلى أخذ اعترفات منهم بالإكراه، وعدم وجود أي محام أو أفراد من العائلة أثناء الاستجواب.
وعلى الرغم بشاعة ما ينفذه الاحتلال ضد أطفال فلسطين، إلا أنه ليس المجرم الوحيد بحق طفولتهم المسلوبة، حيث يواجهون مشاكل الفقر المتفشي ، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، والحصار المستمر خاصة في قطاع غزة، مما يضطر الكثير من الأطفال إلى ترك مدارسهم والتوجه إلى سوق العمل.
وبحسب تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت نسبة الأطفال الفلسطينيين الملتحقين بسوق العمل % 4.1، وفي آخر تقرير لوزارة العمل، أشار إلى أنه يوجد 102 ألف طفل فلسطيني يعملون دون سن 18 عاما.
عمالة الأطفال في مستوطنات الأغوار
وبحسب الإحصائيات أيضاً، يشكل الأطفال ما نسبته 5.5% من مجموع العاملين في مستوطنات الأغوار الزراعية حيث يعملون من 7 إلى 8 ساعات يوميا، ويتقاضون أجرا يقرب من ثلث الحد الأدنى للعامل الإسرائيلي. معظم الأطفال العاملين يعملون بصورة غير رسمية، ولا يحصلون على أية فوائد وسط ظروف عمل غير آمنة عموما.
أطفال القدس
وفي القدس، 85% من الأطفال المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، وبحسب جمعية حقوق المواطن ، فإن عدد سكان مدينة القدس الشرقية يبلغ 371,844 مواطنا، يعيش 79% من هذا العدد تحت خط الفقر نتيجة السياسات والاجراءات الاحتلالية بحقهم.
وبالنسبة للتعليم في مدينة القدس الشرقية فما زال هناك نقص في الغرف التدريسية ، يقارب ألف غرفة دراسية في نظام التعليم الرسمي، وبحسب بيانات مديرية التربية والتعليم في القدس، فأن إجمالي الأطفال في القدس الشرقية ما بين السادسة والـثامنة عشرة، وصل عام 2012 إلى 88 ألفا و845 طفلا، من بينهم 86 ألفا و18 طفلاً التحقوا بمؤسسات تعليمية.
أما بالنسبة للتسرب من مدارس القدس، فإن نسبة التسرب من صفوف الثاني عشر الثانوية فقط بلغت 40%،كماتعاني مدينة القدس من نقص في مراكز الأمومة والطفولة ، إذ يوجد فقط 4 مراكز بالمقارنة بمدينة القدس الغربية التي يوجد بها 25 مركزا تعتني بالأطفال".