2016.. عام اخر يمر على الفلسطينيين بلا عنوان
رام الله- رايــة:
حسين أبو عواد-
ما الذي تغير في 2016؟.. يمكن القول لم يتغير شيء يذكر، الوضع القائم كما هو في فلسطين، بعض الامور ساءت واخرى بقيت على حالها.
الا ان بعض الاحداث التي شهدها العام 2016، قد تحتاج لأكثر من سنة لتحدث تغييرا سواء على الصعيد المحلي الفلسطيني او على الصعيد الدولي المتعلق بفلسطين وقضيتها.
الدبلوماسيّة والمحافل الدولية
لم يتحقق اي اختراق على صعيد القضية الفلسطينية في الساحة الدولية خلال 2016، لكن بعض القرارات الدولية والتحركات ربما تؤسس لتغيير طفيف في 2017:
- في 23 كانون أول، مجلس الأمن الدولي يتبنى بأغلبية ساحقة قرارا بإدانة الاستيطان، بعد تقديمه من قبل 4 دول غير عربية (نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا) وسحبه نهائياً من قبل مصر. وفي خطوة نادرة امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت ولم تستخدم حق النقض "الفيتو" ضد القرار، ما اثار زوبعة سياسية في اسرائيل نتيجة للموقف الامريكي غير المتوقع.
- في 3-1-2016، دولة الفاتيكان تعلن أن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين كدولة مستقلة.
- في شهر اكتوبر 2016، "اليونسكو" تتبنى مشروعي قرارين ينفيان أي علاقة تاريخية بين اليهود والأماكن المقدسة فى القدس المحتلة.
- وخلال 2016، انطلقت مبادرة فرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام نهاية العام الجاري لكنها تراجعت عن ذلك لتحدد تاريخ 15-1-2017 موعدا جديدا لعقد المؤتمر.
الانقسام وعقد المؤتمر السابع
- يبدو الانقسام الفلسطيني مستداما، وكغيرها من سنوات الانقسام التسعة، مرت 2016 دون ان تترك لها اثرا في طريق المصالحة المتعثر بين حركتي فتح وحماس، رغم عديد اللقاءات والابتسامات المتبادلة في قطر.
- وفي 2016 أيضاً، تشكلت رباعية عربية هذه المرة (مصر، الاردن، الامارات، والسعودية) وحاولت فرض حلول واحداث تغيير في تركيبة القيادة الفلسطينية، الامر الذي قوبل برفض من قبل المؤسسة الرسمية الفلسطينية، وتصريحات نارية من قيادييها، وغضب من رأس الهرم فيها ترجمه بعقد المؤتمر السابع لحركة فتح، بهدف ترميم الوضع الداخلي للحركة وإحكام السيطرة على تياراتها وتوازناتها، رغم محاولات ثنيه عن ذلك داخلياً وعربياً.
- وأرسى الرئيس عباس، في خطاب استمر أكثر من ثلاث ساعات، توجهات قيادته في المرحلة المقبلة وعلى رأسها إشراك عدة أطراف في العملية السلمية وتفعيل الجهد الفلسطيني في المؤسسات والمحافل الدولية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية.
اتساع الاستيطان
أظهر تقرير لمنظمة "السلام الآن" أن البناء في المستوطنات داخل الضفة الغربية ارتفع بنسبة 25% خلال عام 2016 مقارنة بالعام الذي سبقه، في حين هدمت قوات الاحتلال خلال العام 726 منزلا ومنشأة خلفت 1020 نازحًا في الضفة والقدس المحتلة وفق تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
تواصل الهبة الشعبية
ارتفعت وتيرة اقتحامات اليهود، لباحات المسجد الأقصى المبارك، وبحسب اخر التقارير فقد اقتحم أكثر من 8960 إسرائيلياً ساحات المسجد الاقصى منذ بداية العام.
وامام هذه الاقتحامات تواصلت الهبة الشعبية التي انطلقت منذ اكتوبر عام 2015، مخلفه 271 شهيداً، منهم 125 استشهدوا منذ بداية العام 2016. كان اخرهم استشهاد الطفل فارس زياد البايض (15 عاماً) متأثراً باصابته قبل نحو شهرين خلال مواجهات على مدخل مخيم الجلزون.
استمرار حصار غزة
استمر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وبحسب أرقام وإحصاءات "الأونروا" لعام 2016 فان غزة تعتبر واحدة من أعلى معدلات البطالة في العالم، وان 80% من السكان في غزة يعتمدون على المساعدات الانسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وعلى مدار العام 2016 بقيت بوابة معبر رفح الحدودي موصدة أمام عشرات آلاف الفلسطينيين، ولم تفتح سوى 42 يوما، من قبل السلطات المصرية.
المقاطعة الدولية لإسرائيل
تواصلت انشطة حركة المقاطعة الدولية لاسرائيل “BDS”، واستطاعت تحقيق بعض الانتصارات على المستوى الدولي، كان ابرزها الغاء فرنسا لصفقة شراء طائرات بدون طيار من صنع "إسرائيل"، كما أغلقت شركة "G4S" البريطانية، مكاتبها في"اسرائيل"، هذا وأعلن المجلس الوزاري الأوروبي التزام دول الاتحاد بقرار التقيد بوسم منتجات المستوطنات الذي اتخذ سابقا.
إضرابات فردية للاسرى
وصل عدد الاسرى في سجون الاحتلال مع نهاية 2016 لما يزيد عن 7000 أسير.
8 اسرى منهم، خاضوا اضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الاداري وهم: الاسير الصحافي محمد القيق (63 يوماً)، وبلال كايد (71 يوماً)، وأحمد البلبول محمود البلبول (66 يوماً)، ومالك القاضي (70 يوماً)، وعمار حمور (32 يوما) وأخيراً الأسيران أنس شديد وأحمد أبو فارة (90 يوماً)، وجميعهم أوقفوا إضرابهم عن الطعام بعد اتفاق مع إدارة السجون الاسرائيلية على عدم تجديد اعتقالهم إدارياً والافراج عنهم.