عودة شريان غزة الوحيد للحياة
غزة- رايــة:
سامح أبو دية-
التوجه المصري الجديد تجاه قطاع غزة والذي يشمل تسهيلات تُخفف من معاناة الآلاف من الحالات الانسانية، أصبح واضحا بخطوات ملموسة على الأرض، فمعبر رفح البري أحد أهم تلك الخطوات الايجابية بالنسبة للغزيين، حيث انعش أحلام بعضهم وقد ينقذ حياة عشرات المرضى منهم.
السفر عبر معبر رفح بات أسهل من ذي قبل، حيث كانت السلطات المصرية تفتحه مرة كل 3 أو 4 أشهر ولأيام قليلة، الى أن أصبح يُفتح مرة أو اثنتين في الشهر الواحد ولعدة أيام وصلت الى 8 أيام متواصلة في المرة الواحدة لفتحه.

ولوحظ أن التسهيلات طالت أعداد الحافلات، بحيث غادرت 3 حافلات خلال ساعة واحدة فقط وخلال وجودنا داخل المعبر.
المواطن الغزي بات يشعر بتحسن ملموس، وأصبح متفائلا في تخفيف معاناته وانقاذ بعضا من أحلامه، وانخفضت أعداد المسجلين للسفر عبر معبر رفح بشكل كبير، حيث وصل عدد المسجلين الى 17 ألف مسافر من الحالات الانسانية، بعد أن كان 30 ألفا.

هشام عدوان مدير معبر رفح البري، أكد أنهم لمسوا اشارات ايجابية في فتح المعبر في المرات الأخيرة، بحيث تقلصت فترات الاغلاق الى شهر واحد أول أقل بدلا من 3 أشهر، بالإضافة الى الزيادة في أيام فتح المعبر من يومين أو ثلاثة الى 5 أو 8 أيام.
وتمنى عدوان أن يتم ادخال أكبر عدد من المسافرين البالغين 17 ألفا؛ خلال الأيام الثلاثة لفتح المعبر استثنائيا، من أجل التخفيف جزئيا من معاناة القطاع في ملف السفر.

كما دعا السلطات المصرية الى البناء على الاجراءات والقرارات للوصول الى فتح المعبر بشكل دائم ومستمر.
الطالب محمد أبو كرش "26 عاما" يجلس في المقعد الأول للصالة الفلسطينية بالمعبر، وقد بدا عليه التوتر واضحا، في انتظار اقتراب تحقيق حلمه الذي سعى ورائه طيلة 8 سنوات، وتبقى أمامه أمتار قليلة ليتخطاها، في طريقه الى تركيا لاستكمال دراسته.
يقول أبو كرش: "أرجو أن تنجح محاولتي الثانية خلال 3 أشهر، وانهاء معاناة استمر لسنوات، حيث أرجعتني السلطات المصرية في المرة الأخيرة لفتح المعبر دون ابداء أسباب، رغم أنني أمتلك كل الأوراق الرسمية المطلوبة".
وفي ظل تلك التوجهات المصرية لفتح المعبر بشكل أكبر، فقد انتعش حلم أبو كرش مجددا، وبات قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه وتخطي عتبات المعبر.

أما الشاب الفلسطيني المغترب عماد مصلح، فقد جاء الى غزة حاملا جواز سفر نرويجي ولم يكن يعلم بما ينتظره في قطاع غزة من معاناة وحصار، وعندما وصل شعر بذلك وسجل للسفر منذ 5 أشهر.
وبالكاد كانت تسعفه كلماته التي ينطقها باللغة العربية ليعبر عن حاله، يقول: "حاولت السفر عبر معبر بيت حانون الا أن طلبي قوبل بالرفض باعتباري ليس فلسطيني، ثم التجأت للسفر عبر معبر رفح حتى أتمكن من العودة الى عملي في دولة النرويج"، مشيرا الى أنه لمس التحسن في عمل المعبر في النصف الأخير من عام 2016، فانتعشت فرص عودته لعمله من جديد.
وفي الاجراءات الأخيرة من السفر ينتظر المريض بالسرطان المواطن عبد الله عبد ربه؛ اعلان اسمه والصعود الى الحافلة التي تقله الى جمهورية مصر العربية لتلقي العلاج في مستشفياتها، بعد أن انتظر دوره بشغف منذ أغسطس الماضي.

وعبّر عبد ربه عن تفاؤله الكبير في تخفيف معاناة المئات من أقرانه المرضى، ومن على كرسي الانتظار في معبر رفح الذي يعج بمئات المسافرين جلهم من الحالات الإنسانية (المرضى والطلبة وحملة الجوازات والاقامات)، دعا السلطات المصرية لفتح المعبر بشكل أكبر حتى يتمكن أكبر عدد من المسافرين من الخروج لقاء حاجاتهم المختلفة.


