التسويق الإلكتروني: لغة تنافس التجارة التقليدية وتتميز
رام الله-راية:
ربى عواد-
في مقر البريد الفلسطيني برام الله، تتكدس المئات من الطرود بانتظار أصحابها، قد تبدو هذه الصورة معتادة بالنسبة للكثيرين، كيف لا والبريد يشكل واحداً من أهم رموز السيادة، لكن المفارقة بالنسبة لنا تمثلت باستخدام هذه القناة التقليدية لنقل البضائع من أجل إيصال طرود غير تقليدية وصلت بنقرة زر.
ويقول فتحي شباك، مدير عام البريد الفلسطيني، أن البريد الفلسطيني يستقبل يومياً قرابة الثلاثة أطنان من الطرود والبضائع التي يتم شراءها من خلال مواقع التسوق الإلكترونية "حيث يتم حجزها لثلاثة ايام حتى تقوم الجمارك الفلسطينية بفحصها والتأكد من سلامتها ومن ثم نقوم بتوزيعها على المواطنين من خلال 81 مكتب بريد في انحاء الضفة، و183 شعبة بريدية تتواجد في معظم القرى الفلسطينية". ويرى شباك أن هذا التوجه الجديد في تسويق البضائع في الضفة الغربية والقطاع قد ضاعف من حجم الخدمة التي يقدمها البريد في محاكاة واقعية لعالم إفتراضي بات يشكل السمة الغالبة على كافة مناحي حياة المواطنين.
صابرين فتاة عشرينية رفضت الانضمام لصفوف البطالة بعد تخرجها، وآثرت الجمع بين اثنتين من أحب الهوايات إلى قلبها: مساحيق التجميل ووسائل التواصل الاجتماعي، وبشغفها انطلقت بمشروع تجاري ذاع صيته وانتشر من خلال الفيسبوك دون أن يستنفذ مدخراتها أو يضعها تحت ثقل القروض البنكية "لجأت الى هذا النوع من التجارة لأني غير قادرة على فتح متجر خاص بي بسبب الاجراءات الصعبة من تكاليف الإيجار والضرائب وغيرها، فالتجارة الالكترونية كانت المكان الذي استطعت من خلاله عرض منتجاتي، وزيادة دخلي".
ومن منطلق هذا الشغف الذي تحول مع الوقت إلى خبرة تعتز بها صابرين استطردت سيدة الأعمال الصغيرة بالحديث "لاحظت في الآونة الأخيرة زيادة التنافس على السلع التجميلية ، لذلك من المهم التركيز على كيفية عرض المنتج والترويج له، واعطاء جميع التفاصيل عنه، لكسب ثقة الزبائن".
ولأن وسائل التواصل الاجتماعي باتت لغة العصر وهوس الجيل الشاب في المجتمع كان لا بد لوسائل التسويق أن تتطور بما يضمن ترجمة هذه اللغة إلى تجارة. أيمن قاروط، الخبير في التسويق الالكتروني، يعتقد أن أحد أهم الأسباب التي ساهمت بانتشار ظاهرتي التسوق والتسويق الأليكتروني في المجتمع الفلسطيني تتمثل بالتكلفة القليلة للبضائع والسلع مقارنة بتلك التي تعرض بالمحال التجارية فتفرض عليها الضرائب وتتحمل جزءا التكاليف اليومية للمكان.
ويربط قاروط بين هذه الظاهرة الجديدة التي لم يتجاوز عمرها في المدن الفلسطينية السنتين، والوضع السياسي والأمني القائم منذ سنوات " أن الفرد يفضل البقاء بمنزله والحصول على ما يريد، دون الحاجة إلى قطع حواجز بين مدينة وأخرى، فالتسوق عبر الانترنت اعطى الأفراد الراحة التامة".