الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:14 AM
الظهر 11:48 AM
العصر 2:36 PM
المغرب 5:01 PM
العشاء 6:21 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

يوميات طالب "بلا هوية" في بيرزيت

رام الله-راية:

جمال أبو خضير-

يتعين على الشاب محمد عليان، الهروب من كل حواجز الاحتلال في الضفة، يالها من مهمة صعبة بالنسبة لفلسطيني مجبر على سلك الطريق من بيت لحم وصولا الى جامعة بيرزيت، فالحواجز بالمرصاد والحل قد يبدو مستحيلا، الا اذا استعان بخطوط طيران لتعدي الحواجز التي تحيط مدينته من كل جانب!! واذا ما مر من حاجز بسلام سيصطدم بحاجز المدينة الاخرى.

لا خيار اخر امام شاب بدأ مرحلته الجامعية في جامعة بيرزيت برام الله، واكتشف معنى "بلا هوية"، ثم أجبر على التخلي عن العائلة.

ولد عليان عام 1996 لأب يحمل الهوية الزرقاء(القدس) وأم تحمل الهوية الخضراء(الضفة)، وبين الاخضر والازرق ضاعت هويته، وواجه النكران، ولدراسة العلوم المالية والمصرفية في جامعة بيرزيت، قادما من مدينته بيت لحم داخل نطاق جغرافيا الضفة، يبدو الامر سهلا، لكنها كانت المهمة الاصعب. 

"أحلم مثل باقي الطلبة، بان اذهب الى الجامعة كل يوم واعود الى عائلتي في مدينة بيت لحم" ولكنه منع من ذلك.

واضطر ان يستأجر بيت صغير في بلدة بيرزيت حتى يستطيع الذهاب الى جامعته واكمال دراسته دون المرور بنقطة تفتيش اسرائيلية؛ فإذا قبضت قوات الاحتلال عليه دون هوية رسمية سيتم اعتقاله لإن الاخيرة لا تعترف به كمواطن بل تعتبره شخصا غير معترف به.

"وكلنا محامي لمدة ست سنوات ليتفاوض مع الجانب الإسرائيلي حتى استطيع أن  أحصل انا ووالداتي على الهوية الزرقاء ولكن تبين في النهاية وبعد مبلغ من المال تكبدته العائلة ان هذا حلم ابليس بالجنة" قال محمد عليان.

لا يملك الشاب عليان اوراق حكومية رسمية, ولديه فقط صورة عن هوية والده الزرقاء وأخرى عن هوية والدته الخضراء لكن الاحتلال يعتبرها غير رسمية.

ورفضت سلطات الاحتلال منحه الهوية الزرقاء لعدم تمكنه من السكن في القدس بناء على طلبها، وبعد ان بلغ الـ16 من العمر رفض الاحتلال نهائيا لانه وبحسب القانون الاسرائيلي فان "اي طفل بلغ 16 عاما ولم ياخذ الهوية الزرقاء لا تعطيه الحكومة الاسرائيلية الهوية".

منع الاحتلال الهوية الزرقاء على الشاب عليان بادئ الحكاية، ثم ابقاه معلقا بلا هوية.

وحينما قدم طلب  "لم شمل" للسلطة الفلسطينية منذ 3 سنوات ليأخذ الهوية الخضراء اخبرته السلطة ان الامر بيد سلطات الاحتلال ويحتاج وقت طويل .

وما يزال عليان بلا هوية، "أشعر بالغربة في بلدي ولا املك اي وثيقة قانونية تعرف عني"، يقول عليان الذي أصبح يرى عائلته مرة واحدة في الاسبوع ويتصل بوالده ليأخذه من البيت الذي أستأجره في بلدة بيرزيت الى مدينة بيت لحم ليرى والدته.

قد يبدو الامر عاديا لإن طلبة كثر يستأجرون سكنا قرب الجامعة ويزورون أهاليهم نهاية كل اسبوع وفي بعض الاحيان كل 3 اسابيع، لكن شعور عليان ان الامور خارجة عن يده يزيد من شوقه لأهله.

ويروي عليان أحد المواقف التي حصلت معه خلال هبة القدس الأخيرة "اضطررت للبقاء في السكن ببيرزيت لمدة 4 أشهر دون الذهاب لبيت لحم لرؤية عائلتي, خوفا من الاعتقال"، اذ كانت حواجز الاحتلال منتشرة بكثافة في كافة انحاء الضفة.

محمد عليان ليس الا حالة من كثر، فموضوع "لم الشمل" يشكل هاجسا لفلسطينيين كثر، منهم من فارق اهله داخل وطنه بين غزة والقدس أو بين مدن الضفة والقدس، ومنهم من فارق أهله الى خارج وطنه ولم يستطع العودة.

Loading...