كاسترو.. زعيم آخر مناصر لفلسطين يرحل

 

رام الله- رايــة:

بعد رحيل الزعيم الافريقي المناصر للفلسطينيين وقضيتهم نيسلون مانديلا عام 2013، يرحل اليوم زعيم اخر وقف مع فلسطين في نضالها للتحرر من الاحتلال.

واعلن اليوم السبت عن رحيل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن عمر يناهز 90 عاما.

في هذا التقرير نستعرض الاعوام التسعين من حياة كاسترو كأحد ابرز القادة الذين صنعوا تغييرات تاريخية في بلادهم.

وارسل الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، ببرقية تعزية الى نظيره الكوبي راؤول كاسترو، بوفاة شقيقه القائد فيديل كاسترو.

وقال الرئيس في برقية التعزية: "باسم دولة فلسطين وشعبها، وباسمي شخصيا نتقدم لفخامتكم ومن خلالكم لشعب كوبا الصديق بصادق تعازينا بوفاة القائد فيديل كاسترو، بعد حياة قضاها مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".

وعرف عن كاسترو مواقف مناصرة للفلسطينيين ضد الاحتلال، اذ ان دولة كوبا، الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.

وكان كاسترو قد اعلن في عام 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل)، والاعتراف بمنظمة التحرير.

ولد فيدال أليخاندرو كاسترو روز يوم 13 آب 1926، ومنح لقب أفضل رياضي وهو شاب عام 1944، ثم تخرج في جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون.

بداية العمل الثوري كانت في عام 1953، اذ حمل كاسترو السلاح ضد نظام بلاده برئاسة باتيستا لكنه فشل في الاطاحة بالنظام وسجن ثم عفي عنه بعد عامين.

بعدها عاش كاسترو في منفى اختياري بالولايات المتحدة والمكسيك لمدة عامين ثم عاد إلى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة قليلة من المتمردين أطلقت على نفسها "حركة 26 يوليو/تموز" وانضم إلى الزعيم الثوري أرنست تشي غيفارا وأطاح عام 1959 بحكم باتيستا الديكتاتوري.

بدأ كاسترو خلافه مع الولايات المتحدة عندما أمم بعض الشركات الأميركية العاملة في كوبا. وفي عام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفياتي لسد احتياجات السوق المحلي، وعندما رفضت شركات تكرير النفط الأميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أممها كاسترو، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبدأت كوبا حينها التوجه ناحية الاتحاد السوفياتي.

عرف عن كاستور ايديلوجية "ماركسية وشيوعية" لكنه كان يصر على انه يحمل السعي الى "ديمقراطية نموذجية وعدالة اجتماعية في ظل اقتصاد منظم".

الصدام مع امريكا

في عام 1961 قادت الولايات المتحدة محاولة فاشلة لإسقاط حكومة كاسترو بتجنيدها جيشا خاصا من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة. وفي خليج الخنازير مني الغزاة بهزيمة نكراء وقتلت القوات الكوبية كثيرا منهم وأسرت ألفا آخرين، وجاء الهجوم الامريكي على خلفية التقارب الكوبي السوفييتي ابان الحرب الباردة.

ومنذ ذلك الوقت أصبح كاسترو العدو الأول للولايات المتحدة، وتعرض لـ600 محاولة اغتيال امريكية كما جاء على لسان أحد الوزراء الكوبيين. وكان من بين الأفكار الغريبة لاغتياله محاولة جعله يدخن سيجاره المفضل وهو محشو بالمتفجرات.

ومن اسوأ الفترات التي مر بها كاسترو كانت في الثمانينيات إذ رفعت موسكو دعمها عن الاقتصاد الكوبي عندما رفضت أخذ محصول السكر في وقت كان الحصار الاقتصادي الأميركي يشتد على كوبا يوما بعد يوم. ودفع الازمة حينها بكثير من الكوبيين الى الهجرة نحو فلوريدا الأميركية وغرق منهم الكثير منهم في البحر.

وخلال فترة حكم كاسترو تقدمت كوبا في مجالات عدة منها الرعاية الطبية التي أصبحت في عهده مجانية للجميع، وانخفضت معدلات وفيات الأطفال حتى أصبحت قريبة جدا من الدول الغربية المتقدمة، وكذلك في مجال معرفة القراءة والكتابة التي وصلت نسبتها إلى 98%.