تذمر من خطة السير في نابلس واجتماع حاسم لتقييمها
رام الله- رايـة:
مع دخول ساعات الظهيرة من كل يوم يشتد "جحيم المرور" وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية فيما تمتد طوابير طويلة من المركبات تزحف ببطء في الشرايين الرئيسية المؤدية إلى قلب كبرى مدن محافظات الشمال، في مشهد يومي متكرر أضحى ملازما للمدينة الصاخبة.
ويعزو رئيس نقابة عمال النقل في نابلس أمجد الباقة سبب الأزمة المرورية إلى المخالفات التي ترتكبها السيارات الخصوصية، وانتشار عربات وبسطات الخضار في الشوارع ومفترقات الطرق الرئيسة ما يعرقل سير المركبات بسلاسة.
ومع بداية الشهر الثاني على الخطة المرورية الجديدة التي فرضتها لجنة السير في نابلس على أمل إيجاد حل لما بات يشكل كابوساً حقيقياً لكل سكان المدينة وزائريها، مازالت حالة التذمر من الاختناقات المرورية تتصاعد حتى وصلت حد اتهام الجهات الرسمية بتعقيد الأزمة بدل حلها.
وكانت طواقم وفرق من شرطة المرور قد شرعت بداية أكتوبر الماضي بتغيير اتجاهات بعض الشوارع وإغلاق بعضها الآخر في محاولة لاستنباط أسباب الأزمة ومن ثما حلها.
ويقول الباقة إن ما تعانيه المدينة من أزمه مرورية خانقة سببه الأساس غياب تطبيق القانون والنظام وعن الخطة المرورية الجديدة التي شرعت الجهات الرسمية بتنفيذها في المدينة يقول الباقة أنها "لم تحقق الأهداف المرجوة منها بالشكل المطلوب واكتفت بترحيل الأزمة عندما خففت منها شرقاً وضاعفتها في الاتجاهات الأخرى".
واشار الباقة في حديثه لـ"راية"، الى ان اجتماعا حاسما سيعقد مساء اليوم للجنة السير في محافظة نابلس والتي تضم كل من: (بلدية نابلس ومحافظة نابلس، وغرفة تجارة وصناعة نابلس، والشرطة ،ووزارة المواصلات ونقابة أصحاب مكاتب التكسي، والنقابة العامة لعمال النقل)، لتقيم عمل الخطة المرورية الجديدة، لافتا الى ان اللجنة قد تدخل تعديلات عليها ولكن لن تقوم بإلغائها.
من جانبه قال نائب بلدية نابلس الدكتور خالد القادري ان الخطة المرورية جرى طرحها ومناقشتها من قبل الجهات المعنية وعدد من الخبراء المختصين قبل تنفيذها، ولقيت قبول الجميع، مشيرا الى ان البلدية لا تمانع ادخال اي تعديل عليها ان اقتضت الحاجة لذلك.
واضاف لـ"راية"، "ان الخطة التي تم تطبيقها ليست ثابتة وهي قابلة للتغير والتعديل حسب الحاجة بما يضمن حركة المركبات والمشاة بشكل انسيابي ومريح".
وحول الازمة المرورية التي تشهدها المحافظة عقب تطبيق الخطة قال القادري: "إن ما تشهده نابلس حاليا هي زحمة مركبات لا يمكن القول عليها بانها تشكل ازمة مرورية حقيقية، والسبب يعود الى عدم احترام السائقين لقوانين السير، كما أن المشاة يشاطرون السائقين هذه المسؤلية نتيجة عدم التقيد بالعبور من الأماكن المخصصة لعبورهم ".
وتعمل على خطوط السيرفيس في مدينة نابلس والبالغة تسعة خطوط، ما يزيد عن 750 مركبة، يتناوب عليها 1200 سائق، مما يعني أن 1200 أسرة تعيش من عوائد تلك المركبات.
وتستغرق رحلة مركبة السيرفيس منذ خروجها من مجمع البلدية في دوار الشهداء وإيصالها للركاب إلى وجهتهم ومن ثم العودة إلى داخل المجمع قرابة 45 دقيقة في وقت الذروة، الأمر الذي يهدر من وقت السائق ما بين 3-4 ساعات يوميا، بحسب الباقة.
ويطالب سائقو مركبات العمومية بفرض مخالفات مالية على المركبات الخصوصية التي لا تلتزم بالقانون والنظام، كما يطالبون بإزالة بسطات وعربات الخضار التي تعرقل حركة السير مشيرين إلى إن “أصحاب سيارات السيرفيس يسددون كل ما عليهم من التزامات مالية للسلطة، ومن حقهم عليها أن توفر لهم ظروف عمل مناسبة، مبينا أن سائق السيرفيس الذي يعمل حاليا 15 ساعة يوميا، يستطيع الاكتفاء بالعمل مدة 12 ساعة ليحصّل قوت يومه لو انتهت أزمة المرور” كما يقول الباقة.
ورغم تخصيص بلدية نابلس أماكن محددة لتحميل وتنزيل الركاب، إلا أن غالبية هذه الأماكن انتهكت من المركبات الخصوصية التي تستخدمها كمواقف لها بدون أجرة، بشكل مخالف للقانون، مما يجبر سائقي السيرفيس على الوقوف في وسط الشارع لتنزيل الركاب أو تحميلهم، الأمر الذي يتسبب باختناقات مرورية.