تسع سنوات على رحيل حكيم الثورة
خاص-راية:
تسع سنوات مضت اليوم على وفاة حكيم الثورة الفلسطينية، كما اصطلح على تسميته تاريخياً، عن جورج حبش نتحدث، مؤسس حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولد حبش في مدينة اللد الفلسطينية عام 1926 لعائلة مسيحية أرثوذكسية ميسورة الحال، درس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث برز خلال ذلك في المجال السياسي من خلال "هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل" التي نشطت خلال تلك الفترة.
وعلى إثر هزيمة حزيران 1967، قام مع مجموعة من رفاقه في حركة القوميين العرب بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تم الإعلان رسمياً عن تأسيسها يوم 11/12/1967 ومنذ ذلك التاريخ حرص الحكيم على صيرورتها وتطورها كتوجه ومنهج عمل رئيسي للجبهة الشعبية.
ورغم أن الحكيم كان قد ناهز السبعين عندما توفي قبل تسع سنوات، إلا أنه كان يفكر بعقل وحيوية الشباب، فتألق في تحليله وتشخيصه للحال الفلسطينية والعربية فحدد أن "غياب الديمقراطية كان سبباً من أسباب الهزيمة فلسطينياً وعربياً" وأن غيابها، أي الديمقراطية، سبب للتخلف الاجتمعاي الذي يحيط بالأمة العربية.
وكان الحل يكمن من وجهة نظر الحكيم في "يد الشباب المتمردة إيجابياً ضد الخنوع والذل".
هو الطبيب الذي رمت به التراجيديا الفلسطينية خارج وطنه، فحمل جراح المنفى واللجوء والهوية حتى بات أحد أبرز الرجال الرموز المنادية بالتمسك بحق العودة باعتباره حق شرعي وقانوني وممكن طالما توفرت الإرادة السياسية لذلك.
تزوج الحكيم عام 1961 من ابنة عمه، يلدا حبش التي ساندته وشاركته في جميع مراحل حياته النضالية على مدار 40 عاما عاشت وعايشت خلالها الكثير من المؤامرات التي تعرض لها الحكيم من محاولات اختطاف واغتيال، كما تحملت أعباء الاعتقال والاختفاء إلى جانب نشاطها الجماهيري والنسوي.
رحل الحكيم عن عالمنا في العاصمة الأردنية عمان في 26/1/2008 لكنه ترك إرثاً غنياً من مواقف وآراء ما زال يستشهد بها، فهو القائل:
الثورة الفلسطينية قامت لتحقيق المستحيل لا الممكن
وهو الذي صرخ: ثوروا، فلن تخسروا سوى القيد والخيمة.