غزة تودع 2016 بالضحك

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

سنوات طويلة غابت فيها الابتسامات الحقيقية عن أهالي قطاع غزة الذين يرزحون تحت حصار خانق وما أنتجه من ضغوط ومآسي وبؤس، الى أن بادر أشخاص لتنظيم مهرجان للضحك هو الأول من نوعه في القطاع ليختتمون به عام 2016 البائس بالنسبة لآلاف الغزيين.

وأعلنت شركة ميماس للإنتاج الإعلامي الخميس، عن إقامة "مهرجان الضحك الأول" في شهر أذار/ مارس المقبل، وجاء الإعلان عن المهرجان خلال حفل فني تضمن عروضاً مسرحية، وكوميدية داخل مطعم الروتس في غزة، وشارك في الحفل الفنان الكوميدي الكوري الشهير ونهو تشونغ الذي يجيد العربية بطلاقة، عبر مقطع فيديو قصير مسجل.

المنسق الإعلامي للمهرجان عماد أبو شاويش، قال إن غزة شهدت حفل الإعلان عن المهرجان الذي سيكون الأول من نوعه في فلسطين، بمشاركة فرق عربية، وفنانين عالميين، يمنحون الجمهور في غزة مساحات من الفرح والضحك في المهرجان.

وسط تجاوب الجمهور وتفاعله وعلى مدار قرابة الساعتين قدم الفنانون عبر فن الإلقاء الفكاهي الفردي (ستاند أب كوميدي) ما قالوا إنها "فسحة الأمل" و"مساحة المرح" للمحاصرين والقابعين في أكبر سجن مفتوح في العالم.

وأبدى الكوميدي الكوري تشونغ إعجابه بسكان قطاع غزة، مشيداً بصمودهم في وجه الحصار وقسوة الظروف التي يعيشونها، ومؤكداً أن الكوميديا وسيلة فعالة للتخفيف من آلام الواقع وأحزانه، وأن كل العالم يحتاج للضحك.

وسيشارك تشونغ في الحفل الرئيس لمهرجان الضحك بغزة، وسيقدم عروضاً تساهم في انتزاع الضحكات التي غادرت وجوه الغزيين بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

وفي مداخلة له عبر الفيديو، أكد وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو على حق الشعب الفلسطيني في أن يصل صوته لكل بقاع الارض، مشيرا إلى أن الضحك ببعده الفلسفي هو نوع من أنواع المقاومة، ومواجهة الواقع بنوع من السخرية والتهكم وبنوع من الأمل والإصرار.

واعرب بسيسو عن فخره بأن تكون غزة المحاصرة قادرة دوما على إحداث خرقا في المشهد الثقافي الفلسطيني، وأن يصل هذا الصوت عبر مبادرات ثقافية تخترق هذا الحصار، الذي يحاول من خلاله الاحتلال الاسرائيلي أن يفصل غزة عن كل فلسطين.

في كل يوم يخرج من غزة أشكال مختلفة من الإبداع، وهؤلاء المبدعين هم سفراء الأمل والإرادة، وهم جيل جديد يعي قيمة الانتماء لفلسطين، ويعي ضرورة أن تكون الهوية الوطنية الفلسطينية حاضرة في ميادين الإبداع.

وزير الثقافة، يرى أن "الاحتلال لا يريد لنا أن نمارس طقوس الحياة، وألا نرسم وألا نضحك، ويريد لنا أن نكون معزولين وضحايا، وغير قادرين على صناعة الإبداع"، معتبرا أن دعوة مجموعة ونخبة من الفنانين الكوميديين كمبدعين فرديين وكفرق للمشاركة في مهرجان الضحك بغزة يمثل خطوة، لمد الجسور بينهم وبين شعبنا والمبدعين في الدول العربية وحول العالم.

الفنان الكوميدي مؤمن شويخ، يقول أن مهرجان الضحك الأول يحمل رسالة إلى العالم بأن غزة مليئة بالمواهب والطاقات، "سوف نضحك رغم كل المعاناة التي نعيشها والوجع والألم الذي اصابنا ونعيشه، وكباقي العالم فإن غزة تريد أن تضحك رغم المآسي التي تعيشها.

ومن أهم أهداف اطلاق مهرجان الضحك، أن الهواة وفناني الكوميديا يحاولون الربط بمهرجانات أخرى كمهرجان قرطاج السينمائي الدولي ومراكش ومهرجان القاهرة الدولي، وذلك عبر استخراج مواهب غزة من أجل المشاركة في المهرجانات الخارجية.

قد يكون مهرجان الضحك خطوة جريئة للتخفيف من ضغوطات الحياة التي تلاحق مليوني فلسطيني بغزة، وقد أيده البعض وعارضه أكثر منهم لأسباب؛ أهمها أن تذكرة حفل اطلاق المهرجان بلغت 80 شيقل، وهنا يتساءل الغزيين، كم ستبلغ تذكرة المهرجان الرئيسي؟، في اشارة الى أن الحضور سيقتصر على الطبقة معينة دون غيرها.

والبعض انتقد المهرجان على اعتبار أن الضحك والسعادة الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون مجانا، غير أن البعض أنتقده معتبرا أن قطاع غزة ليس بحاجة لمثل تلك الأنشطة التي تحتاج للأموال، بقدر حاجته لما هو أهم وأكثر فائدة في ظل الحصار المفروض منذ 10 سنوات.