قرابة 13 مليون فلسطيني حول العالم
رام الله-رايــة:
ندين نخلة-
إن كان الإحصاء بالنسبة للكثيرين هو الطريقة الصادقة لرؤية العالم ..فهو أكثر من ذلك للفلسطينيين؛ هو علم المنطق يطير بجناحين: الخيال والأرقام..!
ففي أرقام جديدة أصدرها جهاز الإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الفلسطينيين في العالم أكثر من 12 مليون فلسطيني (قرابة 5 مليون داخل الأراضي الفلسطينية، وحوالي مليون ونصف داخل الخط الأخضر، وقرابة ال 6مليون في الشتات).
ولكثرة الأرقام وتفاصيلها، كنا نحاول قراءة الاحصائية بشكل مختلف قليلاً، فخطر لنا سؤال المواطن البسيط..
توجهت "رايـــة" بالسؤال لأحد شبان مخيم الجلزون: "هل تعلم أن عدد الفلسطينيين قد فاق ال 12 مليون في العالم؟، فقاطعنا بالاجابة " شو يعني؟ مهو جارنا لحاله اله نسبة من عددنا بالضفة، عنده 17 نفر، الله وكيلك فريق كرة قدم مع احتياط ومشجعين".
وعلى الرغم من عفوية الإجابة وطرافتها، إلا أنها لا تجافي الحقيقة ولا تحيد عنها؛ فحسب الاحصاء الفلسطيني بلغ متوسط حجم الأسرة الفلسطينية في العام 2015 حوالي 5.2 فرداً أي بمعدل يقترب من 4 أفراد للعائلة في الضفة الغربية و 6 أفراد للعائلات الغزية..كل هذا والأرقام تشير إلى انخفاض في متوسط حجم الأسرة الفلسطينية مقارنة بالعام 2000.
قراءة سياسية في أرقام الإحصائية:
وفي قراءتنا لتفاصيل الأرقام ومدلولاتها لجأنا لتفسيرها سياسياً من خلال المحلل السياسي أكرم عطا الله، الذي ركز على أن "إبعاد غزة التي يقيم بها أكثر من ثلث الفلسطينيين (66.7%) عن الخطاب السياسي الفلسطيني، سيثبت الادعاءات الاسرائيلية بأن هناك تفوق عددي يهودي، بالتالي سيضعف إثبات ان اسرائيل دولة ابرتهايد عنصري"، بمعنى أن هنا أقلية تحكم أغلبية، وذلك سيضعف كافة الخطوات السياسية التي قد تقوي الموقف الفلسطيني أمام العالم، على الرغم من أن هناك مؤئرات تقول ان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية سيتخطى عدد الاسرائيلي بحلول نهاية عام 2020، إلا أن إبعاد غزة سيضعف الموقف الفلسطيني.
ومن ناحية أخرى، فإن انخفاض متوسط حجم الأسرة الفلسطينية، بحسب عطا الله يعني أن عدد أفراد الأسرة اصبح أقل بالتالي قلت الضغوطات على العائلات الفلسطينية وأصبحت حياتهم شبه طبيعية، وفي ذلك راحة أكبر لاسرائيل في المعنيين الديمغرافي والأمني.
قراءة اقتصادية في أرقام الإحصائية:
وللقراءه الاقتصادية لجأت "رايــة" إلي المحلل الاقتصادي ياسر شاهين، الذي رأى أن القراءة الاقتصادية للأرقام التي صدرت مؤخرًا، لها مؤشرات خطيرة بحاجة لدراسات وتحليلات لدلالاتها على البعد التنموي من قبل الحكومة، "فليس من الطبيعي أن تبلغ الكثافة السكانية في قطاع غزة 800 فرد/ كيلومتر مربع، وفي الضفة 520 فرد/ كيلو متر مربع.
إن الأعداد التي نشرها الاحصاء الفلسطيني تشير إلى تزايد بشكل عام على نسب الولادة مقارنة بالعالم، وانخفاض أعداد الوفيات.
ويقول شاهين: " إن الحكومة لا تمتلك خطط تنموية تعالج المعطيات الموجودة حاليًا، لذلك فإنه سيصعب عليها تفادي الأزمات بالمستقبل، وستعاني الحكومة في السنوات القادمة في حال استمر الوضع على ما هو عليه".
ويطالب شاهين بإعادة إدراج قضية اللاجئين الفلسطينيين على سلم الأولويات، لأن نسبة 42% هي نسبة عالية لا يمكن غض النظر عنها، وهي نسبة قد تقوي الموقف الفلسطيني وتدعمه في محاولات لحل قضيتهم.
ويحذر شاهين من تردي وضع الشباب الذين يشكلون 70% من المجتمع الفلسطيني، بالتوازي مع تخطي نسبة البطالة لـ 26.6%، محذرًا من انفجار الوضع العام مقارنة بما حصل في الاونة الأخيرة بالعالم العربي.
عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية سيتخطى عدد الإسرائيليين عبر الزمن
أما المقاربة التي يحبها الفلسطينيون ويتفاخرون بها، فترجمتها الأرقام عندما أشارت إلى عدد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر قد بلغ حوالي 6.41 مليون نهاية عام 2016، في حين بلغ عدد الإسرائيليين 6.33 مليون بناء على تقديرات دائرة الإحصاءات الإسرائيلية نهاية عام 2015، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم 6.45 مليون مع نهاية عام 2016. وسيتساوى عدد السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في نهاية عام 2017. وستصبح نسبة السكان الإسرائيليين حوالي 49.3% من السكان وذلك بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.96 مليون إسرائيلي مقابل 7 مليون فلسطيني.