الخنازير خطر يدق أبواب القرى
سلفيت- رايــة:
سامر عودة-
طبيعتها ساحرة وبساتينها تحفة فنية أبدع الخالق بتكوينها، تقدم لنا بساتينها سلة غذائية متكاملة، مغروسة بأزهى الأشجار واجملها راسمة تنوعاً بالمزروعات من الخضار والفواكه والعديد من المحاصيل الزراعية المروية والبعلية، تحمل اطلالة خلابة تغري كل ناظريها، لكن الاحتلال طمس كل هذه المعالم الفريدة عبر الخنازير البرية التي يفلتها بالعديد من القرى الفلسطينية فأصبحت خطرا يهدد الوجود الفلسطيني، وتعد قرية ياسوف شرق سلفيت من أكثر هذه القرى التي تعاني من الآفة اللئيمة.
ياسوف قرية فلسطينية تتميز بطبيعتها الجميلة ووفرة المحاصيل الزراعية فيها، و تشتهر بالزيتون واللوزيات والتين والرمان وكروم العنب والحبوب والكثير ايضا، وتحتوي أيضا على منطقة تسمى"جنائن ياسوف"، التي تضم العديد من أشجار الحمضيات بأنواعها المختلفة، يقصدها الكثيرون للاستجمام وطلبا للراحة وجمال المناظر، إضافة لوفرة ينابيع المياه فيها، حيث تحتوي القرية على خمسة عيون وهي العين الشرقية، والعين الوسطى، و بئر التوتة، وبئر الحمام، وعين ابو الرجا.
عانى كثيرا من الخراب الذي حرمه من زراعة أرضه ودمر له العديد من المحاصيل الزراعية والأشجار الموسمية، الحاج صايل عطياني"ابوجمال"(84عاما)، بعزيمته واردته الصامدة يواجه خطر الخنازير، " نعاني مؤخرا من دمار مزروعاتنا واشجارنا وخرابها بشكل كبير بسبب الخنازير التي تتواجد الآن بنسب كبيرة، وفي العديد من أماكن القرية".
ثمانيني يتصف بالصلابة والمرونة وحبه الشديد للأرض، يضيف لا نتمكن من الذهاب لأرضنا لحراثتها والاعتناء بها وجنى المزروعات منها، نظرا للخطر الكبير الذي تشكله الخنازير لنا، فحدث وأن تعرض الكثير من أبناء القرية لحوادث اعتداءات الخنازير عليهم لحقت بهم أضرار بليغة، وهذا ما سبب لنا خسائر كبيرة، وخراب أرضنا ودمار محاصيلنا.
يعتبر موسم قطاف الزيتون بالقرية موسما جميلا، يستمتع فيه سكان القرية بقطف أشجار الزيتون بأسلوبهم المتميز، وبشكل مختلف عن باقي القرى الفلسطينية لاتخاذهم له موسم ترفيهي يجلب الخير والسعادة لهم، لكن الامر مختلف الان بفعل إجراءات المستوطنين واعتدائهم على المزارعين، إضافة للدمار الكبير الذي تحدثه الخنازير وخوف الناس من الذهاب لأرضهم.
ويؤكد أبو جمال،" أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن الخنازير التي أصبحت تغزو العديد من القرى الفلسطينية وتتجول وسط المحاصيل والحقول الزراعية، حيث شاهد العديد من شبان القرية شاحنات اسرائيلية تفرغ الخنازير بالقرب من القرية، وهذه ليست بالمسألة الحديثة.
وأحدثت الخنازير العديد من الأضرار لسكان القرية، فقضت على على جميع المحاصيل الزراعية في القرية، الأمر الذي عدم الزراعة البعلية والمروية فيها التي لا تتجاوز حاليا نسبة الصفر، اضافة الى الخطر الكبير الذي تشكله الخنازير على الأفراد وتعرضهم لعدة حوادث عند الذهاب للاعتناء بالمزروعات واحيانا داخل البلدة نفسها، حيث أصبحت تتجول بين المنازل وأزقة القرية.
ويروي لنا صبحي عبيد ابو العبد(60 عاما)، تفاصيل تعرضه لحادث اثر هجوم خنزير عليه، " في موسم قطاف الزيتون قبل عامين، توجهت برفقة عائلتي لقطف اشجار الزيتون، وعند اقترابي من ارضي هجم علي خنزير ضخم، احدث لي جرح كبير بمنطقة البطن، نقلت على إثرها للمشفى و قطبت 16 قطبة تحت القفص الصدري، وهذا شكل لي حاجزا يرهبني عند ذهابي لارضي".
ومن جهة أخرى قال موظف المجلس القروي في ياسوف محمد عطياني، أن هذه الظاهرة ليست حديثة بل انها منذ 19 عام، لكنها في هذه الآونة أصبحت بكثرة كبيرة، ففي كل سنة تصبح أسوأ مما قبله، لتكاثر الخنازير السريع واستمرار الاحتلال بجلبها للمنطقة بنسب كبيرة وبين فترة وأخرى.
وفيما يتعلق بالنهج الذي يستخدمه المجلس القروي للحد من هذه الظاهرة وتخفيها يقول حمودة، " لا نستطيع على مكافحة هذه المشكلة وحدنا، تعود لأسباب عدة أهمها: التكلفة العالية، وعدم توافر أساليب حديثة حيث يعتمدون على أساليب بدائية باستخدام الطرق التقليدية من سموم وغيرها، وعدم توافر سموم خاصة لهذا النوع لعدم توفر مصانع فلسطينية تنتجها ومنع الاحتلال جلبها من الداخل، وعدم توافر الإمكانيات المالية التي تمكنهم من المتابعة المتواصلة للقضاء على هذه الإشكالية، وعدم توافر خطة جماعية بالقرى الفلسطينية وعدم اكتراث الجهات المختصة بهذا الموضوع.